نحن الآن نخاطب الدولة بكل رموزها بعد أن اتضحت الصورة بهذا الشكل.. الترخيص لهذه الجماعة العابرة للحدود كان خرقاً للدستور وتعريضاً لأمنه وسيادته تهاونت فيه سلطات الدولة، ثم السماح لها بالاستمرار بعد أن أحرقت الأخضر واليابس منذ أربع سنوات إلى اللحظة، ثم السكوت وقبول عن عمالتها التي أقحمت علينا التدخلات الأمريكية السمجة عرض أمن وسيادة الدولة للخطر، إنها أخطاء جسيمة في حق الوطن وتهاون في حمايته. فإن كان هناك عذر ما لا نفهمه سابقاً فما العذر الآن وقد اتضحت الرؤية بما لا يدع مجالاً للشك بأن جماعة الولي الفقيه، جماعة المرشد الأعلى الإيراني، بأذرعها المرخصة قانونياً تخدم المشروع الإيراني في الدول العربية وأداة لتنفيذه وتحقيقه، ولا يختلف الأمر في دور الجماعة البحرينية عن دور ذات الجماعة في العراق أو لبنان أو اليمن أو سوريا، وأن اللغة واحدة والحراك واحد والمحرك واحد والأهداف واحدة والسيناريو واحد. بل اتضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن الأمريكي الداعم لهذه الجماعة لا يختلف عن ذات الموقف الداعم لهم في العراق، أليست واضحة الأهداف التي تقف وراء محاولات تبييض أسماء عملائهم البحرينيين من أجل فرضهم على التشكيل الحكومي الجديد؟ أليس واضحاً أن محاولات «فرض» تسويات معينة ومحددة على البحرين تبحث لها عن الحلقة الأضعف من أطراف الحوار كي تمرر من خلالهم الشكل الدستوري الذي يقترحه الفرع البحريني لجماعة المرشد الإيراني بتسميته «بالحل طويل الأمد»؟ ألا تلاحظون سباقهم مع الزمن للانتهاء من الصيغة قبل نوفمبر؟ فالتوقيت مهم بالنسبة لهم، يريدون الآن شكل دوائر محدداً وصيغة محددة لتشكيل الحكومة، هم يعرفون أن الفرصة إن ضاعت هذه المرة فإن عليهم أن ينتظروا طويلاً حتى يعيدوا الكرة، الحلف الإيراني الأمريكي قد لا يتكرر مرتين في عمر هؤلاء العملاء. هدف هذه الجماعة هو وصول هذه الوجوه لمفاصل السلطات الثلاث حتى لو على الحصان الأمريكي، «التسوية» التي يحاولون تمريرها هي التي ستضمن لهم الخطوة الأولى لإسقاط الدولة وذلك «بتعطيل» سير الدولة، وتعطيل تشكيل الحكومة، وتعطيل انعقاد المجلس النيابي، ومن بعدها.... تتعطل الجلسات لعدم اكتمال النصاب، البلاد تديرها حكومات مؤقتة لتصريف العاجل من الأمور للعجز عن تشكيل حكومة ائتلاف أو توافق وطني، قد نضطر إلى اتفاق «طائف» جديد كي نحل الأزمة ونتجنب احتراباً داخلياً، قد نفتح باباً لدخول التطرف والتشدد السني الذي لم يعرف له طريقاً في البحرين على مدى التاريخ، هذه هي السيناريوهات الأكثر ترجيحاً في حال إصرارهم على شكل التسوية التي يريدون وبالأسماء التي يقترحون، بعدها يقف نمو البحرين، تتجمد، تتعطل تموت، لا يهم، ما الذي ترجوه من جماعة لم يرفعوا علم البحرين إلا من بعد 2011 لكاميرات القنوات الأجنبية؟ ما يهم الآن إلى أن تجرى الانتخابات وتتشكل الحكومة هو البحث عن حلقة أضعف تساعدهم على تمرير مشروعهم وتقبل ببعض الإغراءات، إما برسم صورة رومانسية خيالية بأن الأمور ستكون طيبة إن وافقتم على بنودنا وستكونون من المرضي عنكم «أمريكياً» وسترون أننا قادرون على أن نعلن إشارة وقف الإرهاب، وإما بالبحث عن أطراف تقبل التسوية مقابل أن يكون منا وزير ومنكم وزير.. وستعيش البحرين في سبات ونبات وسنخلف صبياناً وبنات.... بالضبط بالضبط كما هي العراق الآن.. ترى من سيسلمهم رقبتنا؟