من تكون لديه معاملة أو أكثر في إدارة الهجرة والجنسية والجوازات يعاني من التعب والتعطيل وضياع الجهد والوقت من جراء الازدحام داخل الإدارة وأمام الأقسام المختلفة والكثيرة، والازدحام خارج المبنى وفي المناطق المحيطة بالمبنى والتي بها مواقف سيارات والتي ليس بها مواقف، ويضطر المراجعون إلى إيقاف سياراتهم في أماكن بعيدة وفي محيط البنايات والمكاتب الأخرى المتواجدة في المنطقة المحيطة بمبنى الجوازات.
صحيح أن وزارة الداخلية عملت على مدى العشرين سنة الماضية على توسعه مبنى الإدارة وإضافة مبان جديدة إليه، وموقف سيارات آخر في الجهة الشرقية منه، لكن كل هذه الجهود والمحاولات لم تحل المشكلة ولا يمكن أن تحلها مادامت الدولة تعتمد على بناية مركزية واحدة، موجودة في منطقة واحدة، وغير قادرة على استيعاب البشر الذين يتدفقون عليها من الصباح حتى المساء ولا استيعاب السيارات التي تأتي بهؤلاء البشر إلى هذه المبنى الوحيد.
فهذا المبنى الذي يحوي معاملات تتعلق بجميع سكان البحرين من مواطنين ومقيمين وزوار كان مناسباً ومعقولاً ويكفي الحاجة قبل 30 عاماً أو أكثر عندما كان سكان البحرين لا يزيدون عن 600 ألف إنسان، لكنه اليوم ليس كذلك في ظل تضاعف عدد السكان وتجاوزهم حاجز المليون و 200 ألف إنسان، ناهيك عن عدد السيارات التي يمتلكونها أو تنقلهم إلى هذا المبنى المركزي الوحيد.
صحيح أنه تم فتح فروع لقسم الجوازات البحرينية في بعض المحافظات، وأصبحت الإدارة تفتح في الفترة المسائية وزيدت الخدمات الإلكترونية والتي تحد من قدوم المراجعين إلى المبنى، لكن هذه الحلول والتسهيلات تبقى جزئية، وتبقى المشكلة الأكبر في عدم تناسب عدد السكان والزيادة الكبيرة التي لحقت به مع تقديم المعاملات الكثيرة والمنوعة والتي تخص جميع السكان في مكان واحد ومنطقة واحدة.
والحل بالنسبة للهجرة والجنسية والجوازات هو بأن تفتح فروعاً في محافظات أخرى تقدم نفس الخدمات إلى الجميع ولا تقتصر على تجديد الجوازات فقط، حل يحتاج إلى استجابة سريعة من وزارة الداخلية تسهيلاً لمصالح الناس وجعل الخدمات موزعة وقريبة من مناطق سكناهم.