«شطحات» أصحاب السعادة نوابنا المبجلين كثيرة جداً، ولو كانت أفعالهم بحجم شطحاتهم لعاش المواطن في هناء وسعادة، والآن ومع اقتراب انتهاء الدورة الحالية لمجلس النواب، فإن شطحاتهم تصل أحياناً لمرحلة «الهلوسة»، وربما هي لعبة جديدة في محاولة إقناع الناخب لكسب أصواتهم «والفزعة» لهم وقت حصاد الأصوات.
ولكني أود توجيه سؤال أعتبره مهماً للسادة النواب، ألا وهو، ماذا عن المشاريع الأخرى التي أقلقتم مسامعنا بها ولم ترَ النور أبداً؟ مثل زيادة رواتب الموظفين، وزيادة علاوة الغلاء، في ظل ارتفاع أسعار الاحتياجات الأساسية لمعيشة المواطن، ناهيكم عن مقترحات عديدة تخص الإسكان والصحة والتعليم، لا يسع المجال لذكرها الآن، لذلك أتمنى أن تكفوا عن قول ما أنتم عاجزون عن تحقيقه، ففاقد الشيء لا يعطيه، ولا تحاولوا رمي التقصير على غيركم، فلو كنتم أصحاب هيبة لهابكم الآخرون.
على الأقل، بينوا للمواطن أنكم «مراقبون» للأموال العامة ليس لفترة ومن ثم نسيان الأمر، وأن القضاء على الفساد هو «هاجسكم»، وهناك الكثير من الأموال التي تم صرفها لجهات من أجل تحقيق منفعة ومردود للاقتصاد الوطني والمواطن البحريني ذهبت دون حسيب ولا رقيب، وعلى سبيل ذلك طيران الخليج «رغم جهود وزير المواصلات حالياً» والمبالغ الطائلة التي صرفت لها، الكثير من شركات الطيران العالمية يرصد لها نصف ميزانية طيران الخليج، وأصبحت الآن في القمة وتمتلك أسطولاً من الطائرات الحديثة والمتطورة، وكذلك مشاريع البنى التحتية من شوارع وجسور يتم رصد ميزانيات لها وفق خطط مدروسة، وبعد ذلك يتم صرف ضعف المبلغ، وأكبر دليل على صحة ذلك تقرير ديوان الرقابة المالية مؤخراً، فما المردود الذي حصل عليه المواطن البحريني جراء كل ذلك؟؟
الكثير من النقاط التي يتم تداولها في مجلس النواب لا أهمية لها في ظل وجود مواضيع أكثر أهمية تتعلق بالمواطن البحريني، مجالس النواب المفتوحة أسبوعياً لا تحقق المبتغى للشعب، رغم وجود مجموعة من النواب وللأمانة تعمل بجهد متواصل من أجل المواطن البحريني، إلا أن غالبية النواب ووعودهم الانتخابية عند الترشح تكون مجرد إعلانات أو حبر على ورق يصل من خلاله إلى المجلس وبعد ذلك يقول للمواطن بطريقة غير مباشرة شكراً.. مع السلامة.
مسج إعلامي
من هموم ومآسي المواطنين التي يواجهونها من بعض الإخوة النواب، يحدثني أحد الإخوة الشباب من المواطنين أنه ذات مرة لجأ إلى نائب بمنطقته من المحافظة الوسطى بقصد الحصول على عمل على اعتبار أنه مواطن جامعي مثقف لكنه عاطل عن العمل لمدة فاقت الثلاث سنوات، فما كان رد النائب إلا أن يقول له «لماذا لا تعمل «تاجر شنطة» أي أن تكون كهربائياً أو مصلح أنابيب «بايبفيتر» وهكذا»، صحيح أن العمل ليس عيباً ولكن من حق المواطن أن يحصل على عمل يليق به، في حين أن إحدى الأخوات تقول: «عندما اتصلت بأحد النواب النشطين من محافظة العاصمة بعد أن ضاق بي الحال وأنا أرى ابني الجامعي عاطلاً عن العمل»، فما كان رد النائب منذ البداية «اذا تبين بيزات ترى ما في».
مثل هذا النائب لا يصلح أن يمثل حتى نفسه، فما بالكم إذا كان يمثل شريحة من المواطنين.
من يترشح ليمثل الشعب فعليه أن يكون مؤهلاً لذلك، وشروط ذلك تتمثل في المواطنة وحسن السلوك والصلاحية، أمور مهمة لكن الأهم أن يرتقي هذا المرشح لمستوى التطلعات من خلال شروط تخص الجوانب الأكاديمية والتعليمية، إضافة إلى الشروط الأخرى، فعضوية المجلس النيابي وسيلة للوصول إلى غاية وهي خدمة الوطن والمواطن، لكن ما يجري حالياً هو العكس، حيث إن المواطن هو الوسيلة للوصول إلى غاية وهي «كرسي المجلس».