أرجو أن لا ينساق أحد للفخ المنصوب لنا وننجر إلى الحديث عن ما لا وجود له في البحرين، من أجل شد الانتباه بعيداً عن ما هو موجود فعلاً على أرض البحرين.
منذ فترة وهناك محاولات سمجة لخلق وجود لـ«داعش» أو أشباهها في البحريــن بشكل مقصود وواضح الأهداف، فإن لم يكن «التنظيم» موجوداً فلا أقل من وجود الفكر «الداعشي»، والعين في هذه المحاولة ليست على الساحة البحرينية إنما المراد نقلها للإعلام الخارجي الذي يتحسس من هذه الكلمة.
كيف تحول الإعلام الخارجي من خصم لدموية بشار الأسد إلى «تفهم» لعنفه؟ حدث هذا التحول حين تم إقناع الإعلام الغربي بضرورة وجود عنف لجماعات شيعية من أجل التصدي لجماعات سنية أكثر دموية وبربرية.
منذ فترة وهناك محاولات متكررة لإقناع الرأي العـــام «الدولي» أن جماعــات العنــف السنيــة كالقاعدة وغيرها لها وجود على أرض البحرين، عبر خلق جدال وحوار حوله حتى وإن أنكر الجميع هذا الوجود إنما مجرد خلق حوار حول شيء ما يخلقه من عدم، وإن كان حواراً على مسألة افتراضية، حتى تضيع الحسبة ولا يعرف من يقف وراء الفوضى والعنف والإرهاب، التشبه بالحالة السورية مقصود ومدبر.
منذ فترة وهناك محاولات لإيهام الرأي العام الدولي أن البحرينيين يتناقشون ويتحاورون حول جماعات إرهابية داعشية لها وجود على أرض البحرين ونقل الأضواء المسلطة الآن على جماعات الإرهاب التابعة للأحزاب الدينية الشيعية إلى الإيحاء بأن هناك مثلها علــى الجانب السني في أرض البحرين.
مكشوفة تلك اللعبة وواضح ذلك الفخ الذي ينصب لجر الأضواء بعيداً عن الإرهاب الحقيقي الذي تتعرض له البحرين من مليشيات إيرانية شيعية إلى إرهاب خيالي وافتراضي وغير موجود.
محاولة سخيفة جداً وضحلة في التفكير تلك التي تحاول أن تخلق ما لا وجود له ومع الأسف وبحسن نية ينساق البعض لذلك الفخ دون إدراك لما ورائه.
قبل عدة أعوام حاولت صحيفة الوفاق خلق وجود «للقاعدة» في البحرين عبر تضخيم الأحداث، ونشر صورة ذات مرة لمجموعة شباب يحملون علم القاعدة وجرت تبشر بوجود القاعدة في البحرين وفشلت.
واليوم تحاول أن تكرر كلمة «داعش وداعشي ووو» وتصنع حواراً وجدلاً حول الموضوع والكل يعلم في البحرين أننا لم نسمع بتلك الكلمة إلا عبر وسائل الإعلام حين تنقل أخبار سوريا.
ثم حاول البعض الآخر عبر حسابه على تويتر خلق ذات الجدل على ساحة التويتر عن أي شيء «داعشي» إيحاءً بوجود لها على أرض البحرين وفشلت كل المحاولات.
من مصلحتهم إيهام الرأي العام الدولي أن هناك جماعات عنف وإرهاب كتلك الموجودة في سوريا، التشبه بالحالة السورية بحثاً عن تعاطف معهم ينسحب تلقائياً مع كل خصم لداعش الآن، هم يحاولون خلق هذه الحالة للتعاطف معهم ومنحهم العذر في العنف الذي لجؤوا له.
تكبير وتضخيم أخبار ذهاب بضع من الأفراد للقتال في سوريا مغرر بهم لا يصل عددهم إلى عدد اليد الواحدة مقصود، كل ذلك من أجل التغطية وخلق توازن في الصورة الخارجية عن العنف في البحرين وإيهام المتلقي أن هناك محاولات لجر البحرين لاقتتال طائفي كما يحدث في سوريا وأن جماعات العنف الشيعية ما وجدت في البحرين إلا للتصدي لجماعات العنف السنية ... مجرد جر شخصيات عامة لفخ الحديث عن «داعش» يعتبر نجاحاً بالنسبة لهم!!