إن تحقيق مملكة البحرين المركز الأول عربياً والسادس عالمياً في استطلاع دولي ذو مصداقية عالية يتعلق بالدول الأكثر أماناً والذي أجرته مؤسسة نومبيو التي تعد أكبر قاعدة بيانات دولية عن المدن والبلدان في جميع أنحاء العالم، له أبعاده ودلالاته الكبيرة التي يجب أن نتوقف عندها، لا نكتفي فقد بتهنئة بعضنا البعض بها.
إن حصول البحرين على هذا المركز المتقدم من ناحية «الأكثر أماناً»، هو أكبر رد على كل من يحاول تصوير الأمور على غير حقيقتها سواء من شخصيات أو وسائل إعلام غير محايدة.
ومن شأن هذا المركز المتقدم أن يعطي دفعة أكبر للاستثمار في المملكة، وهو انعكاس لصورة حقيقية تقول إن الأمور آمنة وتحت السيطرة، رغم ما يجري بين الفينة والأخرى من تفجير للعبوات ومحاولات قتل رجال الأمن.
هذه النتيجة من شأنها أن تصيب الذين لا يريدون خيراً للملكة بخيبة أمل كبيرة بسبب فشل مخططاتهم بإشعال الوضع والمراهنة على ذلك، واستخدام العنف وسيلة لابتزاز الدولة، كما إن ذلك يعد دليلاً على أن الأجهزة الأمنية متمكنة بشكل كبير على الوضع، أما بالنسبة للمواطن العادي فهي نتيجة مفرحة لأنها أعادت الثقة له في أن يمارس حياته الطبيعية متجاوزاً كل جراحات الماضي.
والواجب هنا، الإشادة برجال وزارة الداخلية وقياداتها، الذين كان لهم الفضل الأكبر في حصول المملكة على هذه المرتبة التي أسعدت كل مواطن شريف على هذه الأرض.
إن هذا يعطي مؤشراً كبيراً إلى أن الاستراتيجية التي اتبعتها وزارة الداخلية في التعامل مع الملف الأمني كانت استراتيجية سليمة وآتت أكلها، والواجب على الوزارة الآن تطوير هذه القدرات أكثر، والاستفادة من الأخطاء لتطوير قدراتها أكثر، كما يجب عليها أن ترفع من طموحها لأنها ليست ببعيدة عن الرقم واحد على المستوى العالمي.
كلما كان الطموح عالياً، كلما كانت الطاقة للوصول إلى الأهداف أكبر، ومن كان يتوقع أن تحقق المملكة هذه النتيجة بعد كل الأزمات والجرائم التي مرت بها منذ 2011 وحتى الآن.
لابد من استثمار هذه النتيجة لدى سفارات المملكة في الخارج، إن هذه النتائج يجب أن تعمم على جميع حكومات ومنظمات العالم والغرف التجارية، إن العمل الحقيقي يبدأ الآن باستخدام هذه النتائج على الصعيد الدبلوماسي والدولي، حتى يعلم الجميع حقيقة الأوضاع في المملكة، وأن الصورة المشوهة التي يحاول البعض باستماتة تلبيسها على المملكة ليس لها مكان في عالم الواقع.
إن هذه النتيجة هي ثمرة عمل شعبي وحكومي، لا يقتصر على وزارة الداخلية فقط، فكل مواطن يحمل في نفسه هم وطنه، وأمنه وأمانه، لذلك فإن ثقافة الفرد هي المحك الذي نراهن عليه.