خبر طريف تداولته الصحف قبل أيام نقلاً عن وكالات الأنباء الإيرانية، ملخصه أن حوالي 50 في المائة من نسبة اختبارات تعاطي الكحول والمخدرات التي خضعت لها أخيراً الحالات «المشتبه بها» من بين قائدي السيارات في طهران كانت إيجابية «يعني يعطونها.. يعني يشربون».
ففي مقابلة مع وكالة أنباء فارس، قال قائد شرطة مرور طهران «إن 272 حالة من إجمالي الحالات البالغ عددها 526 من السائقين الذين خضعوا لاختبارات تعاطي الكحول والمخدرات خلال الأشهر التسعة الماضية كانت إيجابية» (بزيادة 10%عن نسبة العام المنصرم).
التقرير يشير إلى أن هذا الأمر يأتي على الرغم من حظر الاستخدام والمتاجرة في الكحول والمخدرات في إيران منذ اندلاع الثورة في 1979، كما يشير إلى أنه لا توجد أي ردود فعل رسمية من المسؤولين هناك تعترف بالتقارير بشأن زيادة نسبة استخدام الكحول والمخدرات في إيران، خاصة بين سائقي السيارات، وإلى أنه «ما بين 2011 إلى 2012 سحبت الشرطة الإيرانية تراخيص القيادة من 829 سائقاً، بينهم 43 امرأة، بسبب عدم اجتياز اختبارات تعاطي الكحول والمخدرات».
الخبر مثير خصوصاً وأنه يتحدث عن فئة محدودة خضعت لاختبارات تعاطي الكحول، بمعنى أنه لو تم إخضاع كل الإيرانيين لهذا الاختبار سيصعب تصديق النتيجة! وهذا يعني أن لجوء الإيرانيين إلى أن يتخذوا من «العنب والشعير سكراً» يؤكد أنهم «طفشوا» من النظام الإيراني الذي لايزال «صاكاً على بلاعيمهم»، ذلك أنه لا تفسير لقيام منتمين لثورة إسلامية في بلاد ترفع راية الإسلام وتتحدث باسم الإسلام بشرب «الآبجو» والنبيذ المعتق وتعاطي المخدرات سوى أنهم ملوا وضاقوا من الحال التي صاروا فيها!
ما سبق جزء من المعلومات التي رشحت، فما لم يرشح كثير وفاضح، ويكفي متابعة أخبار السجون في إيران وما فيها من أعداد من الشباب الإيراني المتورط في جرائم أخلاقية لمعرفة الحال التي صاروا فيها بسبب هذا النظام الذي بدل أن يداوي «قرعته» يسعى إلى العبث في رؤوس جيرانه.
في إيران تناول الكحول ممنوع رسمياً لكن الإدمان عليها ظاهرة لا يمكن نكرانها، فعلى الرغم من أن السلطات الإيرانية تتعامل مع تعاطي الكحول والمخدرات بجدية كبيرة وتغلظ العقوبات التي تبدأ بالجلد لتصل إلى الإعدام؛ إلا أن كثيراً من الإيرانيين يغامرون بحياتهم مقابل رشفة يعدلون بها مزاجهم أو يهربون بها من واقعهم الأليم.
إن أخباراً من نوع أن الشرطة تتلف كميات كبيرة من الخمور، ووفاة عشرة في «قم المقدسة» بسبب تناولهم خموراً مغشوشة، أخبار لم تعد غريبة في إيران ولا حتى لافتة، ولهذا تفسيرات عديدة بعضها يتعلق بالظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الإيرانيون وبعضها يعود لـ «التتييت» على الشباب من قبل الملالي الذين يبدو أنهم -والله العالم- لا يخضعون لذلك النوع من الفحوصات!
حسب التقارير فإن الخمور تصل إلى إيران عبر الحدود، خصوصاً من كردستان العراق (نحو 200 ألف شخص يعملون في هذا المجال)، ويتم تصنيعها في المنازل (يعني وطني)، بينما يصل عدد المدمنين على المخدرات ومنها الأفيون والهيروين نحو مليون وربع المليون شخص.
بعض المعنيين بالشأن الإيراني يرون أنه «عندما يتم إغلاق كل الأبواب سوف يفعل الشباب ما في وسعهم لملء أوقات فراغهم وعيش حياة خالية من القيود المفروضة من قبل الحكومة».
ينقل عن طبيب إيراني قوله إنه يرى كل يوم نصف دزينة من المرضى الصغار في السن الذين يأتون لمعاناتهم من الكبد الدهني وارتفاع ضغط الدم والأمراض المعوية نتيجة شرب الكحول.
هنا معلومة أخرى على البيعة.. في إيران يوجد أكثر من ثلاثة ملايين عاطل معظمهم من خريجي الجامعات.
لا نقول إلا الحمد لله والشكر لله الكريم.