نتحرى العيد غداً أو بعد غد.. فبادئ ذي بدء تقبل الله صيامكم وصالح أعمالكم وأعاده علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير والبركة.. وكل عام وأنتم بخير «عساكم من العايدين السعيدين».
***
ها هو موسم الانتخابات قد بدأ.. وقد أفرغت أقلام بعض الكتاب ما في جوفها قبل أن ترفع، في التوعية وتقديم الملاحظات والتوصيات للجهات المسؤولة من جهة والمواطنين من جهة أخرى.. ولطالما تناولنا مفهوم العدالة الانتخابية في مقالات سابقة وما تحمله الانتماءات الحزبية الدينية من خطورة على العمل السياسي والبرلماني، لاسيما وأن أغلب الأحزاب إياها في البحرين لا تعدو على كونها ذراعاً سياسياً لحزب ديني أو طائفة ما.
يعرف أن أهم ما يجب أن يتمتع به المترشح للانتخابات، النزاهة والصدق والأمانة، وأتساءل عن موقع ذلك من الإعراب عندما يصرح أحد المترشحين في إحدى الصحف المحلية باستقلاليته بعيداً عن حزبه الذي ترعرع بين أحضانه وتربى في كنفه، وينفي دعم الحزب، ولا أدري عن أي نوع من الدعم يتحدث، فلعل للدعم أوجهاً خفية أو غير قابلة للإثبات، وهي الأوتار التي سيدندن عليها صاحبنا ارتشافاً لدعم الحزب في غفلة من الناس.
يقال إن «الغاية تبرر الوسيلة»، فهل أصبح هذا شعاراً عصرياً لبعض المتدينين أو مدّعيه؟ أيمكن أن يتخذ أحد هؤلاء من الكذب سبيلاً للوصول إلى غايته الفارهة؟ لمَ لا.. فباب التوبة مفتوح.. والفرص سانحة بعد الوصول لتحت قبة البرلمان.. «اليوم خمر.. وغداً أمر».!!
أيمكن أن يغري كرسي البرلمان لدرجة يتنصل فيها أحدهم -وبغطاء نفي الدعم- من جماعته التي ينتمي إليه، والحزب الذي يفرح به؟ أيمكن أن يكون نفي الدعم منطقياً في موسم انتخابي يبدو أنه حامي الوطيس؟!
يقول صاحبنا «أتمنى أن تكون المنافسة شريفة».. فهل من الشرف أن يتبرأ أحدهم من قومه الأتقياء أهل الدين وصحبة الجنان، أمام أول إغراء دنيوي؟!!
بعض المترشحين يظن بعد كل ما مرّت به البحرين وأهلها من أهوال، يظن أنه مازال هناك ثمة مجال للعب على الذقون، فتمادى في استخفافه بعقول البشر حتى تحول إلى «استحمار عقول البشر» -أجلكم الله- ترى.. أيمكننا الوثوق بمترشح بدأ أولى خطاه بتسفيه عقول المواطنين واللعب عليها؟
صاحبنا إياه.. نموذج واقعي تشهد به الصحف.. وقد عمل مؤخراً هو وحزبه على تكوين قاعدة جماهيرية لا بأس بها له، وقد حظي بدعم دعائي لافت قبل موسم الانتخابات بقرابة عام وربما أكثر، وقد لمع نجمه قبل فترة على «تويتر» في حملة ثنائية الاتجاه بين معارض ومؤيد. ولكن هذا.. لا يعدو على كونه مثلاً ونموذجاً شاهداً على واقع وحال كثير من المترشحين.