في مثل هذا الطقس الحار والرطب والخانق الذي عشناه خلال شهر يوليو الماضي ونعيشه هذه الأيام حتى نهاية شهر أغسطس وربما نهاية سبتمبر، ما الذي علينا أن نفعله للتعايش مع هذا الطقس، والتخفيف على من اضطرتهم أعمالهم وأوضاعهم الاقتصادية وربما ظروفهم الصحية أن يبقوا في البحرين ويتحملوا تبعات البقاء ومصاعبه.
هل نستمر في ما درجنا عليه منذ بضع سنوات في إقامة ما تعودنا على تسميته بمهرجان صيف البحرين، والذي يشتمل على موسيقي وأغاني مسائية وعلى إقامة خيمة نخول الضخمة لتسلية الأطفال في أوقات معينة، وكل ذلك بتكلفة مالية لا أحد يعلم حجمها ولا حتى من يدفعها، والأهم من ذلك كله هل يأتي تكرارها كل صيف وبنفس الوتيرة بناء على دراسة جدوى توازي بين التكلفة والمردود، وتبين أن الذين يستفيدون من مهرجان هذا العام أكثر من العدد الذي استفاد العام الماضي.
وبعبارة أخرى هل تقديم بعض الأغاني والمعزوفات الموسيقية وألعاب الأطفال في بعض أيام الأسبوع يؤدي بالفعل إلى منع العدد الأكبر من البحرينيين من السفر إلى بلدان أخرى بالإضافة إلى جذب الزوار والسواح من بلدان خليجية مثلاً للقدوم إلى البحرين والتمتع بإبداعات نخول وموسيقى وغناء بعض الفنانين الأجانب.
ألا يرى القائمون على السياحة المحلية والمتعهدون لمهرجان صيف البحرين أن أيام صيف البحرين تعاني من مرض عضال هو هذه الحرارة التي وصلت أمس إلى 45 درجة والرطوبة التي وصلت إلى أكثر من 90 وأن علاج هذا المرض كما عرفه الآباء والأجداد وكما نعلمه نحن اليوم يتمثل في دوائين هما تدبير ما استطعت من مال والسفر إلى أي بلد في الخارج مصطحباً أفراد عائلتك.
والدواء الثاني هو الانتشار في برك السباحة وعلى شواطئ البحر وقضاء معظم الأوقات غاطساً في الماء متخفياً وهارباً من الحرارة والرطوبة.
المعلومات تقول إن جميع من كان قادراً على السفر غادر البلاد إلى ما بعد أغسطس وأن الحجوزات زادت على 100% وكان على وزارة السياحة أن تهتم بالدواء الثاني وتصرف تكاليف مهرجان صيف هذا العام على تطوير السواحل وفتحها أمام غير القادرين على السفر، ولا مانع أن يأخذوا معهم «نخول» ليستمتع بصيف البحرين حاله حال أغلبية أطفال البحرين.