بخصوص «مصاص الدماء» الذي توعد وأزبد وهدد بتحويل البحرين إلى العراق مشمراً عن عضلاته الكلامية التافهة، حيث إن «منى عينه» أن تتأزم الأوضاع بلمح البصر لتتحول البحرين كحال إخواننا وأهلنا في العراق من تأزيم طائفي وإبادة عنصرية وقتل باسم المذهب والدين، أعتقد أنه كما يمني نفسه بهذه الأمنية الغالية يدرك أنها من الممكن أن تتحقق يوماً، ولكن ليس كما تشتهي نفسه إنما كما يشتهي شعب البحرين وقيادته ودول الخليج.
مصاص الدماء هذا في رقبته وذمته دماء كل شهدائنا من رجال الأمن، إلى جانب شهداء تخاريفه السياسية الذين خدعوا بمخططاته وقدموا دماءهم قرابين لمشروعه الإرهابي الطائفي، ولا نعلم كيف سيقابل ربه وهو متبني لعصابات مصاصين الدماء الذين يسفكون دماء الأبرياء دون وجه حق، فمصاص الدماء في البحرين من الواضح أنه متعطش للغة الدم ومتحمس للقتل وإباحة أعراض المسلمين، كما حصل في العراق، فشرف من يخالفه المذهب حلال؛ أليس هذا ما فعله المالكي في العراق من اغتصاب بنات أهل السنة وزجهن بالسجون، حيث يحلم أن تصبح البحرين نسخة طبق الأصل، وهذا الكلام ترجمة لكلامه، عفواً لتهديده بالضبط.
نقول لمصاص الدماء الذي يحلم بتحويل البحرين إلى عراق أخرى، نعم نحن معك في هذا الحلم ونتقاسمك ونشاركك إياه، فنحن أبناء البحرين نحلم أن تتحول البحرين في المستقبل إلى عراق خرى، ولكن ليس «إرهابياً» كما تمني نفسك، إنما تاريخياً وحضارياً لتكون بوابة العلم والعلماء والتاريخ ومصدر قوة في التكنولوجيا والعلوم والمعارف على يد أبنائها البارين، والذين تحاول إقصائهم وإبادتهم بمخططاتك الإرهابية العفنة.
حسبة بسيطة؛ انظر خلال أقل من سنة ورغم مشاريعك الإرهابية كيف حقق أبناء البحرين مراكز علمية متقدمة، أمينة الحواج أصغر مخترعة بحرينية وأفضل مخترعة في العالم لعام 2013 وأول سفيرة عربية للاختراعات لدى المنظمة البريطانية للاختراعات، مريم خالد الأولى على دفعتها بجامعة بانجوز/ ويلز في المحاسبة، آلاء عبدالرحيم جناحي ومروة بوهيلة تحرزان المركز الثالث عالمياً في نهائيات كأس مايكروسوفت للإبداع.
البحرين بيئة خصبة بفضل من الله ثم قيادتها التي تعمل ليل نهار على نهضتها والحفاظ على اقتصادها، وهذا ما «يغظيك» أكثر، لأنك ضد أي شيئ يميز البحرين ويبرزها على المستوى العالمي، ولأنك تدرك أن هناك أكثر من أمينة ومريم وآلاء ومروة سيواصلون تشريف البحرين في المحافل الدولية، عكس ثلة مصاصين الدماء من أتباعك، ولأنك قبل كل ذلك تدرك أن البحرين تاريخياً مثل العراق، فهي بلد «ولادة» للإبداع وبوابة الخليج التي تصدر لها إلى جانب العلم والكفاءات البشرية الأمن والاستقرار، لذا فعشمك «كعشم إبليس في الجنة»، أنت ترى البحرين جنة وتحلم بتحويلها إلى «جهنم» وهذا عهد إبليس وشياطينه.
صوتك النشاز لم نعد نطيقه، فأنت جاهل سياسي بدرجة أولى، وأثبت أنك تستحق هذا اللقب، وأنك بحاجة لإعادتك إلى مسقط رأسك التي أخذت تهذي باسمها في أوهامك السياسية طمعاً في سد عقدة نقصك الوطنية وعقدة الأرض التي تعاني منها، وبات واضحاً أن هناك حاجة لأن يأتي من «يكشك» كي يتوقف نعيقك المزعج المقرف لنا كمواطنين، وهناك حاجة للضغط أكثر على ملف سحب جنسيتك وإعادتك إلى مسقط رأسك وأصلك.
لا أعتقد أنه يوجد دولة بالعالم يأتي إليها شخص طفيلي ويهدد بتحويلها إلى شبه ما حصل في الحرب العالمية من مجازر وقتل وسفك و»يحشمونه» ويسكتون عنه، هناك حاجة فعلاً لشج رأس مصاص الدماء البحريني بعصا تأديبية؛ عل الضربة تفيقه من أوهامه وتسكته عن النعيق.
- إحساس عابر..
كانت لنا جلسة مع مواطنة عراقية مقيمة في البحرين، وكانت فرصة للحديث معاً عن الوضع العراقي قبل وبعد إسقاط نظام صدام حسين، فكان من جملة ما لفتت انتباهنا له أن العراق كانت أفضل بمليون مرة من الوضع الحالي، حيث كان الناس يصبحون ويمسون وهم على قيد الحياة، أما الآن فقد وصلت عمليات القتل إلى اقتحام المنازل وقتلهم دون سبب ليضطروا للخروج من العراق ويتشتتوا في بلاد العالم، وهكذا بات وضع العائلة العراقية للأسف.
من جملة ما ذكرته أن العراق كانت بلداً متطورة جداً، وكانت تتميز ببنية تحتية متطورة لا تجدها دول المنطقة آنذاك، وقامت على أيدي أبنائها المعروفين بذكائهم، حيث كانت من أوائل الدول العربية التي شيدت جسور متعددة الطوابق، في فترة كانت الدول المحيطة لاتزال تخطو كالسلحفاة في إنشاء بنى تحتية لها.