عندما اتصل بي الصديق والناقد والإذاعي يوسف الحمدان لاستضافتي في برنامجه التليفزيوني «الرواق الثقافي» لم أتردد بالمشاركة في الحلقة ولم أسأل حتى عن الضيوف الذين سيشاركونني الحديث في هذا الموضوع لقناعتي بأن الزميل يوسف يجيد انتقاء ضيوفه ويحسن توظيف أدواته من خلال ما قدم من برامج إذاعية وتلفزيونية ومن خلال مشاركاته الواسعة في المؤتمرات والورش المسرحية الخليجية والعربية.
كعادتي كنت أول الواصلين قبل بدء التسجيل لأستكشف المكان والتجهيز للحوار ولكي أطرح أسئلتي على المقدم قبل أن أحل ضيفاً على برنامجه، وعندما حانت لحظة تسجيل الحلقة وصل المشاركون معي الزملاء أسامة الماجد من البلاد وسكينة الطواش من الأيام، ودخلنا المعركة وكم كانت جميلة ومرت عقاربها سريعاً، عندما بدأت الإجابة عن السؤال والمحور الرئيس في الحلقة «الملاحق الفنية في صحافتنا البحرينية ما الذي حل بها ولماذا لم تعد كما كانت ومن هو المسؤول المباشر عن اختفائها؟».
كنت كما ذكر الزميل يوسف في تقديمه للحلقة أول من أنشأ الملاحق الفنية في الصحافة المحلية ليس إشرافاً وتحريراً، ولكن إخراجاً أيضاً، وكنت بالفعل قد بدأت إصدار أول ملحق فني «منوعات» في بداية التسعينات في جريدة الأيام وكنت أحرره بمعاونة زميلة لي هي يسرى أحمد قبل أن ينضم لنا الزميل من الكويت راشد العميري وبدأنا في تغطية النشاطات الفنية في البحرين من إصدارات للكاسيت بالتعاون مع الأهرام لصاحبها الصديق فريد كازروني وكنا نتابع المسلسلات الدرامية الرمضانية وكانت كثيرة في تلفزيون البحرين من تراثية وسهرات سباعية ومسابقات ومسلسلات للأطفال ومسلسلات تاريخية والكثير الكثير بالإضافة إلى النشاطات المسرحية التي كانت تجهز لتقديمها في العيد من إنتاج المؤسسات البحرينية بالإضافة إلى الأعمال التي تزورنا قادمة من الكويت الشقيقة وهناك المسلسلات العربية لمراسلينا من القاهرة وبيروت وأخبار الأستوديوهات وجديد أهل التمثيل والطرب الخليجيين والعرب بالإضافة إلى الجديد في سينمات البحرين وتلفزيونها وكذلك الحوارات مع أهل الفن بالداخل والخارج وطرح العديد من القضايا ولم نغب عن المشاركات في المهرجانات الغنائية في «مهرجان الدوحة الغنائي» في كل سنواته ولم أنس الدعوات التي كانت تصل لي شخصياً كأول المدعوين للمشاركة من الزميل تيسير عبدالله في قطر الشقيقة وحسن الضيافة والتميز في الاستقبال، وكذلك الدعوات التي كانت تخصني شخصياً من المسؤولين في روتانا في بيروت والمشاركات المتكررة في برنامج «مع حبي» للزميلة والإعلامية المتميزة جومانا أبوعيد على قناة أغاني روتانا وقد شاركت الزميل والصديق خالد الشيخ في حلقة إصدار ألبومه الأخير مع روتانا «اسمي وميلادي» وهو واحد من التحف الجميلة للفنان الشيخ الذي خسرته روتانا ضمن الكثير من أهل الطرب للأسف ولا أنسى رائعة الدكتور غازي القصيبي التي كانت من ضمن أغاني الألبوم «يارا والشعرات البيض»:
مالت على الشعرات البيض تقطفها
يارا.. وتضحك لا أرضى لك الكبـــــرا
بالإضافة إلى مجموعة كبيرة وإن كانت لي مشاركات أخرى في نفس البرنامج بدعوات من الزميلة جومانا في ألبوم الفنانة البحرينية هند والإماراتية رويدا المحروقي قبل أن يتوقف البرنامج، بالإضافة إلى أنني كنت مشاركاً المسرحيات البحرينية التي تشارك في مهرجان صلالة وهلا فبراير مع الصديق المنتج المسرحي محمد العليوي والمشاركات والندوات التي كانت تقيمها الصحافة الكويتية على هامش تلك الزيارات سواء في جريدة «السياسة» أو الصحف العمانية أو حتى أستوديوهات مهرجان صلالة والعديد من المشاركات التي لا نجدها اليوم في أجندة معدي وكتاب الصفحات الفنية التي تقدم باستحياء مادة لفنان بحريني أو عمل بحريني وحتى المشاركات إن لم تكن دعوات من الخارج مدفوعة التكاليف فإنك لن تشاهد صحفي بحريني بين المشاركين عدا المهرجانات التي كانت تستضيفها البحرين للسينما والأغنية الوطنية والشبابية العربية والكثير الكثير من المهرجانات والتي كانت تؤسس أرضية خصبة لملاحق وصفحات ومجال للنقد والمشاركة والتي كانت سبباً رئيساً لتزاحم الكثير من الإعلانات من الشركات المنتجة للأعمال الدرامية والتلفزيونية ولا ننسى مهرجان الأوبريت الغنائي الذي بدأ بالبحرين ليستقر في الدوحة.
الصحافة اليوم أصبحت شحيحة من الأعمال البحرينية والحوارات وأصبح جل اعتمادها على الأخبار العربية والأجنبية «البايتة» مع بعض الاجتهادات الخجولة من بعض الزملاء لهم كل الشكر.
كان البرنامج يبحث عن طفل جميل افتقدناه من الأسرة الصحافية للكثير من الاعتبارات علها النظرة المتخلفة للفن وعلها الشح في هذا الفن الراقي والأهم أن إعلامنا أصبح للأسف يتجاهل الصحافة المحلية في مشاركاته الكثيرة داخلياً وخارجياً وقد يكون لكسل بعض الصحافيين دور وللمسؤولين في الصحف دور آخر في الابتعاد عن إصدار هذا البيت الجميل من الملاحق الفنية ولأنها قد تكون مكلفة والكل يبحث عن العمل الرخيص والربح الوفير دون أن يدفع فلساً لتطوير أدواته الصحافية علها من خلال برنامج الزميل الحمدان أن تكون صرخة استغاثة تعيد الملاحق الفنية إلى سابق عهدها بعد أن تنفض الغبار المتراكم عليها، ويعود لها الاهتمام وللفنان البحريني صوته ومكانه في الصحافة المحلية.
الرشفة الأخيرة
قهوتي باردة
ويدي باردة
وحبيبي .. خطوة في المطر
وخطى في انتظار تضيء
مر الهواء على يدي
وعلى خطاه ضحكت يدي
من ألبوم خالد الشيخ «اسمي وميلادي»