أكد السفير الأمريكي السابق لدى البحرين، جوزيف آدم إيرلي، أن تعامل الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الأزمة البحرينية كان غبياً وقصير النظر، وأن واشنطن خذلت البحرين (الحمدلله يات منهم وفيهم)، وقال إن المصالح الأمريكية في المنطقة لا تقتصر فقط على النفط، فالأصول المجمعة لصناديق الثروة السيادية لدول مجلس التعاون تزيد قيمتها على 1.6 ترليون دولار وتشكل أكثر من حوالي 34% من إجمالي قيمة أصول صناديق الثروة السيادية في العالم، أي أن الخلاصة هم من يحتاجوننا ولسنا نحن.
بعد الأزمة البحرينية بدأت ملامح بعض الدول التي هي في خانة (الحلفاء والشركاء) تتضح من خلال وصفها وتحليلها وتغطيتها للأزمة التي مررنا بها، ودعمت ما يسمى بالمعارضة البحرينية (جمعية الوفاق) بطريقة وأخرى من أجل زعزعة أمن واستقرار البلاد، خاصة مع وجود توافق وغزل سياسي بينها وبين أمريكا، وتفوه الرئيس الأمريكي في كلمة له خلال اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك العام الماضي بتشبيه أحداث البحرين بالأحداث في سوريا والعراق، وهو بالضبط ما تريد أن تثيره المعارضة البغيضة.
جميعنا يعلم بلعبة «المصالح» التي تلعبها الولايات المتحدة عندما يتعلق الموضوع بخارج حدود بلادها، لذلك يقومون بأي فعل مع أي طرف عندما يتعلق الموضوع بـ «المصالح»، لكنهم يتذرعون بالديمقراطية، والحرية، أو الكذب ثم تصديقها وإيهام الآخرين لتصديقها، كما فعلوا عندما احتلوا العراق تحت ذريعة امتلاك «أسلحة الدمار الشامل»، والتي ثبت لاحقاً عدم وجودها، وأن المستهدف هو النفط العراقي، ولكن ماذا حدث للعراق؟
بلغ أعداد القتلى في العراق منذ عام 2003 بحسب منظمة (ايراك بادي كاونت) البريطانية وبي بي سي 150 ألفاً، بينما الحقيقة (المريرة) التي يعلم بها جميع العالم وبحسب دراسات عراقية شاملة فإن عدد القتلى المدنيين تجاوز المليون قتيل، أما سوريا فعدد القتلى فيها قارب الـ 140 ألفاً. السؤال هل البحرين هكذا أيتها المعارضة وأيها الشركاء والحلفاء؟
بعض التصريحات والتقارير المتناقضة على مستوى الحكومة الأمريكية ووزارة الخارجية والكونغرس سببت إحراجاً للولايات المتحدة ولسياستها (المشبوهة) تجاه دول الخليج العربي، وما قامت به دول المنطقة مؤخراً بتطوير علاقاتها في شتى المجالات مع دول أوروبا وشرق آسيا تعد ضربة موجعة للولايات المتحدة، خاصة أن جميع دول العالم ترحب؛ بل وتتمنى توسيع علاقتها مع دول الخليج العربي، وعلينا أن ندرك جيداً إن فشلت «أمريكا» في قلب الطاولة فإن فشلها مؤقت، لأن لديهم «سفرجية» في بلادنا قادرون بخبثهم على إعادة الطاولة من جديد، ولكن علينا بالمقابل ألا نسمح لأنفسنا بأن «نعدل» لهم طاولتنا، أي كفانا «طيبة».
مسج إعلامي..
من الجيد أن سياسة البحرين الخارجية بدأت تأخذ مزيداً من التوسع في التعاون وفتح آفاق العمل المشترك، انطلاقاً من الصين ومروراً بالهند وأخيراً كازخستان، مع الأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على علاقات المملكة بالدول الحليفة والشريكة، بالمقابل نتمنى من القيادة الرشيدة مزيداً من التوسع والانفتاح على دول أخرى ذات ثقل دولي من خلال في فتح سفارات للمملكة فيها، هذا الأمر بالغ الأهمية ويجب الإسراع في تنفيذه، الكثير من دول العالم لم تعلم بواقع الأزمة إلا بعد فترة طويلة، ولو توافرت لدينا سفارات لكان حالنا أفضل بكثير، وربما يكون لدينا سفير غير مقيم، ولكن ما نحتاجه هو سفير مقيم لأن البحرين مستهدفة ووجود مقر للسفارات البحرينية أمر بالغ الأهمية، فليس من المعقول أن قارة بحجم أمريكا الجنوبية بدأنا للتو في التوجه لفتح سفارة في البرازيل، وليس من اللائق دبلوماسياً عدم وجود سفراء لنا في الدول الإسكندنافية، خاصة أن تلك الدول تتميز بالانفتاح وبالديمقراطية إلى جانب كونها دولاً غنية، ووجود تمثيل دبلوماسي لنا فيها من شأنه توسيع مجالات التعاون وتقارب وجهات النظر في كافة المجالات، ونفس الحال ينطبق على دول مثل إيطاليا وإسبانيا فهما دولتان ذات بعد وثقل سياسي في أوروبا.