رفع مواطنون من منطقة البديع العريقة عريضة يطالبون فيها من الجهات ذات العلاقة بتخصيص موقع بديل للتجمعات والتظاهرات بدلاً من الشارع العام الرئيس المؤدي إلى منطقة البديع، هم لا يريدون منعاً للمسيرات على اعتبار أن دستور المملكة والقوانين كفلا حرية الرأي والتعبير.
لكن هل يحق لتلك المسيرات أن تتحول إلى أعمال شغب من تخريب وحرق الإطارات وتفجير أسطوانات غاز وقنابل محلية الصنع «المولوتوف» وغيرها من الوسائل المستنسخة من إيران وما يسمى «حزب الله» اللبناني، وهذا ما يحدث عادة وبشكل يومي على هذا الشارع الحيوي، وبالتالي تعطيل مصالح عموم الناس، وتعطيل مصالح التجار على اعتبار أن هذا الشارع من الشوارع الحيوية في المملكة التي تكثر فيها المحال التجارية، وهذا ما لا يرضى به أحد على هذه الأرض الطيبة.
تلك المشكلات وردتني من بعض المواطنين في البديع الذين ذاقوا المر من تلك الأعمال الإرهابية والتي حدت من حريتهم في التنقل، فأصبحوا وكأنهم مقيدون، فالداخل لا يستطيع الخروج إلا بالمشقة، والعكس صحيح، خاصة في الإجازة الأسبوعية، حيث «يتفنن» الإرهابيون في إظهار «إبداعاتهم» في تلك الإجازة التي هي متنفس الناس بعد ضغوط الأعمال طوال الأسبوع، ولكن أهالي البديع حكم عليهم من قبل تلك الفئة الخارجة عن القانون بـ«الإقامة الجبرية» في منطقتهم حتى لا تنالهم تلك الأعمال الإرهابية بالسوء هم وأطفالهم.
مع الحزم المفقود في التعامل مع الإرهاب، وتحت بند «الحقوق» عاث المجرمون فساداً في الأرض، أما في أحداث «وول ستريت» في أمريكا، والإرهاب في لندن خلال العام 2011، فإن لغة الحزم والصرامة التي تعاملت بها كل من أمريكا وبريطانيا هي اللغة والطريقة الصحيحة لحفظ البلاد والعباد، وكانت تلك الطريقة هي السبب الرئيس في وقف تلك الأحداث وعدم تفاقمها أو التفكير بـ«تكرارها»، وهم لم يقوموا سوى بـ«تطبيق» القانون بالشكل الصحيح، ولكننا هنا لانزال نعيش تحت بند «الحقوق والحريات» وبالتالي مُنحَ الإرهابيون «امتيازاً» لا يحلم به مواطنو بريطانيا وأمريكا، وهكذا هي صورة البحرين الآن، فهنيئاً لكم «الحقوق والحريات» ولكم أن تستمروا في أعمال التخريب والفوضى وسد الطرق بالإطارات المشتعلة والمولوتوف، حتى يصحو القانون من «سباته».
وعودة لعريضة أهالي البديع، فإنهم وفوق معاناتهم تلك، كانت وقفة من يمثلهم وينقل صوتهم غائبة هي الأخرى كحال تطبيق القانون الحازم، حيث لم يتجاوب من هو مسؤول أمام الله ثم القانون عن التجاوب مع تلك العريضة التي يطلب فيها أهالي البديع نقل المسيرات إلى أماكن أخرى غير مكانها الحالي في شارع البديع، ووجد الأهالي مماطلة «ممثليهم» وعدم ردهم على اتصالاتهم المتكررة، والسؤال هو؛ في ظل هذا التقاعس من جميع الأطراف لأهالي البديع الكرام، فما عساهم أن يفعلوا، هم مواطنون يعلمون أن القانون لا يطبق باليد، وأن لديهم من يمثلهم في مجلس النواب والمجلس البلدي، ولكن بسبب «احترامهم» لأنفسهم ولقانون البلاد وجدوا أن «طقتهم ضايعة».. لكم الله يا أهل البديع.
- مسج إعلامي..
يحدثني بعض الإخوة والأخوات من المواطنين الغيورين على وطنهم القائمين على عريضة أهالي البديع، بأنهم يتمنون من وزير الداخلية معالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، النظر إلى هذه المسألة المهمة، واستقبال ممثل عنهم حتى يسلموا لمعاليه العريضة، وأكرر -ممثل عن الأهالي الموقعين على العريضة وليس المتهربين منها- خاصة وأن حال أهالي البديع أصبح لا يطاق بسبب الازدحام والفوضى، فأبسط مثال لو كان هناك مريض بحاجة ماسة إلى إسعاف والمسيرات قائمة ماذا سيكون حاله؟ فضلاً عن أن الكثير من أصحاب المحلات التجارية خسروا زبائنهم بسبب استمرار أعمال التخريب وترويع المواطنين والمقيمين منذ أزمة 2011.
نحن على ثقة بأن طلب الأهالي سيصل لوزير الداخلية وسيعلم به، خاصة في ظل التوجيه والاهتمام الكبير من القيادة الرشيدة بتواصل الوزراء والمسؤولين مع المواطنين والحرص على تحقيق مطالبهم، لذلك نتأمل خيراً بالنسبة لعريضة أهالي البديع الكرام.