بعض القراء وخلال الأسابيع الماضية أخبروني بملاحظة وجدتها منطقية بعض الشيء، فقد قالوا لي إنك تطرح مواضيع قوية في عدد يوم الخميس، بينما هو نهاية الأسبوع، ومن الأفضل لو طرح العمود في بداية الأسبوع لقوته.
وجدت في هذا الطرح بعض الوجاهة، لكني أتفاعل مع الأحداث في الساحة، فلست من يصنع الحدث وإنما نحن نتفاعل معه، ونبدي رأياً في الأحداث، لذلك أحياناً تأتي أعمدة قوية في يوم الخميس، غير أني أحياناً تتشابك عندي الأيام، وأنسى أن غداً الخميس مثلاً، كما أن من طرح ملاحظة عن أعمدة يوم الخميس ربما لا يعلم أنها تكتب في يوم الأربعاء!
الساحة اليوم مثقلة بالأخبار وبالأحداث، وهي فترة تسبق الانتخابات، ومن الطبيعي أن يحدث ذلك، إلا أني واستجابة للبعض سوف أخرج قليلاً عن رتم ونسق الأعمدة التي كتبت خلال الأيام الماضية، وسأتنقل بين عدة أخبار، بعضها طريف، قرأتها في عدد يوم أمس (الأربعاء).
قرأت خبراً اقتصادياً لكنة غاية في الظرافة، الخبر يقول: «إن بنوكاً في العالم تستعد لتطبيق إجراءات جديدة على المقترضين حفاظاً على أموالهم ومن أجل التحوط من القروض الرديئة، حيث سيخضع المقترض لفحص عقلي ونفسي قبل الموافقة على طلب القرض»!
بعد أن قرأت الخبر، حسبته مزحة، إلا أنه صحيح وإن شركة بريطانية اختارت هذا العرض.
قلت ماذا لو طبق هذا النظام على بنوك البحرين، أو أن السيد رشيد المعراج أعجب بفكرة الخبر وطبقها على البنوك؟
أعتقد أن عدد الذين سيحصلون على القروض في البحرين سينخفض إلى مستويات دنيا، فحص المقترضين نفسياً وعقلياً سيسبب مشكلة، أغلب الحالات تكونت لديها حالة نفسية من القروض نفسها..!
لا أحب التعميم، غير أن بعض الأطباء النفسانيين حين تراهم للوهلة الأولى تقول في نفسك هذا طبيب يعالج نفسيات المرضى؟!
هذا أصلا يحتاج إعادة تأهيل وعلاج بدني ونفسي، الحافظ الله، غير أننا لو اتبعنا كلام الله وسنة رسوله لما احتجنا إلى أطباء نفسانيين، رغم أنه علم ويدرس وهناك من حصل على فائدة منه، إلا أن الطبيب الأول للمرضى النفسانيين هو كتاب الله عز وجل.
غير أن كل ذلك يعود إلى أن ما يحدث حول العالم وعندنا بسبب القروض إنما هو بسبب إباحة الربا وجعله أمراً عادياً وطبيعياً، ويبدو أن الشيطان يتخبطهم، فأخذوا يطبقون عليهم اختبارات عقلية ونفسية!
خبر آخر يقول: «إعدام إيراني في طهران بعد 8 أعوام في الحبس بتهمة الهرطقة»!
في بلد مثل إيران «الهرطقة» تأتي لك بالإعدام، لكن السؤال هنا؛ ما هي «الهرطقة» في إيران؟
«يعني مسكين ما سوى شيء، حتى لو كان (مهرطق مثلاً) ليش الإعدام، والله عندنا ناس بالبلد مو هرطقة بس إلا فيهم بلاوي.. ما أبي أقول.. مسكين راح ضحية للهرطقة في بلد ولاية الفقيه!
حول خبر آخر يثار مؤخراً، من أن «الآيفون 6» به عيب بسبب أن من اشتراه ووضعه في جيب الجينز أظهر أن الآيفون ينحني!
أحد المعلقين على هذا الخبر ممن يحبون هاتف «آيفون» قال: ومن قال لكم إن هذا عيب، إنها ميزة أصلا.. فالذي لا ينحني ينكسر..!
