- عندما تجد الإعلاميين الخليجيين والعرب يسألون في الملتقيات الإعلامية التي تجمعهم بالبحرينيين؛ لما قناة البحرين متأخرة عن ركاب القنوات الفضائية رغم أنها كانت تقود الإعلام الخليجي ورائدة فيه، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.
- عندما تكتشف أن الإعلام البحريني المرئي يسير على نفس الرتم دون تطوير أو تغيير في نمط برامجه، ودون أن يحلق في فضاء التطوير والنقلة النوعية التي تتماشى مع الفضائيات التي باتت تستقطب ملايين المشاهدين، رغم أنها فضائيات حكومية، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.
- عندما تكتشف أنه رغم كل العناوين الجميلة اللافتة لتطوير الإعلام؛ إلا أنه يسير في حلقة مفرغة دون استراتيجية ودون أهداف ودون دراسات وتحليل للساحة، دليل ذلك أنه لم يستطع حتى اليوم القيام بما يقوم به الإعلام الحديث في معالجة قضايا وظواهر المجتمع وإنهاءها أو تغييرها، وتكوين اتجاهات في الرأي العام يحركها ويجعلها قوة مؤثرة في أي قضية وطنية، بل رقم صعب في معادلة جماهير الرأي العام العالمية، والأدهى أن معظم من يصلون لمناصب إعلامية متقدمة لم يدرسوا هذا التخصص الدقيق في الإعلام، ولا يعرفون كيف يدرسون ويحللون الساحة ويضعون استراتيجية إعلامية بأسلوب علمي مقارنة بالدول المتطورة التي تسير على التخصصات الدقيقة والمؤهلات العملية في مسألة تنصيب القياديين القائمين على وضع الاستراتيجيات الإعلامية وتحليل الساحة عند تصميم السياسة الإعلامية للبلد، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.
- عندما تمر أكبر أزمة أمنية في تاريخ البحرين وتكتشف أن الإعلام غير قادر حتى على إبراز القضية بالشكل الصحيح خارجيا، ومعظم الإعلاميين لا يجيدون اللغة الإعلامية الخارجية ولا لغة الخطاب الإعلامي الذي يؤسس على المعايير الحقوقية والمهنية، بل إنهم حتى لا يجيدون اللغات الأجنبية ولم يهيؤوا لأي معارك إعلامية، اعلم أن هناك أزمة إعلامية كبيرة مختبئة لم ينتبه لها أحد من سنين.
- عندما تكتشف أن أساس القائمين في العمل التلفزيوني والإذاعي يوضعون في أدنى سلم الهيكل الوظيفي رغم انتظارهم عشرين سنة، اعلم أن هناك خللاً كبيراً وفاجعة قادمة أخرى تنتظر الإعلام البحريني.
- عندما تجد المراسل يعمل لأكثر من 9 ساعات متواصلة ميدانياً وينتقل من تغطية إلى تغطية أخرى تحت ضغوط وظروف العمل ويوميته عشرة أو عشرين ديناراً، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.
- عندما تجد الفرق الشاسع بين الإعلامي البحريني والإعلامي العربي من كل النواحي سواء المميزات الوظيفية -التدريب والتطوير والتأهيل- عدد المشاركات الخارجية والدورات حتى من ناحية الراتب الذي في دول عربية فقيرة ومتنامية يكون أعلى من راتب الإعلامي البحريني، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.
- عندما لا تجد قادة الإعلام وكبار مسؤوليه يجالسون الإعلاميين ويستمعون لهم ويحاولون ملامسة واقعهم وأخذ فكرة ميدانية عما يجري في البيئة الإعلامية ودراستها بشكل متعمق، اعلم أن هناك خللاً ما.
- عندما تجد خريج الشهادة الجامعية للإعلام الحديث، الذي نصف تخصص دراسته التطبيق العملي والتأهيل للميدان الإعلامي، جالساً في المنزل وشهادته معلقة على الجدران كديكور وله خيار دراسة تخصص آخر بعيد عن الإعلام حتى يتوظف في ميدان آخر والبيئة الإعلامية البحرينية لا توفر له أي فرص لتطبيق ما درسه، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.
