كل شيء معد لك سلفاً، فأنت ما إن تهبط روحك في هذه الأرض حتى تبدأ الأرض في توفير كل ما تحتاج إليه للنمو والتوسع، لا تقل إننا نحصل على الفتات، الفتات نعمة من نعم الله، هي التي جعلتك تكبر وتقرأ هذه السطور، لا تقل نحن نسكن تحت سقف بيت آيل للسقوط، فغيرك لا يملك ما تملك من الأمان، هذا الذي تترعرع في ظله.
الله أعطاك كل ما تحتاجه في هذه الحياة، أعطاك القلب النابض، أعطاك العقل المحلل، أعطاك اليدين لاستخدامهما في فعل الأشياء، أعطاك القدمين لتسير بهما نحو ما تريد الوصول إليه، أعطاك الأذنين لسماع أنغام السماء والأرض، أعطاك الشفتين لتقول ما تريد قوله أو لتعبر عن الفكرة التي تريد إيصالها إلى الآخرين.
قبل فترة وصلتنا في «الواتس آب» و»الإيميل» كلمات قوية جداً تعبر خير تعبير عن إرادة الله وإرادة البشر، إرادة الحق وإرادة الباطل، تقول المقالة أو الحكمة الموسعة..
أراد إخوة سيدنا يوسف أن يقتلوه (فلم يمت).. ثم أرادوا أن يمحى أثره (فارتفع شأنه).. ثم بيع ليكون مملوكاً (فأصبح ملكاً).. ثم أرادوا أن يمحو محبته من قلب أبيه (فازدادت)..
فلا تقلق من تدابير البشر، فإرادة الله فوق إرادة الكل، عندما كان يوسف في السجن كان الأحسن بشهادتهم «إنا نراك من المحسنين»، لكن الله أخرجهم قبله، وظل هو -رغم كل مميزاته- بعدهم في السجن بضع سنين، الأول خرج ليصبح خادماً، والثاني خرج ليقتل، ويوسف انتظر كثيراً.. لكنه خرج ليصبح عزيز مصر، ليلاقي والديه وليفرح حد الاكتفاء.
إلى كل أحلامنا المتأخرة، «تزيني أكثر، فإن لك فأل يوسف».
وينتهي الكلام بالقول.. إلى كل الرائعين الذين تتأخر أمانيهم عن كل من يحيط بهم بضع سنين، لا بأس.. دائماً ما يبقى إعلان المركز الأول لآخر الحفل، إذا سبقك من هم معك فاعرف أن ما ستحصل عليه أكبر مما تتصور، وتأكد أن الله لا ينسى.. وأن الله لا يضيع أجر المحسنين، فكن منهم.
هل تريد معادلة.. تريد الصحة عليك بالصيام، تريد نور الوجه عليك بقيام الليل، تريد الراحة عليك بترتيل القرآن، تريد السعادة صل الفريضة بوقتها، تريد الفرج لازم الاستغفار، تريد زوال الهم لازم الدعاء، تريد زوال الشدة قل لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، تريد البركة أكثر من الصلاة على النبي محمد وعلى آله الطاهرين، تريد أن تحترم بين الناس احترم الناس، تريد الخير لنفسك تمنى الخير للآخرين.
من هنا نرى أن كل إنسان على وجه الأرض، مهما كان لونه أو جنسه أو دينه أو لغته، قادر على تحقيق جميع الأحلام التي يحلم، والأهداف التي يريد الوصول إليها، إذا اكتشف البوصلة التي تقوده إلى النجاح في الحياة، أعني أن يضع إرادته في الإرادة الأعلى، إرادة الله التي حددت مسارات أكبر المجرات إلى أصغر الذرات، لهذا ضع نفسك تحت إرادة الواحد الأحد وسترى إرادتك تتوسع وتعطيك ما ترغب في الحياة.