تعيش البحرين هذه الأيام حكاية حب وطنية شعارها الأحمر، وهو اللون المعتمد عالمياً عند المحبين للتعبير عن الحب، والذي يجمعهم في شتى أنحاء العالم حين يتم ترجمته بإرسال باقات الورد الحمراء التي ترمز إليه وتشي به، وكذلك البحرين شعارها الدائم ورمزها أمام العالم الحب.
البحرين اليوم لا ترسل باقات ورد حمراء كما يفعل المحبون إلى العالم لتؤكد أنها بحرين الحب والمحبة؛ بل بات العالم المحيط بها هو من يرسل لها باقات الحب والمودة والتلاحم معها والزهو بأعيادها واحتفالاتها الوطنية، ويتخذ من الأحمر رمزاً للدخول ضمن موجة الحب والولاء لها والمشاركة مع أهلها في التعبير عن الفرح لمناسبتهم الوطنية الغالية عليهم جميعاً، ولعل ساحات التواصل الاجتماعية الممتلئة بالتهاني والتبريكات من الإخوة الخليجيين والأشقاء العرب والمتزينة بشعارات وصور البحرين وقادتها، خصوصاً من أبرز قادة الرأي وأصحاب المناصب والمراكز الوزارية والاجتماعية، الذين أخذوا يبثون رسائل الأخوة والاعتزاز بالبحرين وتاريخها أجمل بريد إلكتروني تتلقاه البحرين أمام العالم، وخير دليل أنها ستبقى دائماً مملكة الحب وبحرين المحبة، وأن كثيراً من أبناء الشعوب الخليجية والعربية معها دائماً قلباً وقالباً.
البحرين تشي اليوم أمام المحافل الدولية والإقليمية أنها مملكة الحب؛ الأحمر الذي اتشحت به بكل مناطقها وأهلها يحملون رسالة أن الحب بكل ما يحمله من صفات وأركان العشق والمودة والتسامح والطيبة هو عنوان البحرين، وهو المسيطر على جميع أركانها وجهاتها.
البحرين اليوم تجمع كل من يسكن ترابها من مواطنين ومقيمين، وحتى أولئك الذين لا يسكنونها أرضا لكنها تسكن قلوبهم حباً وعلى اختلاف أطيافهم وتوجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم في حب الوطن والاحتفاء بيومها الوطني وعيد جلوس جلالة الملك المفدى؛ فإن كان البحرينيون يختلفون في قضايا عدة وتتقاطع بهم الدروب أمام العديد من الرؤى والأهداف والتوجهات؛ إلا أنهم يشتركون جميعاً ويتفقون على حب البحرين وتأكيد الولاء والانتماء للأرض، وهو شيء يأتي بالفطرة ويندفع من النفس دون إرادة، فالوطن ليس مدرسة نتخرج منها ونتجاوز مرحلتها ولا منزلاً نسكنه وقد نغيره أو ننتقل منه لاحقاً، ولا عائلة وأهلاً وأصدقاء تقربنا منهم الحياة مرات وتفرقنا عنهم مرات أخرى، بل هو من يسكننا ويستوطن فينا داخلياً وعميقاً.
الوطن هو العائلة وجميع الأهل والأصدقاء والمدرسة التي لا يستطيع أحد، مهما كان، التخرج منها ونسيانها، يبقى الحنين للوطن ولتلك البقعة الصغيرة التي فتحنا أعيننا عليها لنكتشف أنها منزلنا الآخذ بقعة أرض صغيرة من مساحة أراضيها، ولتلك الزوايا منها التي شهدت أولى خطواتنا وطفولتنا، لتلك الحدائق والبحار والأسواق والفرجان والأحياء الجميلة تسكننا وتشكل جزءاً من ذاكرتنا وهويتنا. كل إنسان مهما تقدم به العمر ومضى يسكنه طفل في الداخل يحن لأجمل ذكريات طفولته ومحطات حياته بالفطرة، وقبل ذلك يحن للأرض التي كان يخال نفسه يسكنها فيكتشف لاحقاً أنها هي من تسكنه وتملؤه ذكريات من أجمل محطات العمر، عندما نمسك بجواز سفرنا الأحمر في مطارات العالم فإن جوازنا في الحقيقة هو من يتمسك بنا ويقدمنا أمام العالم كبحرينيين وبين هويتنا الحمراء.. هوية الحب.