- عندما تسترجع نصف ميزانية الإعلام ولا تستخدم في كل سنة من باب التوفير والتقشف، رغم أنها شريان التنمية والاقتصاد في الوطن، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.
- عندما يمر الإعلامي في الوزارة فيجد برنامج الطبخ يقدم في إحدى الممرات ونصف الإعلاميين ملابسهم تعلق فيهم روائح الطبخ و»الحمسه» وكل المذيعين والمعدين ليس لديهم مكاتب ولا أجهزة كمبيوتر ويعملون في جو غير صحي بالمرة، اعلم أن هناك خللاً ما.
- عندما ينشغل الإعلامي بالمطالبة بصرف «جم» دينار لشراء القهوة والشاي وينشغل بهذا المطلب الذي يعتبر من حقوقه ويتابع إدارياً فترة طويلة حتى يعلن بين زملائه أنه انتصر لا في معركة إعلامية بل في معركة الشاي والقهوة، وتجد أحد المذيعين يتأثر ويعلق؛ 30 سنة عملت فيها هنا ليل نهار وفي مختلف الظروف ولم يمنحني أحد يوماً كوب شاي أو قهوة، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.
- عندما يقول أحد الإعلاميين: «أكثر ما تعلمته في عملي الإعلامي التأقلم مع الطبيعة ومخلوقاتها المتمثلة في الحشرات التي تملأ المكان من صراصير وفئران وبعوض يلسع جسدي، وعندما أجد النمل يدور حول الكرسي الذي أجلس عليه ويسير على ملابسي واضطر لإزالته وإنزاله بسلام على الأرض دون قتله لخوفي من أن يشتكيني فتنقض علي عشيرته المجتمعة في كل زوايا المكان»، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.
- عندما لا يكون هناك شيء يشعل الأمل بداخل وبنفس الإعلامي على تغير الحال وتبدله غير الكلام الهلامي المطاطي الذي تتبدل عناوينه كل مرة دون فعل والوعود الفارغة دون نتائج أو واقع يلامسه عن قرب، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.
- عندما لا ينتبه المسؤولين أن تطور قطاع الإعلام يعكس تطور البلد أمام المحافل الإقليمية والدولية، فهو واجهه البلد الأولى أمامهم ولا يحقق أي رؤية للقيادة ولا يعد أحد مصادر الدخل الاقتصادية للبلد، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.
- عندما يكتشف الإعلامي البحريني أنه أمام معادلة صعبه تتطلب منه بدل التركيز على عمله، ودوره الريادي الهام في قضايا الوطن أن يتحول إلى محامي يطالب باستمرار بحقوقه الوظيفية، وبحقوق برامجه ومتطلبات عمله من توفير الإمكانيات الفنية اللازمة لتجهيز الاستوديو بحيث تتفق مع احتياجات الإنتاج الحديث، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.
- عندما تجد الإعلامي يعمل لأكثر من عشرين سنة دون أن يصل إلى أي منصب قيادي ودون أن يؤهل ويهمل، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.
- عندما تجد كل الدول الخليجية والعربية واجهاتها الإعلامية وسفراء أوطانها إعلاميين من أبنائها المواطنين، إلا الإعلام البحريني أبنائه «عيال الديرة» لا يظهرون ولا يبرزون ويهمشون، حتى الإعلامية البحرينية «التي ترتدي العباءة والحجاب الأسود» لا تظهر بسبب سياسة عدم حب إبراز الزي الوطني التقليدي على الشاشة، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.
- عندما لا يحتسب الإعلامي أنه مبدع وله مواهبه وإمكانياته التي تدخل في حساب كنوز الوطن وأنه يجسد استثمار خارجي للوطن ولا يحافظ عليه ويترك يتسرب إلى الخارج، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.
- عندما تكتشف أن معظم من نهض بالإعلام الخليجي في الدول المجاورة هم بحرينيون من صوت وإضاءة وإخراج ومذيعين ومعدين وفنانين وصحافيين وكتاب، اعلم أن هناك خللاً كبيراً.