إننا في آخر الزمان؛ فقد رأينا من العجائب ما رأينا وشاهدنا أشراط الساعة التي تحدث عنها سيد الخلق وأطهرهم وأشرفهم سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في الأحاديث النبوية، وشاهدنا التطاول في البنيان وأشياء كثيرة أخرى، إنه آخر الزمان.
كل ما نرى يؤكد أننا في آخر الزمان، لا نعلم كم تبقى من العلامات الكبرى، غير أن الحوادث تقول إننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة من أشراط الساعة، وما يحدث في الوطن العربي وفي سوريا والعراق يؤكد ذلك.
حتى الساعة لم أكد أصدق أن هناك من المسلمين من يشجع الصهاينة على قتل المسلمين، لم أتوقع ذلك يوماً مهما اختلفنا فكرياً مع بعضنا، مهما بلغ حجم الخصومة بين التيارات داخل أبناء الملة الواحدة، لكن أن نصل إلى مرحلة نقول فيها للصهاينة نعم اقتلوا أكثر دمروا غزة لأن حماس والجهاد الإسلامي بها؟
هل يتصور المسلم العاقل أن يحدث هذا يوماً؟
بل أخذت بعض الأصوات في مصر «وشعب مصر الأبي الكبير يبرأ من هؤلاء» تطالب بالإبادة الكاملة وزيادة القصف لتدمير ما يسمونه الإرهاب في غزة؟
أصوات أخرى خرجت في الوطن العربي وفي الخليج تطالب أيضاً بإبادة حماس وغيرها، غير أن حماس مهما اختلفنا معها، إنما اليوم هي تحمل لواء الشرف في حربها مع الصهاينة، مهما بلغت درجات الاختلاف، مهما خرجت من معلومات ضد حماس قبل الآن، إلا أنه من واجبنا كمسلمين أولاً، أن ننصر المسلم، ضد الصهيوني الغاصب، وإلا فإننا لن نأمن غضب الله علينا.
كيف لنا أن نقول للصهيوني تعال وخلصنا من أناس مسلمين مظلومين يعانون من ويلات الحصار، وتطبق دولة عربية الحصار عليهم، كيف لنا أن نقول ذلك؟
يا سبحان الله، لو أنكم صمتم وفي داخل أنفسكم تناصرون الصهاينة لكان أفضل، ليس مطلوباً أن تناصروا أهل غزة، على الأقل اصمتوا في هذه الساعة وافرحوا في داخل أنفسكم بالقصف الصهيوني، مارسوا النفاق الصامت لعله أقل فجاجة من التصريح وتأييد من يقتل المسلمين.
الصهاينة وسعوا عملياتهم ضد الضفة الغربية، فماذا ستقولون؟
هل ستناصرون الصهاينة أو ستقولون أن من في الضفة بشر مسلمون وعرب لا ينبغي أن يقتلوا لأنهم لا ينتمون لحماس؟
من جملة الأراجيف التي خرجت أيضاً ما زعمه الأمين العام لحزب الشيطان في لبنان أنه يناصر أهل غزة، وهذا كذا بواح، ودجل، حزب الشيطان يقتل السوريين المسلمين في سوريا ويقتل المسلمين العراقيين في العراق، ثم يأتي يوهم الناس أنه يدعم أهل غزة، هذا هراء ودجل مفضوح، فقد ولت تلك الأيام التي تكذبون فيها على الناس.
ونقول لأهلنا في غزة، إن أهم أسباب النصر أن تفكوا كل ارتباط بإيران، الإيرانيون يقتلون المسلمين في سوريا، ويقتلون الفلسطينيين في مخيماتهم في سوريا، هؤلاء يستخدمونكم لأغراضهم، فكوا الارتباط بهم إلى الأبد.
من يناصر الصهاينة من أجل قتل المسلمين العرب إنما هو في حكم المعتدين، بل أشد منهم، فالمعتدي عدو من الخارج، والمناصر خنجر بالخاصرة وفي الظهر بالداخل، وهذا هو الفرق.