حين وصل وزير الخارجية الأمريكية إلى لبنان قبل أيام، وأطلق تصريحات كانت تكشف عن الضعف الأمريكي من جهة (في هذا التوقيت من بداية ساعة أفول الشمس عن الامبراطورية الأمريكية). ومن جهة أخرى كشفت حجم التحالف والتوافق والتعاون الأمريكي الصفوي في المنطقة.
جون كيري طلب مساعدة حزب الشيطان من أجل استقرار سوريا، وكان تصريحاً مضحكاً تتجلى فيه حالة الضعف والتخبطات الأمريكية، أو حالة التفرج الأمريكي من بعد أن كان الأمريكان هم من يملكون المسرح ويملكون كل الأدوار.
حزب الشيطان من بعد أن كان منظمة إرهابية عند الأمريكان أصبح اليوم يشبه الشريك الذي يطلب منه مساعدة الأمريكان لإحلال السلام في سوريا، وهو الحزب الإرهابي، وهو الذي يشكل فرق قتل وهو الحزب الإجرامي في سوريا.
لكن بإذن الله ستكون سوريا أرض استنزاف للحزب الاجرامي، وأرض هزيمة يوم بعد آخر، ولله حكمة فيما يجري في سوريا.
الوثائق السرية الأمريكية كشفت أمس حجم المؤامرة الأمريكية على دول المنطقة، والبحرين والسعودية ومصر، وقد طرحت أمس الأول صورة لهذه المؤامرة التي لم تتحقق للأمريكان حين أرادوا تمكين المتطرفين الشيعة من الحكم في البحرين، وبالتالي تصبح بوابة للعبور إلى السعودية على اعتبار أن المنطقة الشرقية بعضها مهيئ لضرب السعودية من داخلها.
المشروع الذي كانت البحرين إحدى الدول التي كان يراد لها أن تدخل عملية الفوضى (كون خناجر الخاصرة متوفرة في البحرين)، وبالتالي يتم فرض الوصاية الأممية على البحرين، من بعدها تلعب امريكا من خلال هذه المنظمات لعبتها القذرة لتمكين المتطرفين الشيعة من الحكم.
أمريكا حليف لدول الخليج، لكنها حليف ليس نزيهاً ولا شريفاً، ولا يمكن الوثوق به، تاريخ أمريكا مع حلفائها يقول ذلك، منذ حكم شاه إيران، مروراً بكل الحكام الذين تآمرت عليهم أمريكا من بعد ما كانوا هم أداتها في المنطقة.
من المهم اليوم أن يتشكل المحور القوي خليجيا وعربيا، إن كان الاتحاد الخليجي سيتكون من ثلاث دول، ليكن ذلك، من أراد أن يكون ضمن الاتحاد فهذا أمر طيب، ومن أراد أن بقى يراهن على الأمريكان والإيرانيين فليكن ذلك خياره.
المحور الخليجي المصري الأردني من جهة، والباكستاني من جهة أخرى حتى وإن كان التحالف مع باكستان بنسبة أقل، إلا أن هذا الحلف يجب أن يرى النور، وأن يكون له دوره في المنطقة.
الرئيس أوباما سلم بالأمر، وقدم التهنئة للسيسي، أمريكا لا تملك اليوم أن تملي على أحد كما كانت، ولا ينبغي التعويل عليها أبداً، حتى وإن كانت هناك اتفاقيات، من انقلبت أمريكا عليهم من حلفائها كانت تجمعها معهم اتفاقات وتعهدات، لكنها انقلبت عليهم ساعة ما أرادت وتغيرت الموازين.
التحالف الأمريكي الصفوي واضح وضوح الشمس بالمنطقة، من إيران إلى العراق إلى سوريا، وحين أراد الغرب والصهاينة إيقاف البرنامج النووي العراقي في الثمانينيات، مرت الطائرات الصهيونية على الدول العربية لتقصف المفاعل النووي العراقي.
اليوم هم يعقدون صفقات مع الإيرانيين من أجل أن يبقى البرنامج النووي الإيراني، والذي تقول عنه إيران إنه سلمي، بينما كل العالم يعرف أنه ليس كذلك.
كل الوجوه التي شاهدتموها خرجت في أزمة البحرين 2011 إنما هي وجوه صنعتها أمريكا للحظة التغيير التي كانوا يخططون لها، تم تدريبهم تحت عين الدولة البحرينية، كل الوجوه (التي عليها غضب الله) التي تريد أن توهمنا أنها وجوه دعاة حقوق إنسان إنما هي صنيعة أمريكا.
كل الصحف التي تحصل على جوائز أمريكية، فإن أدوات هذه الصحف صنيعة أمريكية.
لا يوجد أكذب من الاثنين، الأمريكان والصفويين، وقد اجتمعا علينا في مؤامرتهم، لكن الله أفشلهم من عنده، ووفق قادة الدول لاتخاذ مواقف وقرارات تفشل مؤامرتهم علينا.
الصورة لدى الناس والقيادة واضحة لمؤامرة الأمريكان لتمكين الصفويين، لكن ماذا بعد ذلك؟
وإن أردتم الحقيقة، فالصورة واضحة لدى الناس عن المؤامرة منذ محاولة انقلاب الثمانينات، لكن ماذا بعد؟
هل تتفرج الدولة على من يتآمر عليها؟
حين خرجت مظاهرات وطنية في مناطق بعينها في أوائل ومنتصف القرن الماضي فعلت الدولة ما فعلت لإفراغ المناطق من أهلها، بينها لم يكن لتلك المظاهرات تآمر على الحكم.
بينما الذين يتآمرون على الحكم ماذا فعلت الدولة لوقف مؤامراتهم المتواصلة؟
هل تظنون أن أحداث 2011 هي آخر الأحداث؟
هل تظنون أن ما يريدون تمريره من تعديل للدوائر الانتخابية هو مطلب ديمقراطي؟
إنهم يريدون السيطرة على الدولة من الداخل أكثر مما يتم اليوم، ويريدون أن تدخل الدولة حالة الشلل وحالة لبنان، إلى أن تميل لهم الكفة، ويستولون على كراسي القرارات.
الترتيبات الخليجية والعربية والإقليمية بطيئة لكنها تسير، لكن ماذا عن الداخل في البحرين؟
هل تقفون مكتوفي الأيدي حيال من يتآمر على الدولة منذ سنوات وحقب؟
** رذاذ
اختلفت الرؤى مع تركيا في موضوع مصر تحديداً، هذا الاختلاف شكل بعض الفجوة بين دول الخليج ومصر من جهة، وتركيا من جهة أخرى.
لا ينبغي أن يترك هذا الاختلاف مع تركيا دون حل، الأتراك يفهمون لغة المصالح، فينبغي بناء العلاقات والمصالح مع تركيا، هي عون لحلف الخليج ومصر والأردن في مواجهة الصفوية والصهيونية والامبريالية الأمريكية.