في مطلع المقال يطيب لي أن أتقدم لجلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية بخالص التهاني والتبريكات لاحتفال بلاده قبل أيام قلائل بمناسبة الذكرى الـ15 لعيد العرش، وهي المناسبة المستحقة للوقوف على ازدهار العلاقات البحرينية المغربية وما حققته من مكتسبات لصالح البلدين الشقيقين على مدى سنوات طويلة مضت، تعود لمواقف التضامن المغربي مع البحرين عند ظهور الادعاءات الإيرانية المزعومة، بل وقبل ذلك، ثم ما شهده عام 2012 من طفرة نوعية في العلاقات المغربية البحرينية ضمن مرحلة تطور وازدهار جديدة مع دول مجلس التعاون الخليجي. لاسيما في ظل التعاون اللافت الذي يربط بين البحرين والمغرب في مجالات اقتصادية وسياسية وعسكرية وأمنية وتنموية وبما يزيد على 40 اتفاقية تعاون.
ولاشك في أن اتساق الخطى الوزارية في مملكة البحرين مع الدستور والرؤى الحكيمة الثاقبة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والمتمثلة بتعزيز العلاقات مع دول المنطقة في الخليج والوطن العربي، والتي يتمخض عنها تكاتف جهود كل من وزارة الخارجية والداخلية والدفاع والتربية والعمل والتنمية والصحة وغيرها، إلى جانب الجهود الجبارة التي تبذلها وزارة الثقافة داخل المملكة وخارجها، كل ذلك أسهم في توطيد أواصر المحبة والتعاون المتبادلين بين البحرين وعدد من الدول الشقيقة على المستوى الخليجي والعربي والإقليمي فضلاً عن الدولي.
ولعل العلاقات البحرينية المغربية واحدة من أكثر النماذج الثنائية انسجاماً وتناغماً لكونهما من النماذج الإصلاحية الفريدة سياسياً وحقوقياً، ناهيك عما يجمعهما من مواقف متواصلة من الدعم المتبادل والرؤى المتقاربة لمجريات الأمور في ما يتعلق بالقضايا المصيرية على المستوى الداخلي والخارجي للبلدين، بما يشمله الأخير من أبعاد أممية وإقليمية ودولية.
ولطالما كان للمغرب دور محوري في نطاقها الإقليمي نظراً لما تمثله من أدوار ريادية ذات أهمية بالغة، فإن كانت المغرب؛ بمثابة القلب النابض للمغرب العربي، والعلاقة الأفريقية الأقصى للبحرين، فإن «أرزيلا» البهية جوهرة الشمال المغربي وأصالته، وإشعاع البحر الأبيض المتوسط الممتد لآفاق بعيدة، وفي هذه البقعة تحديداً محطة أخرى قادمة..
فإلى لقاء ساحلي تتراقص أمواجه المطلة على شرفات الفن البحريني وألق «الثقافة».