خروجاً عن الديمقراطية مع منتهكيها.. سحقاً للوفاق في أساليبها الرخيصة المبتذلة.. الأكثر عنفاً وإرهاباً وشظايا نارية في مملكة البحرين، سحقاً لتلك الطفلة البلهاء التي تكسر ألعابها حالما تفشل بتحقيق رغباتها، علّها تلقى من يلقي لها بالاً لضمان الحصول على لعبة جديدة. غير أنه ما من مستجيب لتلك المشاغبات الوفاقية الطفولية وحنقها على لا شيء.
الوفاق أسقطت عن نفسها ومن معها عنوةً القدرة على ممارسة حقها الديمقراطي، احتجاجاً على ديمقراطية لم يتم تفصيلها على قياساتها، انتفضت بقرار المقاطعة على المملكة ونظامها القائم بتهمة الديكتاتورية والتحايل على الديمقراطية، فطبقت تهمتها بصور مقززة بشعة.
الديمقراطية الوفاقية المثلى.. بأروع صورها وأبهى تجلياتها، تلك التي أباحت اللعب بالنيران على كل المستويات، قاطعت لتثبت نفسها كالنكرة وتقول أنا هنا، هددت بالطرد والفصل لكل من يخرج عن إمرتها، ثم هددت بالإضرار علانية بكل من تسول له نفسه أن يرشح نفسه للانتخابات أو تخطو قدماه نحو صناديق الاقتراع، حتى انسحب «أبو نبيل» وتردد آخرون، حرقت علانية حتى تطاولت نيرانها العفنة على ممتلكات وأرزاق المرشحين؛ لتحليقهم في فضاءات الوطن الرحبة بعد أن قررت قص الأجنحة.
لا يحق للوفاق بأي حال من الأحوال أن تكلل آراؤها وقراراتها بسطوة الهيمنة، ولا أن تحجم مواقف الشارع البحريني إزاء الحقوق المواطنية والعملية الديمقراطية في المملكة، كما لا يحق لها أيضاً أن تنحرف بقطار الديمقراطية عن مساره ليسقط في حفرة الديكتاتورية الاجتماعية وديكتاتورية الدين والمذهب والتيار الإيديولوجي وكل أشكال التعصب المنبوذ، كما عبّر عنه أحمد جمعة في كتابه «الديمقراطية الانقلابية مشروع الإصلاح المؤجل».
إن الوفاق تنزلق بقيم الديمقراطية لمستوى منحدر جداً.. واستفحال استخفافها بالقيم والحقوق المواطنية يشكل خطراً حقيقياً عليها قبل كل شيء.. فهل ستستفيق الوفاق قبل فوات الأوان؟ الوفاق في أقصى مستويات انحدارها القيمي أصبحت مثيرة للشفقة حتى النخاع، ومحاولتها لإثارة الغضب الحكومي أو الشعبي بفوضاها الغوغائية المتخلفة، إنما هو نوع من الفصول البائسة تستهلك فيها ما تبقى لها من كرامة لدى أتباعها، ونزف لآخر ما تبقى لديها من قطرات الأخلاق في مسرح السياسة.
تلك العروض المسرحية التي تقدمها الوفاق بين الحين والآخر لم تعد تغير من أمر الديمقراطية وممارساتها في مملكة البحرين في شيء، كما إنها لا تعدو عند الوفاق على كونها عقدة نفسية، تدفعها لممارسة تمارين يومية تنشط من خلالها لياقتها التخريبية البائسة، ووقوفاً على أطلال الأمس الحافل، عندما ظنت الوفاق يوماً أنها استولت على البلاد وحكمت في العباد لتبطش بهم. وهنا منبع الشفقة على الوفاق.. فقد أغرقت نفسها بأكذوبة الانقلاب المزعوم وصدقتها، وهي اليوم تتلوى ألماً على تلك الخسائر الفادحة بعد كل ما أفرزته من عفونة سياسية جعلتها في أقصى درجات التطرف والانحدار.