* من المقولات الإيمانية للإمام الزاهد «معروف الكرخي» التي نحتاجها في رمضان، يقول رحمه الله: «اللهم إني أعوذ بك من طول الأمل، فإن طول الأمل يمنع خير العمل». ويقول «طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب، وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور، وارتجاء رحمة من لا يطاع جهل وحمق». وقال «توكل على الله حتى يكون هو معلمك وأنيسك وموضع شكواك، وليكن ذكر الموت جليسك لا يفارقك، واعلم أن الشقاء من كل بلاء نزل بك كتمانه، فإن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك ولا يمنعونك ولا يعطونك». وأتى رجل بعشرة دنانير إليه، فمر سائل فناوله إياها، وكان يبكي ثم يقول: «يا نفس كم تبكين؟ أخلصي تخلصي». وقال: «ما أكثر الصالحين، وما أقل الصادقين».
* رحل قبل أن يدرك رمضان، ثم رحلت هي الأخرى بعده بأيام قليلة في أول رمضان، رحلا معاً وهما من امتلكا حبنا، وكان لنا معهما أجمل اللحظات وبخاصة في شهر الخيرات، رحل الوالد الغالي الذي مازلت ألمح طيفه في أيام رمضان في كل مكان اعتدت أن أراه أو ألتقي به، ثم رحلت أخته عمتي الغالية في اليوم الأول من رمضان، وهي التي أغدقت علينا من فيض حبها وحنانها كلما دخلنا بيتها المتواضع، رحلت عمتي «أم عبدالله» أم الجميع، التي فتحت بابها للجميع، وأحبها كل من عشق جلساتها، قلبها الطيب يمتلك، ومشاعرها الحنونة تحتضنك كلما دخلت عليها وعانقتها، رحلت تلك النفوس الجميلة، وبركة البيت الذين كنا نستأنس بهم في رمضان بصورة خاصة، تبقى الأقدار ومشيئة الرحمن هي النافذة في مسير البشر، رحمهما الله بواسع الرحمة وأسكنهما فسيح جناته وجمعنا بهما وبمن نحب في جنات الفردوس والنعيم.
* نعاتب الزمان ونعيبه ولكن العيب فينا ولا ننتبه له، نتعاتب، ويحق لنا أن نتعاتب في زمن النسيان، بات المرء فينا يلهث وراء لقمة عيشه، يلهث وراء عمله وشؤون حياته، تنقضي الساعات، وتنقضي أيام رمضان، وهو لا يلتفت لما قدم وأنجز، كم اشتقت لجلساتك يا رمضان مع الأهل والأصحاب، كما اشتقت لتواصل جميل يجمعنا مع العائلة والأصحاب، اشتقت لبركات الآباء والأجداد والأعمام والعمات، اشتقت لهم، واشتقت لصحبتي التي تحيط بي في جلسات رمضان، آه يا رمضان، يا من تجمعنا على الخير، لم تتغير أبداً وبركتك تغدق علينا رحمات الإله، ولكن هي أحوال العيش تغيرت، والبشر لعلهم انصرفوا من هنا، البعض من غير عودة، والبعض اختار طريقه والسلام.
* أحبك يا رمضان لأنك تشعل في قلبي أجمل شموع الخير، تشعلها بعد أن أطفأتها سرعة الأيام، وتقادم الزمان، وتغير الحال، وانشغالنا بشواغل العيش، أحبك يا رمضان لأنك ذلك الضيف الرائع الذي أنتظره بفارغ الصبر ليعطيني الأمل في إشراقات حياتية جديدة أقدم فيها العطاء الذي لا ينضب، والحب المتمكن الذي لا تنطفئ شعلته، أحبك لأني أحمل معك أجمل الذكريات منذ أيام الطفولة، فأنت من أنرت دربي بالخير، وعلمتني ومضات الفرح.
* يقول الشيخ سلمان العودة «أحمد ربي أني ما أويت إلى فراشي ورجعت خائباً، ولا أتذكر أني أكملت ورد النوم قبل أن يدهمني مهما تكن ظروفي، يا لها من نعمة يعجز المرء عن شكرها!». كم نحتاج إلى ذلك وغيره في شهر الخير والبركات، كم نحتاج أن نخلد إلى النوم لبضع سويعات تعيننا على قيام الليل، وعلى سجدة غالية للمولى الكريم لعلها تكون لنا «أجمل سجدة» في حياتنا نناجي فيها الله سبحانه وتعالى، نحتاج أن نحافظ على وردنا اليومي في كل خطواتنا وسكناتنا وبخاصة في شهر الخير، أحمد الله تعالى على هذه النعمة وأصدق الله تعالى في كل أمورك، حتى تحظى بالتوفيق الرباني في الطاعات.
* حلقات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله عند الإفطار حلقات جميلة لا تنسى، بأسلوبه الشعبي البسيط، وخفة ظله، وكلماته البسيطة التي تدخل القلوب بلا استئذان، إذاعة البحرين تقوم ـ مشكورة ـ بإعادة هذه الحلقات قبل المغرب، وأتمنى من تلفزيون البحرين أن يقوم بعرضها هو الآخر حتى يشاهد الجيل الجديد تلك القامات الربانية التي قدمت الخير لمجتمعها، وأثرت في الآخرين بكلماتها البسيطة وببشاشتها الربانية.
* تتزاحم في خاطرك في الأيام الأولى من رمضان العديد من الأفكار والمشروعات الخيرية التي تأمل أن ترى النور خلال أيام الشهر الفضيل، حتى تتأسى بهدي رسول الأنام صلى الله عليه وسلم. فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» رواه البخاري.
* اللهم بلغنا إتمام رمضان بصحة وعافية وإقبال على بابك، وبلغنا قيام ليلة القدر، واجعلها خيراً لنا من ألف شهر.