البحرين اليوم في كل ركن وزاوية منها تتزين باللونين الأحمر والأبيض، ولم تعد الشوارع والابنية والمقرات الحكومية تحتكر هذه الزينة الوطنية، ولم تعد الحدائق ومشاتل الشوارع تنبت الورود الحمراء والبيضاء لتهدي للمارين بها زينة الفرح والوطنية؛ بل إن هناك طفرة جديدة باتت كما الموضة، بدأت تطال ملابس وسيارات المواطنين والمقيمين والمنازل والمحلات التجارية، بات الأطفال أكثر تسابقاً وتنافساً مع اقتراب أيام العيد الوطني في تفصيل الملابس التي تحمل علم البحرين وشعارات قادته ما بين ثياب النشل والأثواب و«الدغلات» الرجالية، وهو شعور جميل في أن يكبر هذا الجيل ويترعرع وينشأ على حب الوطن والاعتياد على اللبس الوطني التراثي والفخر به وحمل الأعلام والشعارات وترديد الأغاني والأناشيد الوطنية والإسراع في التعبير عن الحب والولاء للقيادة والبحرين.
قبل أيام كنت في سوق المحرق صباحاً، وقد فاجأني أن أكثر المارين به لشراء الشعارات والأعلام والملابس الوطنية وأخذ المقاسات على أبنائهم للاستعداد للظهور في الاحتفالات الرسمية بالزي البحريني الوطني هم من الأجانب والمقيمين، وهو مؤشر آخر يعكس أن الموجة الوطنية المشتعلة موجة التزين والاتشاح باللونين الأحمر والأبيض والتي ارتفعت وتيرتها خلال الفترة الأخيرة بشكل أكثر من السنوات الماضية، والتي شملت كل مكان، أكبر رسالة يحملها جميع من يسكن أرض البحرين عن قصة الوطنية وتجديد الولاء للقيادة العزيزة وللأرض، وأن البحرين لؤلؤة غالية يتزين بالانتماء لها كل بحريني مخلص ووفي لها أو من يسكن البحرين ويقيم عليها، فالانتماء أحد أهم دعائم الإنسان النفسية وبدون هذه المشاعر يغدو الإنسان بلا هوية؛ تائهاً ولقيطاً للتاريخ أمام دول العالم.
دامت البحرين، دانة الخليج العربي، قصة حب نظل عبر السنين نحكي عن حبها فعلاً وقولاً وفخراً في ظل قيادتنا العزيزة وشعبها الوفي المخلص.
- إحساس وطني «1»..
تحية لكل من آثر إجازته السنوية وسفره وترك عائلته للعمل في تنظيم الفعاليات الوطنية الجميلة وخدمة الوطن في يومه الوطني ومناسباته الجميلة.
- إحساس وطني «2»..
تحية خاصة لرجال الأمن -الدروع الوطنية التي تحفظ البحرين وتزينها بالأمن والأمان- على جهودهم المخلصة المبذولة في حفظ استقرار البحرين ودعم أجواء الفرح والحب والوطنية.
- إحساس وطني «3»..
يوم الجمعة الماضي بادرت محافظة المحرق مشكورة بالتعاون مع خيالة الأمن العام بوزارة الداخلية في الخروج بمبادرة جديدة من نوعها على مستوى البحرين خلال مهرجان العيد الوطني الذي جاء تحت رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مشكوراً والذي أناب فيه سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، وبشكل فاجأ الأهالي والحضور، حيث شارك عدد من فارسات المحرق فرقة الخيالة في المهرجان مرتديات الزي البحريني التقليدي، وسارع الأهالي لالتقاط الصور معهن ومع أبنائهم.
شكراً لمحافظ المحرق الذي أصر على دعم خروج فارسات المحرق معهم، وشكراً للقائمين على خيالة الأمن العام، وبالأخص النقيب عبدالله البوعركي والمدرب بلال مبارك ومحمد يوسف الذي اجتهد في تدريبهم خلال وقت قصير، وشكراً للأستاذ راشد الحدي من مركز شباب المحرق، فجميعهم حرصوا على ابتكار نوع جديد من أنواع الاحتفاء باليوم الوطني.. كانت لوحة وطنية مميزة ومبادرة جميلة.