عندما يستقيل الرئيس التنفيذي في أي شركة بصورة مفاجئة فهذا يعتبر حدثاً غير طبيعي تتناوله الصحافة الاقتصادية بالتحليل والتعليق وإجراء المقابلات مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة حول أسباب الاستقالة ومدى تأثيرها على دخل الشركة وخسائرها ومشروعاتها وسياسات الشركة المالية والتطويرية.
وعندما تكون الشركة مساهمة عامة وعريقة تملك الحكومة النسبة الأكبر من أسهمها وتتبوأ مكانة كبيرة في البورصة مثل شركة بتلكو فإن الاستقالة المفاجئة للرئيس التنفيذي بها والتي تحدث بعد ثلاثة أعوام من توليه مهام منصبه، هذه الاستقالة تطرح الكثير من علامات الاستفهام التي يتطلب من مجلس الإدارة أن ينبري للإجابة عليها بشفافية، ولا يترك الموضوع لرئيس مجلس الإدارة وحده ليدلي بتصريح روتيني مقتضب لا يتطرق فيه إلى فجائية الاستقالة ولا أسبابها، وإنما يكتفي بإعلان قبول استقالة الرئيس التنفيذي راشد عبدالله وتعيين الرئيس التنفيذي الأخر ألان ويلان محله بصفة مؤقتة ريثما يتم البحث عن رئيس تنفيذي جديد وهو ما سيحتاج إلى بعض الوقت، ومن ثم يقدم الشكر إلى الرئيس التنفيذي المستقيل «نظير مساهماته الجليلة في عمليات الشركة طوال فترة عمله».
وبالطبع فهذا التعبير ليس من باب المجاملة فالرئيس التنفيذي المستقيل عمل 40 عاماً في قطاع الاتصالات منها 28 عاماً مع بتلكو تدرج خلالها في تولي المسؤوليات والمناصب حتى وصل إلى منصب الرئيس التنفيذي عام 2011 وفجأة يقدم الرئيس التنفيذي – الحديث- استقالته المبهمة وغير المسببة.
استقالة راشد عبدالله المفاجئة والغامضة سبقتها استقالة مفاجئة أخرى هي استقالة الرئيس التنفيذي الأسبق الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة الذي قدم هو الآخر استقالته بصورة غامضة وبقيت بتلكو لعدة شهور بدون رئيس تنفيذي وبلا إعلان للمساهمين والمتعاملين في أسهم الشركة والزبائن والقطاع الاقتصادي والمالي في البلاد عن أسباب الاستقالة وكأن بتلكو شركة مقفلة وذات مسؤولية محدودة، وكأن الحكومة غير معنية بما يجري فيها.