كرة القدم مجرد لعبة تتلاعب بنا وبأعصابنا، مقدمة من سبع كلمات سنعيشها ونتعايش معها لمدة شهر.. شهر من الإثارة والتشويق.. شهر تسبقه الكثير من التساؤلات التي أرهقت ذهن عشاق المستديرة، هل تحتفظ إسبانيا باللقب؟ أم تسترجعه البرازيل؟ وأين ألمانيا من كل ذلك؟ هل تستمر إيطاليا في الصيام؟ هل تستعيد فرنسا الكأس؟ وهل تبقى إنجلترا متفرجة؟ والكثير الكثير من الأسئلة. شهر على أرض السامبا التي يتطلع فريقها إلى تحقيق بطولة عاصفة قبل بدايتها، فالجماهير البرازيلية غاضبة سياسياً، حانقة اقتصادياً، فلن تغفر للفريق الزلة، ولن تقبل بغير البطولة بديلاً. والمهمة ستزداد تشويقاً وإثارة عندما يصطدم الفريق المضيف بالفرق الكبيرة وجهاً لوجه.
المنتخبات الكبيرة ذهبت إلى البرازيل بطموحات انتزاع الشوكة من فم الأسد وداخل عرينه.. فمنتخب الأرجنتين بقيادة البرغوث ميسي يحلم بمجد البطولة، إسبانيا سيدة أوروبا وبطلة العالم بقيادة القديس كاسياس ورفاقه عازمون كل العزم على الاحتفاظ باللقب، الماكنات الألمانية دائماً ما تكون حاضرة في المناسبات الكبيرة، إيطاليا بقيادة بوفون وصاحبة الألقاب الأربعة لا يؤمن شرها حتى وإن كانت في أسوأ أحوالها.. أضف إلى ذلك العديد من المنتخبات التي ذهبت إلى البرازيل يحذوها الأمل بامتطاء رداء الحصان الأسود وتأكيد منطق كرة القدم الذي لا يتغير وهو أنه لم يعد هناك كبير وصغير.. ولا حوت وأسماك.. بالرغم من بعض الفوارق الكبيرة بين فرق وأخرى، لكن هناك التحدي، والمفاجآت لا تنتهي أبداً في عالم المستديرة.
مواجهات من العيار الثقيل
إسبانيا - هولندا.. وجهاً لوجه لابد أنها ستكون مواجهة قوية، فإسبانيا سيدة أوروبا والعالم تقابل هولندا ملكة الكرة الشاملة لصدارة مبكرة للمجموعة لتجنب المقابلة المتوقعة مع البلد المضيف.. وبالرغم من كثر المشاكل التي رافقت مسيرة الكرة الإسبانية خلال مشوارها العالمي الممتد لسنوات طويلة، لكنها تمكنت خلال السنوات الأخيرة من بسط سيطرتها خلال الأعوام القليلة الماضية على عالم المستديرة عبر أسلوب لعبها “تيك تاك”، وقدمت ما لم تستطع تقديمه أجيال.. فبعد الفوز بكأس الأمم الأوروبية عام 2008، أتبعه الفوز بكأس العالم 2010، هو الفريق الأوروبي الوحيد الذي حقق بطولة كأس العالم خارج قارته، ثم عاد للظفر بالفوز بكأس أمم أوروبا 2012. لكن جميع تلك الألقاب لا تهم كثيراً ولا تسمن من جوع لأن كرة القدم تعطي من يعطيها. إيطاليا - إنجلترا.. مواجهة من الطراز الرفيع، فالفريقان يحذوهما الأمل بقلب الطاولة على الجميع.. ألمانيا - البرتغال مباراة لن تخلو من المتعة، أوروغواي - إنجلترا، إيطاليا - الأوروغواي جميعها مباريات تبعث الكثير من التساؤلات، من سيتأهل؟ من سيتصدر؟ من سيفوز بالبطولة؟
كل تلك التساؤلات ستبقى متجمدة حتى الموقعة النهائية مساء الأحد الثالث عشر من شهر يوليو عندما تحتشد الجماهير في ملعب الماراكانا لمشاهدة فائز واحد لا غير (ظلم ما بعده ظلم)، فالكأس لا تقبل القسمة على اثنين.. هذا هو حال كرة القدم، هذا ما يجعلها جميلة، مشوقة وممتعة.. حتى ذلك اليوم دعونا نستمتع بهذا العرس الكروي، فإذا انتهى لن يأتي قريباً!