حين تمر بشكل بانورامي سريع على لوحة الشرف للثانوية العامة؛ على الصور، وعلى الأسماء، فإن لوحة الشرف هذه حتى وإن كانت بأسماء محدودة، إنما هي تكشف لنا صورة البحرين الواقع ومستقبل البحرين، وتكشف ماذا فعلنا نحن والدولة بأنفسنا.
نحتـــرم كل الناس، ونحترم كل البشـــر، ونحب كل من يحب البحرين وأهلها، فالانتماء والولاء للوطن والأرض والقيادة هي المقاييس الحقيقية للمواطنة.
لست أعرف هل أنا وحدي من رن في ذهنه هذا الجرس حين شاهدت لوحة الشرف للثانوية العامة، أم أن هناك من صاحت في رأسه هواجس كثيرة بأم رأسها..!
أجد نفسي مرغماً على أن أقول للمسؤولين عن التعليم في البحرين ما قلناه مراراً وتكراراً حول ما يجري في بعض المدارس، من بعض المعلمات والمعلمين، وأعرف أن وزارة التربية تعشق أن ترد علينا بـ«هات الدليل على ما تقول» وهي كلمة حق يراد بها...!
أطرح هذه الأسئلة على المسؤولين في التعليم، وأكرر إنها أسئلة وليست اتهامات، فهناك من لديه «قصر فهم» ويحتاج خارطة طريق ليفهم ما نكتب، وأنا لا أكتب ما أكتب من أجل مصالح شخصية أو نحوها، إنما هذه مشكلة لأهل البحرين جميعاً.
أقول للمسؤولين عن التعليم؛ هل أوقفت التلاعب بالدرجات من قبل بعض المعلمين والمعلمات من أجل أن يرفعوا من يريدون، وينقصوا معدلات من لا يحبون؟
أكرر سؤالاً طرحته ذات مرة هنا؛ الاستيلاء على البعثات كان يتم سابقاً من خلال مديرة البعثات، اليوم تغيرت الاستراتيجية، أصبح الاستيلاء على البعثات «كما هو الاستيلاء على وظائف التدريس» من الداخل وبشكل تراكمي، حتى يتم رفع ربما من لا يستحق، وحتى يقع ظلم على من يستحق.
بح صوتنا ونحن نقول إن جزءاً كبيراً من محاولة اختطاف البحرين تم من بعد اختطاف مهنة التعليم، ويذكر الأخ الكريم وزير التربية الدكتور ماجد النعيمي جيداً كيف خرجت ضده مظاهرات بالمدارس تطالب بإزاحته عن كرسي الوزارة «ويومها كنا نعرف أن الاستهداف طائفي ووقفنا مع الوزير وساندناه» فقد كانت الخلايا النائمة لدى وزارة التربية في المدارس، من خلال سياسة توظيف خاطئة، تقوم على من يتخرج من جامعة البحرين يركب «كوبري الوفاق السريع» للتوظيف بوزارة التربية، والمسؤولين كانوا يرتجفون من كتلة النواب الـ17 فيقومون بالاستجابة لمطالب طائفية لإسكات هؤلاء النواب.
اليابان حققت نهضتها من خلال التعليم والاهتمام بالمعلم، فإذا أردت جيلاً متعلماً واعياً بتربية عالية، فأولاً عليّ أن أحسن اختيار المعلم وهو الأداة الأولى لنهضة التعليم، وإلا فإن حال التعليم يبقى في بلدان كثيرة كما هو عندنا، بهرجة وعناوين وصوراً وتمديد دوام، في النهاية تجد المخرجات مثل «صحن الكشري».. لا تعرف أنت تأكل ماذا، وليس فوقه «ادام» ونعمة الله لا تعاب أبداً ولكنه للتشبيه..!
مشينا في طريق طأفنة التعليم بدءاً من بوابة المدرسة إلى أعلى منصب، حتى خرجت تلك المظاهرات، وإلى اليوم تحترق مدارس التربية بالتخريب والمولوتوف من أبناء المدرسة أنفسهم، وهذا دليل على فشل التربية والتعليم، وبرنامج المواطنة، فالمواطنة لا تدرس في المدرسة فقط، المواطنة تأتي مع حليب الأمهات، ومن خطيب المسجد، ومن المعلم، وإذا اختلت كل هذه الدوائر، لن ينفع ألف منهج لتدريس المواطنة.
مازالت وزارة التربية والتعليم تبرر اختيار مدرسين من العرب أو الأجانب، وأعتقد أن الأمر لا يحتاج إلى تبرير، شرط أن يكون المدرس العربي على كفاءة علمية وأخلاقية، فمهنة التدريس ليست لكل من هب ودب وحمل بكالوريوس.
لا تحتاجون للتبرير للصحف الصفراء، الإجابة يجب أن تكون كذلك «نختار الأكفأ والأفضل من أجل أعظم مهنة»، لكن الوزارة دائماً ترد وتقول إنها تبحرن الوظائف وكذا وكذا.
صورة لوحة الشرف بالأسماء تشكل مستقبل البحرين، وكل بحريني يفهم ما نقول، فهل هذه الصورة التي نتمناها..؟