أعجبني تحليل هذا الأخ؛ نعم الذي لا ينحني ينكسر، اللهم اجعل كل انحناءاتنا وركوعنا وسجودنا لك أنت ولوجهك الكريم.
قرأت خبراً آخر وهو من الأخبار الجادة والقوية، لكن قاتل الله الشيطان، لا أعرف لماذا قرأته ضمن الأخبار الطريفة، فقد قرأت أن وزارة العدل تحذر خطباء المنابر التي تنادي بمقاطعة الانتخابات أو تحرض على ذلك، هذا الخبر قوي وجاد، لكن الشيطان «زين لي الخبر» وقرأته ضمن الأخبار الطريفة..!
وإذا كان كذلك فقد قال أحد الذين يتبجحون من فوق المنابر ولم يتعرف القانون عليهم بعد، قال في خطبته الأخيرة بما يحمل هذا المعنى «إن من يذهب إلى التصويت للانتخابات القادمة لا عقل له»!
مسكين لم يقل شيئاً إنما ألبس الجنون على أهل البحرين، ألم أقل لكم إني قرأت الخبر ضمن الأخبار الطريفة!
بعيداً عن الأخبار التي تكدر الخاطر؛ فقد وضع الرجل الفاضل الشيخ خالد بن عبدالله حجر الأساس لمشروع كورنيش الملك فيصل «الافنيوز» وإن كان هذا المشروع كما ذكر، فإنه بادرة خير لتطوير السواحل وجلب شركات كبيرة من الكويت أو السعودية أو الإمارات للاستثمار في أسواق ومقاه على السواحل، وهذا الذي كنا نطالب به منذ زمن.
نتمنى ألا يقف هذا المشروع عند كورنيش الملك فيصل، نريد مشاريع مماثلة وكبيرة ونوعية تطور البلد وتجعل السياحة الداخلية والخارجية تنتعش، إذا لم يكن تجار البحرين يبادرون بهذه المشاريع، فلتطرح هذه المشاريع على تجار من الخليج، الهدف هو أن يتحقق شيء للبحرين وأهلها واقتصادها.
بعيداً عن الخبر الطيب أعلاه، فقد اتصل بي بالأمس قارئ لديه شركة ومعاملات في أغلب مؤسسات الدولة، يقول القارئ: ما حكاية «السستم داون» كلما ذهبت إلى وزارة آو مؤسسة قالوا «السستم داون»، ظننت أنها مشكلة عابرة،ونحن في زمن الحكومة الإلكترونية، والبحرين تحقق إنجازات في الحكومة الإلكترونية، لكن ما حكاية «السستم داون»، يضيف كانت لي معاملة في بلدية المحرق قبل فترة، فقالوا لي «السيستم داون»، وفي مرة أخرى ذهبت إلى الهجرة والجوازات، فقالوا لي «السيستم داون»، ولي معاملة في الجهاز المركزي للمعلومات، فذهبت، ثم قالوا لي «السيستم داون»، كما أني أريد أن أسدد اشتراكات الموظفين إلكترونيا في الضمان الاجتماعي، لكن «السيستم داون» منذ 6 أشهر، وهذا يتطلب أن أذهب إليهم بنفسي وأدفع كاش..!
يقول المواطن هل يعقل هذا؟ كلما أذهب لإنهاء معاملة يقال لي «السيستم داون»، أليس هذا ما يعيق الاقتصاد ويعطل التنمية؟
الوقت لدى رجل الأعمال يعني المال ونحن نفرط في الوقت، ويضيف هناك مشكلة كبيرة في هذا الجانب ولا أحد يتكلم عنها، أعتقد أن الأنظمة كلها تحتاج إلى تحديث وتطوير بشكل كامل وتام، حتى لا يتعطل المواطن والمستثمر والتاجر في إجراءات لا تأخذ نصف ساعة، لكنها تأخذ أياماً وأسابيع وأشهراً بسبب أن «السيستم داون»!!
انتهى كلام المواطن، ماذا نعمل يا أخي، أنت شايف حال البلد «رطوبة، وغبار، ودخان أسود».. و»السيستم داون»!