كتاب «أنت تملك القوة في داخلك» للخبيرة النفسية الكبيرة لويزا هاي وترجمة الأستاذ كامل السعدون، والذي تعرفت عليه من خلال بحثي في الإنترنت، هو واحد من الكتب المهمة التي تشكل لي مرجعاً دائماً لا يمكن الاستغناء عنه، لما يحتوي عليه من طاقة روحية كبيرة تعمل على توسيع رقعة الطاقة التي تمتلكها أنت.
عن طبيعة لوم الآخرين تقول: لو إننا رفعنا اللوم عن الآخر وقلنا، إننا نحن المسؤولون لأننا أوصلنا الآخر ربما إلى هذه الحالة من الغضب أو الحنق وإننا نحن الملومون، ثم تحولنا من اللوم الذاتي إلى البحث عن سبيل للتخلص من هذه المشاعر السلبية التي غمرتنا والانتقال إلى حالة إيجابية من التفاؤل والثقة والسعادة بدلاً من اللوم والكراهية وانتظار الفرصة للانتقام، فإننا بهذه الحالة سنوفر على أنفسنا تعاسة كبيرة جداً، وسنفتح للقوة الداخلية فينا نوافذ أغلقتها مشاعر الكراهية واللوم والحنق، وبالنتيجة سيتدفق دم العافية في عقولنا وضمائرنا وستنفتح أمامنا فرص حياتية جديدة من خلال هذه التجربة التي تعلمناها، ومن خلال نجاحنا في السيطرة على مشاعرنا وضبطها وتحويلها نحو الخير والحب والسعادة.
إن تلوم الآخر مهما فعله هذا الآخر بحقك من ظلم فإنك لا تفعل أكثر من أنك تصبح ضحية لهذا الآخر من خلال تفكيرك بالانتقام منه، أو من خلال تفكيرك الدائم بالرد عليه، وبالتالي فإنك تعطل حياتك وتقدمك بدون أي فائدة من أي نوع كان.
وترى لويزا هاي أنه من الخير أن تلوم نفسك قليلاً على أنك ربما أنت وحدك من مهدت لهذا الآخر لأن يطيش سهمه فيصيبك في الصميم، ثم بعد أن تلوم نفسك قليلاً تنتقل صوب ما هو أنفع؛ إلا وهو إعادة تقييم المسألة مجدداً والانتهاء منها بتصفية الموقف برمته لكي لا تتعطل حياتك أكثر مما يجب.
أجل عزيزي القارئ؛ نحن وحدنا المسؤولون على ردود أفعالنا ومشاعرنا وأفكارنا، وليس من قوة أخرى مسؤولة عن ذلك سوانا.
لا يعني هذا أنني ألوم نفسي أو ألومك لأنك تفكر هكذا أو ترد على الأفعال بهكذا نوع سلبي من الردود، ولا أريدك أنت ذاتك أن تلوم نفسك، بل يجب أن تؤمن بمسؤوليتك عن خلق ردود أفعالك دون أن تلوم نفسك بقسوة، بل يجب أن تتحول من الإيمان بالمسؤولية إلى وعي ضرورة التغيير وتحويل السلب إلى إيجاب، وأن تؤمن بأن هذا أيضاً هو من صلب مسؤولياتك.
حين نلقي الذنب على الآخرين لما يحصل لنا من سلبيات في حياتنا فإننا بهذا نمنح الآخرين القوة التي هي أكبر من حجمهم الحقيقي، والتي لا يستحقونها أو التي ربما هم لم يعوها أصلاً، من قبيل أن يوجه لنا شخص ما إساءة معينة لأي سبب كان، ربما لأنه مريض أو متعب أو خائف.. ثم نقوم نحن بدورنا بالشعور المبالغ به بالأسى والكراهية لهذا الآخر وتنقلب حياتنا رأساً على عقب ليوم أو أسبوع أو سنة، لماذا..؟
لأننا نلوم الآخر على هذه الإساءة ولا نستطيع أن ننسى أنه هو من سببها لنا، لكن لو أننا رفعنا اللوم عن الآخر وقلنا أننا نحن المسؤولون لأننا أوصلنا الآخر ربما إلى هذه الحالة من الغضب أو الحنق وإننا نحن الملومون، ثم تحولنا من اللوم الذاتي إلى البحث عن سبيل للتخلص من هذه المشاعر السلبية التي غمرتنا والانتقال إلى حالة إيجابية من التفاؤل والثقة والسعادة بدلاً من اللوم والكراهية وانتظار الفرصة للانتقام، فإننا بهذه الحالة سنوفر على أنفسنا تعاسة كبيرة جداً وسنفتح للقوة الداخلية فينا نوافذ أغلقتها مشاعر الكراهية واللوم والحنق، وبالنتيجة سيتدفق دم العافية في عقولنا وضمائرنا وستنفتح أمامنا فرص حياتية جديدة من خلال هذه التجربة التي تعلمناها، ومن خلال نجاحنا في السيطرة على مشاعرنا وضبطها وتحويلها نحو الخير والحب والسعادة.
وأرى أن كل ما نعيشه الآن في حياتنا من أمور سيئة أو جيدة هو نتاج طبيعي لأفكارنا ومشاعرنا، وأي قوة في الأرض لا تستطيع إجبارنا على التخلي عن أحلامنا وطموحاتنا. وكما تقول الكاتبة الجميلة في عنوان كتابها «أنت تملك القوة في داخلك» عليك باكتشاف قوتك، إن لم تفعل ذلك من قبل افعله الآن. فالآن هو الوقت المناسب لذلك.