لماذا يسمح بالترخيص لجهات مشبوهة تستخدم اسم المنامة وتنشر الأكاذيب والأقاويل وتحرض على الدولة وتمتدح إيران؟


هل يعقل أن تتحول المنامة إلى عنوان يبرق على المواقع الإلكترونية وعلى أغلفة تقارير ووثائق وعناوين لبرامج وحوارات؟ هل يعقل أن يدفن تاريخ المنامة ويضيع بين أحياء تغيرت ملامحها وبدل أهلها وضيعت أصولها واندثرت مساجدها؟ هل يعقل أن توشح المنامة بأعلام وبقطع من القماش تضيع تاريخها وهويتها؟ هل يعقل أن تصبح المنامة تجمعاً ولقاء بين العمالة الوافدة كل نهاية أسبوع، بعد أن بدأ أهلها هجرة بيوتهم وتغير ملاكها؟ وهل يعقل أن تكون شوارع المنامة وأحياؤها ليس عليها علامة ولا إشارة يذكر فيها اسم العوائل البحرينية الأصيلة التي نهضت ببنيانها وعمرانها؟
نعم يعقل كل ذلك، بعد أن أصبح اسم المنامة عنواناً على المواقع الإلكترونية واسماً للوثائق وعنواناً لبرامج وحوارات تستخدمه الوفاق لاختطاف الدولة، والذي يبدأ من اختطاف العاصمة.
اليوم يضيع اسم المنامة كما ضاعت معالمها وعناوينها وضاعت مساجدها، ومنها أقدم مسجد «مسجد السيد عبدالجليل الطبطبائي» الذي بني في القرن التاسع عشر، ولكنه لم يحظَ باهتمام المسؤولين في الدولة، ولم يحظَ باهتمام مجلس بلدي العاصمة السابق، في الوقت الذي تم الحرص على مساجد شيدت في السبعينات، ومنها مسجد رأس رمان الذي قام اعيد بنائه بتكلفة مليون ومائة ألف دينار عام 2008، في الوقت تم فيه تجاهل «مسجد السيد عبدالجليل الطبطبائي» الذي يرجع له الفضل في تاريخ مناطق البحرين من ناحية سكانها وطبيعتها.
وليت ضياع هوية المنامة اقتصر على أحيائها وأهلها، بل أصبحت المنامة اسماً يستخدم لأغراض سياسية كيدية للبحرين، وعنواناً لمنابر الانقلابيين، وها هي المواقع التي تحمل اسمها أصبحت محطة يستقى منها الأخبار، في حين نرى أن ليس هناك أي موقع لا إلكتروني ولا تلفزيوني يحمل اسم عاصمة أو منطقة لأي دولة من دول العالم استخدم لأغراض سياسية معادية للدولة ونظام الحكم فيها إلا البحرين، وها هي المواقع وفتشوا فيها، إن رأيتم دولة خليجية أو دولة عربية أو أجنبية يستخدم اسمها على المواقع المعادية لنظامها، لكن ها هو اسم المنامة يطلق على الوثيقة التي تقدمت بها الوفاق للدولة «وثيقة المنامة»، وها هو برنامج سياسي تبثه قناة المنار «حوار المنامة»، إذاً ماذا بقي للدولة من عاصمتها.
أين تلك المنامة التي كانت عنوان الحضارة والرقي؟ أين العاصمة وشوارعها التي أصبحت عناوينها مسيرات ومواكب؟ أين العاصمة التي صار المرور فيها ممنوع في أشهر من السنة؟ هل رأيتم عاصمة قط بهذا الشكل؟ هل رأيتم عمق التاريخ والأصالة تتحول كأنها آثار وأطلال، بل حتى الآثار والأطلال توثق ويكتب عليها تاريخها وتحظي باهتمام الدولة مثل قبور عالي، ذات القيمة التاريخية، وها هي القلاع يعاد ترميمها ويحتفى بتاريخها، إلا أن المنامة تتلاشى وكأن ليس لها صلة بالتاريخ.
السؤال هنا لماذا سمح بالترخيص لمواقع وجهات مشبوهة باستخدام اسم «المنامة»، جهات تبث أخبار إيران وتنشر الأكاذيب والأقاويل وتحرض على الدولة وتمتدح إيران؟ لماذا لم يشرع قانون بحظر استخدام اسم المنامة لأي أغراض سياسية معادية للدولة؟ أين حق إعادة بناء مسجد «عبدالجليل الطبطبائي»؟ أليس هو هوية تثبت تاريخ البحرين؟ أليس هو أول مسجد تم تشييده في المنامة؟ ألا يستحق الرجل الفاضل أن يحفظ حقه وحقه عائلته التي عليها أن تطالب بحماية حقوقها في هذا المسجد؟
هل تاريخ البحرين وأصالتها وعراقتها بترك المنامة بأحيائها ومساجدها ومنازل يقطنها عزاب؟ إن المنامة ستضيع كما ضاعت المناطق التي تحيط بها مثل البديع وغيرها من المناطق التي قسمت وجزئت وأطلق عليها عناوين وأسماء ليس لها علاقة بتاريخ البحرين العربي ولا بحضارته الإسلامية بل لأهداف سياسية مدروسة، كي تسلب البحرين عندما تسلب المنامة.