إن كانت الدولة تخصص مبالغ كبيرة وتقدم عطايا وأموالاً في مناسبات مذهبية بعينها، فإن على الدولة أيضاً مسؤولية أن تقوم بواجبها ومسؤولياتها تجاه أهل البحرين جميعاً في شهر رمضان المبارك، وهو شهر للمسلمين جميعاً.
لسنا ضد أحد من الناس، لكن من باب أولى أن تعطي الأموال لمن يستحقها فعلاً، ولمن يقف مع بلده، ولمن يهتف باسم حكام بلده بالخير ويدعو لهم بالصحة وطول العمر.
هناك الكثير من الأسر المحتاجة في البحرين، وقد تفاجأت كثيراً حين قال لي أحد الأخوة الذين يقومون على توزيع المساعدات على الأسر أن هناك من لا يتذوق اللحوم لمدة طويلة، لأنه لا يجد اللحوم، أوأنه من ضعاف الحال، وهذا يجب أن ينقل للقيادة ولمن يقدمون الأموال في اتجاه معين.
للحق وللأمانه فإن هناك من الأسر الميسورة وأسر التجار، ومن العائلة المالكة نساء ورجالاً من يقدمون الخير وما تجود به أنفسهم بشكل مستمر طوال العام، ويجتهدون أكثر في شهر رمضان المبارك، فلهم كل المحبة ولهم كل التقدير، فأغلب هؤلاء يقومون بكل ذلك دون ضوضاء، ودون أضواء إعلامية، بل أنهم لا يريدونها أصلاً، ابتغاء للأجر من الله، فلهم المحبة والتقدير والثناء، وضاعف الله أموالهم أضعافاً مضاعفة وحفظ أبناءهم وذريتهم من كل سوء ومكروه.
هذا المال الذي في أيدينا إنما هو مال الله سبحانه استخلفنا عليه، فإن شاء سبحانه أذهب هذا المال وجعله أثراً بعد عين، وهو القادر على ذلك، فلا نظن يوماً أن المال مالنا نحن، هذا خطأ كبير، فهناك من الناس من يقول هذه أموالي أنا بهذه الصيغة، إنما هي في الحقيقة أموال من عند الله أعطانا إياها، وجعلها في أيدينا ليختبرنا ماذا نفعل بها.
نشكر القيادة الحكيمة ممثلة في جلالة الملك حين وجه جلالته وزارة العدل للاهتمام ورعاية المساجد خاصة قبل شهر رمضان بفترة، وقد صدرت هذه التوجيهات إلى المسؤولين في وزارة العدل وفي الأوقاف السنية والأوقاف الجعفرية.
من هنا نطالب المسؤولين في وزارة العدل تلمس احتياجات المساجد في كل المناطق وعمل مسح شامل عليها، فمازالت تصلنا شكاوى من الناس حول ما تعانيه بعض المساجد من نواقص تتعلق بالتأثيث أو المكيفات أونحوه، والشهر الكريم على الأبواب، وهذا تقصيرلا نرضاه، ولا أحد يقبل التقصير في حق بيوت الله.
طرحت منذ زمن بعيد فكرة المسح الشامل للأسر المحتاجة في البحرين، بحيث يصل المسح إلى كل الأسر، ويصل إلى كبار السن الذين يسكنون في بيوت لوحدهم دون عائل.
ولا أعلم هل هذا المسح متوفر لدى الجهات المسؤولة أم أنه غير متوفر، فهذا المسح يوفر الكثير من المعلومات وقاعدة البيانات من أجل أن نحصر من يستحق المساعدة، ونصل بها إليه أولاً.
نقول للميسورين وللتجار، ولمن أعطاهم الله ثروات من عنده، تقصوا بأنفسكم الأسر المحتاجة، ابحثوا عنها، اذهبوا إليهم، فحين يرى الإنسان حال المحتاجين يرق قلبه وينفق أكثر من المال الذي خصصه سابقاً.
من أراد أن تتضاعف أمواله ويزداد الخير عنده، ويفتح الله عليه من خيره، فلينفق من مال الله المستخلف عنده، والله إن رب العباد وعد بأن تتضاعف أموال المنفقين، وأن يوسع عليهم في أرزاقهم، والحمد لله أهل البحرين أهل خير وأهل كرم، وينفقون مما تجود به أنفسهم.
فقد جاء في الحديث الشريف: (إن الصدقَةَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وتَدْفَعُ مِيتَة السُّوءِ) رواه الترمذي، وجميعنا نحتاج لأن نطفئ غضب رب العباد عنا، وأن يدفع الله عنا ميتة السوء، فأخرجوا من الأموال التي قد نتركها في غمضة عين ونرحل عن الدنيا ونتركها لغيرنا.
** غبقة رمضانية لأهل البحرين في الكنيسة
أشكر القس هاني عزيز على دعوته التي وجهها لي وإلى أهل البحرين لإقامة (غبقة رمضانية) تحت رعاية وزير العدل تقديراً من القس هاني لمناسبة شهر رمضان عند المسلمين، فله الشكر على الدعوة وعلى الفكرة.
** هناك جمعيات خيرية اصبحت توزع مساعداتها على الناس بشكل عنصري داخل الطائفة الواحدة، وإن صحت هذه المعلومة فإن هذا يناقض الدين، ويناقض أخلاقيات أهل البحرين.
الناس أخذت تحجم عن تقديم تبرعاتها لهذه الجمعيات، لهذا السبب أنها تقوم بتقديم مساعداتها إلى الناس على أساس عنصري، وهذه كارثة في العمل الإنساني والخيري وخلل كبير في نهج الدين.