لعل ما شاهدته في تلفزيون البحرين في البرنامج الذي يتحدث من خلاله السواح والوافدون من الدول الأوروبية والعاملون في السعودية ودول الخليج الشقيقة، كان من ضمن البرامج الخفيفة التي يبثها التليفزيون في حواراته مع ضيوف البحرين متنقلاً في الأسواق الشعبية والمولات والمقاهي والمطاعم، لينقل وجهة نظر زوار البحرين ولماذا يفضلونها - البحرين - على العديد من دول العالم لعلهم كانوا يجمعون على بساطة التعامل مع أهلها في كل المناطق التي يزورونها وهي ميزة تأصلت في الشعب البحريني الذي يكره التصنع والتحامل على نفسه في معاملته مع الآخرين.
كان الضيوف الأجانب وتحديداً القادمون من أوروبا والولايات المتحدة يفضلون صيف البحرين - سبحان الله - رغم شدة الحرارة والرطوبة التي تفوق الوصف والتي تتعبنا نحن أهل البحرين لكنهم يجدونها مراحل علاجية للبحث عن اللون البرونزي والتمتع بحرارة شمس قد لايجدونها في شواطئهم ويأخذون منها الكثير من الفيتامينات والصحة، ويجمعون -رغم أن بينهم كبار السن ومن زاروا العالم شرقه وغربه- بأن البحرين تتميز عن بقية دول العالم بالبساطة والسهولة في التعامل مع الناس والتنقل بين مدنها الصغيرة وطرقاتها التي يفتقدونها في العديد من دول العالم، وحتى مايقدم في مطاعمها من أطباق له مذاق خاص يجمع بين الشرقي والغربي ودول العالم مجتمعة في مطابخها.
كل ذلك جميل سواء كان البرنامج أو المذيعة خفيفة الظل التي تقدم البرنامج ولغتها الأجنبية المتمكنة والجميلة، لكنني أود أن أضيف أنه علينا في التلفزيون أن نستفيد من هكذا برنامج أو لنقل أن نقدم الوجه الآخر له.. كيف؟
أن نتحدث عن السياحة في البحرين وتشجيعها وتكملة ما ينقصها من جوانب قد تصب في مصلحة تنشيط هذه السياحة في بلدنا والكشف عن جوانب جميلة لوجه البحرين لا يعرفها الكثيرون حتى من أهلها والمقيمين على أرضها وجوانب أخرى يتمنى البعض البحث عنها خارج نطاق الوطن عندما يغادرونه مع العائلة أو بدونها، إذا هذا الجانب هو من مسؤولية الإعلام بأن يقدموا نفس البرنامج لكن بصيغة مغايرة فبدلاً من أن نستضيف الوفود والسياح الذين يفضلون اختيار قضاء «الويك اند» مع أسرهم في البحرين متنقلين بين مجمعاتها وسينماتها وأماكنها الأثرية وأسواقها الشعبية، علينا أن نقدم الوجه الآخر، لكن بلسان حال أهل البحرين وبسؤال محدد «مالذي تشعرون ان البحرين تحتاجه لتستكمل وجهها السياحي العائلي ولكي تجعلكم تفكرون ألف مرة قبل السفر إلى أي من الجهات في دول العالم بمعنى آخر ما الذي تجدونه عندهم وتفتقدونه في البحرين؟».
هذا البرنامج يتركز من خلاله المذيع أو المذيعة في مداخل البحرين كجسر الملك فهد أو مطار البحرين الدولي ويختار القادمين رجالاً ونساء وشباباً وكبار السن من اهل البحرين والمقيمين فيها الذين يختارون فترات الصيف والإجازات فرصة للسفر وإنفاق الكثير من الأموال خلال زياراتهم رغم أن الكثير منهم اقتنع أن الأسواق في تلك الدول « نار ياحبيبي نار» وأنهم بدؤوا بشراء هداياهم.. قبل السفر أو بعد العودة إلى البحرين من أسواقنا المحلية بعد قناعة تامة بأن كل شيء متوفر بالبحرين وبأسعار أقل. هذا الجانب قد يكون مشجعاً ليتحدث القادمون عن جوانب بالأماكن أن نضيفها لوجه البحرين وأن نرتقي بالسياحة فيها علماً أن الكثير من العوائل البحرينية والمقيمة أصبحت وجهتها السياحية دول الخليج الشقيقة التي تتميز بأجواء مماثلة للبحرين وربما أشد حرارة وقسوة ومع ذلك هم يذهبون إليها وينفقون الكثير على فنادقها وأسواقها الأكثر ارتفاعاً.
جانب آخر قد يُسأل فيه القادمون من الخارج ما الذي أعجبكم هناك وتودون نقله الى البحرين شواطئ متنزهات حدائق حيوانات مناطق تسلية للصغار، وبرامج رحلات بالباخرة لسياحة بحرية وجزر اصطناعية أو مساحات خضراء نفتقدها، كل ذلك سيشجع المستثمرين والفنادق على إقامة برامج وأسواق أسبوعية مشتركة في فترات الإجازات، بالإضافة إلى الحفلات غير المكلفة التي تتوزع على العديد من مناطق البحرين وسواحلها وأماكنها التراثية. ولاشك أنها ستشكل صيداً ثميناً للكثير من أهل البحرين والمقيمين، بأن يفكروا كثيراً في القرار الذي يتخذونه بالسفر إلى الخارج وبالتالي سيعود على الاقتصاد البحريني بالكثير من الفائدة من خلال القيمة الشرائية للفنادق والأسواق وسينعش الاقتصاد من خلال أسابيع تخفيض وجوائز للمشترين من أسواق البحرين وأسعار خاصة للمقيمين في فنادقها، وحتى في تذاكر السينمات المنتشرة في المجمعات التجارية والتي تشكل مصدر جذب للسياح وأهل الديرة.
الرشفة الأخيرة
«لا تُوجد في العالم وسادة أنعم من حضن الأم ، ولا وردة أجمل من ثغرها».
شكسبير