لقد كانت كلمات جلالة الملك -حفظه الله- لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء بمثابة الضمانة لشعب البحرين كافة، من خلال حرصه كولي أمر على أمن واستقرار وطنهم، حينما شدد جلالته على التحقيق بشأن الوثيقة الأمريكية التي تم الكشف عنها وأصبحت يقيناً بما لا يدع مجالاً للشك بأن للولايات المتحدة الأمريكية يداً فيما يحدث في العالم العربي من أحداث وثورات بهدف تغيير أنظمة الحكم وفق خطة محكمة، وأن أحداث فبراير 2011 التي جرت في البحرين كان لواشنطن دور فيها من خلال تدريبها لمعارضين بحجة الدورات ومن خلال البعثات التي تمنحها، فأمريكا تحكمها مصالحها، فعدو الأمس أصبح صديق اليوم، وهذا ما بدا جلياً حين أبدت الولايات المتحدة استعدادها للتعاون مع إيران التي رحبت بدورها بشأن ما يحدث في العراق من أحداث بعد أن تم تحقيق انتصارات ميدانية ضد النظام العراقي الطائفي بقيادة نوري المالكي. تابعت مقابلة السفير توماس كراجيسكي مع إحدى الصحف المحلية بشأن الوثيقة، وليس من المعقول أن يؤكد السفير صحة هذه الوثيقة التي كانت تسعى للإطاحة بأنظمة عربية، ومنها البحرين، من قبل بلاده التي تعتبر نفسها شرطي العالم بحكم القوة العسكرية التي لديها، في حين لم تدرك الإدارة الأمريكية بقيادة أوباما بأن ثقة دول وشعوب الخليج قد اهتزت منذ أن وصل باراك إلى الرئاسة، وهذا كله لابد له من أسباب، كما أن تقارب واشنطن مع إيران يثير التساؤلات والغرابة بأنهما عدوتان وهذا كله كذب في الوقت الذي تخططان في الخفاء وما اتفاقهما فيما يجري في العراق إلا دليل على ذلك. من هنا يجب على الدولة التشديد على دخول السفارة الأمريكية إلى البيت البحريني من غير استئذان من خلال الدورات والبعثات التي تقدمها للمعارضة وشخصياتها التي يجب أن تحاكم بتهمة الخيانة العظمى للدولة بحسب القانون، كما من الضروري أن توضع تلك المؤسسات التي قدمت تلك الدورات في القائمة السوداء، ومن هنا يجب اتخاذ موقف موحد بين دول مجلس التعاون بشأن هذه الوثيقة التي عرت الولايات المتحدة وكشفتها على حقيقتها وهي تدعي بأنها صديقة للبحرين ولها علاقات استراتيجية ومصالح مشتركة كلها شعارات زائفة. ما نتمناه أن يتم تطبيق نتائج التحقيق واتخاذ إجراءات جدية وواضحة من الدولة، وكنا نتوقع على الأقل استدعاء وزارة الخارجية للسفير الأمريكي الذي سبق أن تم التحذير من تحركاته وتدخلاته المستمرة في الشأن البحريني الداخلي من خلال لقائه بالمعارضة، طبعاً ضد البحرين وقيادتها وشعبها المخلص، الذي لم يقبل ولن يسمح لهذا السفير بأن يتمادى، وقد طالب النواب بطرده ومن خلفهم كل بحريني غيور على وطنه، لأن هذا السفير لم يحترم الأعراف الدبلوماسية هل لأنه يمثل الولايات المتحدة التي لازالت تعتبر نفسها مسيطرة على العالم وتريد الهيمنة عليه بقوتها، والتي عليها أن تعلم بأن هناك من الشرفاء الذي سيقفون في وجهها في عالمنا العربي، وعليها أن تعيد حساباتها، فقد أصبحت أمريكا منبوذة ومكروهة في البحرين والخليج والوطن العربي، وبدل أن تسعى لتحسين صورتها التي لن تتحسن مهما فعلت نراها تتدخل وتضع يدها مع ملالي إيران الذين يعتبرونها «الشيطان الأكبر». - همسة.. الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي بأنها الدولة الديمقراطية في العالم نراها تضيق ذرعاً حين يتم انتقاد سياستها الخارجية ونرى سفارتها ترصد كل من يكتب ضدها ويقول الحقيقة، فمن يقف ويكتب ضدها يوضع في القائمة السوداء لديها على الأقل في التعاملات المصرفية والتحويلات التي تأتي عن طريق واشنطن، وهذا ما حصل لي شخصياً بعد انتقاداتي السابقة للسفير الامريكي وتآمره على البحرين، حيث تعطل استلامي لحوالة من مؤسسة صحفية بإحدى الدول الخليجية عبر البنك، حيث جاء الرد بأنني في القائمة السوداء للولايات المتحدة الأمريكية في التحويلات المصرفية، وأنا أقول لهم بالعامية «الله لا يعوزنا لكم».