ببحث بسيط في «غوغل» حول التجسس الأمريكي، ستجد أن هناك العديد من النتائج والأخبار والأحداث التي حصلت في مختلف الدول حول العالم، عوضاً عن تصاعد القضية في الوقت الراهن في الاتحاد الأوروبي.
إن الوضع يدل على أن سفارات الولايات المتحدة لها مكاتب تجسسية استخباراتية في كل العالم، بما في ذلك البحرين، الأمر الذي يدعو لاتخاذ إجراءات أمنية أكبر تجاه هذا الموضوع.
فإذا علمنا أن الولايات المتحدة الأمريكية لها سفارة في المملكة منذ عقود، وإذا رأينا أن موقفها من أحداث المملكة كان موقفاً في غاية الخزي، فالسؤال الذي يطرح نفسه: «ما الذي يمنع السفارة من التجسس على المسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين لصالح الوفاق؟».
إذا كان الرئيس أوباما نفسه يوصي بالوفاق خيراً ويدافع عنها بخطاباته بصفتها حزباً سياسياً سلمياً ديمقراطياً، لا تابعاً إرهابياً لولاية الفقيه، وبرصد تحركات السفير المكوكية في تلك الفترة الماضية للعديد من المسؤولين، ألا يستفز ذلك المواطن البحرين للسؤال عن عمليات التنصت التي تقوم بها السفارة وعلى من تتنصت؟»، أعتقد أن هذا السؤال علناً أصبح مشروعاً بعد الأحداث العالمية؟
إذا كانت الولايات المتحدة تتنصت على إسبانيا، مصر، ألمانيا، فرنسا، وغيرها الكثير ممن لا نعلم، فهل نستبعد أن تتجسس الولايات المتحدة على البحرين؟.. وإذا كان ضحية التجسس في تلك البلدان رؤساء دول ورؤساء مجلس وزراء، فهل نستثني أحداً من المسؤولين في المملكة؟. لا أعتقد ذلك.
الواجب الآن أن تقوم وزارة الداخلية بالتعاون مع الحكومة الإلكترونية باتخاذ إجراءات احترازية متقدمة ومتطورة لعمل «حواجز صد» ضد تلك الأعمال إن كانت موجودة، فالثقة في الحلفاء أصبحت معدومة، وأنصح المسؤولين الذين يريدون أن يعقدوا اجتماعات سرية أن يؤجلوها قليلاً، لحين إيجاد حل أمني مع هذه المشكلة!.
في كل الأحوال، هذه الحوادث مناسبة للحديث عن موضوع العلاقات الأمريكية بالخليج، فالتقارب الأمريكي الإيراني أكثر ما يمكن وصفه بأنه «التحالف الغادر» وهو عنوان كتاب للكاتب « تريتا بارسي» الأستاذ في العلاقات الدولية في جامعة «جون هوبكينز» والذي ولد في إيران ونشأ في السويد، فالاطلاع على هذا الكتاب أصبح مهماً في هذه اللحظات. فالكتاب يحتوي على العديد من الوثائق والمقابلات مع مسؤولين رفيعي المستوى عن و«يفسر طبيعة العلاقة بين إيران أمريكا وإسرائيل، و قد نجح الكاتب من خلال الكتاب في تفسير النزاع الكلامي ضمن إطار اللعبة السياسية التي تتّبعها هذه الأطراف الثلاث».
إن مواجهة التحالفات «الغادرة» لا يمكن أن تأتي إلا بإيجاد تحالفات مضادة تتخذ قرارات سياسية جادة على غرار قرارات مقاطعة مجلس الأمن، وذلك دفاعاً عن الأمن القومي الخليجي والعربي معاً، فالتحركات الدولية يجب أن تتكاثف في هذه الفترة بين الدول العربية والإسلامية الكبرى لكبح جماح المخططات التي تحاك ضد الخليج والبحرين خصوصاً.
هناك تحذير أطلقه الدكتور عبدالله النفيسي على حسابه الرسمي في تويتر، أعتقد أنه تحذير يستحق التأمل والوقوف معه بجدية، يقول في آخر تغريداته: «التصريح الأمريكي بأن التقارب مع إيران لن يكون على حساب دول وشعوب مجلس التعاون الخليجي تصريح غير صحيح.. أجزم بأن التقارب الأمريكي الإيراني سيكون على حسابنا وستبدأ العجلة تدور مع ديسمبر في البحرين».