بعد الأزمة التي مررنا بها وحفظ الله فيها البحرين وأهلها، نشعر أنه كلما مر الوقت دون أن تقدم الدولة تنازلات للداخل والخارج، كلما أصبح موقف البحرين أقوى وأصلب مما مضى، بمعنى أن الوقت كان في صالح سيادة الدولة، وليس في صالح المتآمرين في الداخل والخارج.
كل يوم يمر على أمريكا نشعر أنها تبدو فيه أضعف من اليوم الذي قبله، وإن كانت المنظمات الدولية هي الذراع الأمريكي الغربي المسلط على دولنا، فإن هذه المنظمات أيضاً تعاني من بعض الضعف، ولا ينبغي الإصغاء لإملاءاتها، وهناك دروس في ذلك في مصر والسعودية والإمارات وإيران، كل هذه الدولة لا تعبأ بهذه المنظمات ولا الضغوطات الأمريكية.
حين أصبح الحديث ما قدمته أمريكا لعناصر بحرينية طائفية متطرفة من تدريب على إحلال الفوضى بالبحرين، كنت أسأل ألم تكن الدولة تعرف هذه الأسماء؟
ألم تتطلع الأجهزة المسؤولة في البحرين والوزارات المعنية الخارجية والداخلية وكل الجهات الأخرى عن هذا المشروع الأمريكي؟
ألم يرن جرس في رأسكم حول هذا المشروع؟
أهل البحرين اليوم يسألون عن قائمة الأسماء، من هي هذه الأسماء، ولماذا لم تنشر؟
انشروا هذه الأسماء التي تتعامل وتتدرب وتوجه من الشيطان الأكبر.. ما أكذبكم، هذا شيطانكم الأكبر التقى بالشيطان الأصغر في التحالف الصليبي الصفوي.
نحن من نفتح الأبواب على أنفسنا، وهذه أكبر مأساة نشعر بها، الأمريكان ليس لهم وجه، وكنت أريد أن أقول إن لهم وجهين، وفي الحقيقة هم يضعون يداً معكم ويداً مع الانقلابيين، أيهما سينجح هم معه ويدعمونه، لو نجح الانقلاب لقالوا إننا مع إرادة الشعوب، وهم يعلمون أن من في الدوار ليسوا إلا جماعة من حملة الجنسية البحرينية.
في ذات سياق الموضوع فقد قال صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه أمس في مجلسه أمام سفراء دول مجلس التعاون وسفير الجزائر، إن علينا أن نكون يداً واحدة، الأخطار لن تتوقف عن المنطقة، كما قال سموه من يمد يده إلينا سنمد يدنا إليه، ومن لا يريد أن يمد يده لماذا نمد يدنا إليه؟
في الحقيقة فإن حديث صاحب السمو الملكي خليفة بن سلمان أمس وكأنه حديث أهل البحرين حين يتكلمون عن واقعهم في مجالسهم، وللأمانة هناك إشارات في حديثه كثيرة، وأنا شخصياً أشعر أن معلومات كثيرة يتطرق إليها سموه نستفيد منها في طرحنا اليومي، وما كان لنا أن نعرفها لولا أننا كنا في مجلسه.
صاحب السمو الملكي أثني على كل دول الخليج وموقفها من الأزمة في البحرين وخص السعودية والإمارات بالشكر الكبير، وهو دائماً ما يشكر ويثني على خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه.
في ذات سياق حديث سمو الرئيس فإننا نتمنى من الدولة أن تراجع إجراءاتها في فتح المعاهد المشبوهة، وفيما يسمى (ببعثات الدراسة، أو بعثات التدريب) التي تقدمها جهات لا تنوي الخير للبحرين.
نحتاج إلى مراجعات، وإلى تقييم شامل، نحتاج إلى أن نرفع (القدر) إلى أعلى ونرى من أين يتسرب الماء؟
وإذا ما أرادت دولة ما أن تملي علينا أمراً نقول لها هذا ليس شأنك، نحن دولة ذات سيادة، ولا يحق لأحد أن يتدخل في شأننا الداخلي.
في خطاب أوباما بعد الأحداث في العراق قال: «نحن لا ننوي التدخل العسكري في العراق، العراق دولة ذات سيادة»!.. أهلا يا سيادة..!
وهذا التعبير أضحكني كثيراً، إن كانت العراق دولة ذات سيادة فمن الذي احتل العراق؟
ومن الذي مازال ينهب خيرات العراق؟
أنتم لا تعترفون بسيادة الدول، وتستبيحونها، وحين ترون أن تدخلكم فيها سيجركم إلى مستنقع وهزيمة، تقولون لن نتدخل في هذه الدولة لأنها صاحبة سيادة.
البحرين كدولة حتى وإن كانت صغيرة فإنها ذات سيادة، وفروا نصائحكم المسمومة عليكم، نحن أعلم بشأننا ونحن نعلم بما يجري في بلدنا.
على الدولة اليوم أن تراجع كل الإجراءات التي جعلت منا دولة مستباحة أمام (المشروع الأمريكي الصفوي) هؤلاء لا يقدمون نصيحة من أجل البحرين، إنما يقدمون نصيحة ظاهرها الرحمة والصداقة، ومن قبلها العذاب والجحيم.
مثل ما هو أمن أمريكا الوطني خط أحمر ولا تقبلون التدخل من أحد، ومثلما أمن بريطانيا الوطني خط أحمر ولا تقبلون الإملاءات من أحد، نحن أيضاً كدولة وشعب لا نقبل إملاءات أو تدخل من أحد، الحل للوضع البحريني، من داخل البحرين، ومن أهل البحرين أنفسهم.
أمريكا تدرب الصفويين لساعة التغيير بالبحرين، وإيران تفعل ذات الأمر منذ سنوات طوال، ونحن كدولة نتفرج على هذه وتلك، نريد أن تتوقف كل مشاريع التدريب العسكري وغيره من إيران لجماعات إرهابية بحرينية، كنا قبل الآن نحكم الأمور، واليوم فتحنا الأبواب، ونحن كدولة و(إجراءات) من يجب أن نحاسب أنفسنا عما فعلناه في وطننا.
** أمنيات المصلين في مسجد معاذ بن جبل
اتصل بي عدد من مصلي مسجد معاذ بن جبل في منطقة توبلي وقالوا إن مسجدهم جاهز، لكن تعطله بعض الأمور والإجراءات في بعض الجهات الرسمية، وأنهم يتمنون أن يفتتح مسجدهم (الذي أعيد بناؤه) قبل شهر رمضان المبارك.
المصلون حملوا أن أرفع الأمر إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفه بن سلمان ليوجه المسؤولين لافتتاح المسجد قبل رمضان المبارك.