هل علمتم الآن مع أي نوعية من البشر اليوم تتعاملون؟ وهل علمتم اليوم بواطن وخفايا صدور من تدعونهم للحوار؟ هل سمعتم وقرأتم كيل الشتائم التي صبتها الوفاق على نبيل الحمر، المستشار الإعلامي لجلالة الملك، لمجرد أنه قال «البحرين ستبقى عربية ولن تكون يوماً فارسية»، نعم هم يسبون ويشتمون الحكام في كل تصريح وبيان وعلى كل قناة وإذاعة، فهذا حلال يدخل ضمن الحرية والديمقراطية، ولكن عندما يدافع أحد عن البحرين أو يقول كلمة حق، فهو في نظرهم سوقي ورخيص، وذلك كما جاء في ردة فعل الوفاق على الحوار الذي أجرته لـ CNN مع السيد نبيل الحمر الذي قال «أن ما جرى فيها على يد المعارضة الداخلية لا تقبل به دولة في العالم»، فهل هذا كذب وافتراء وتلفيق؟ وهل هناك دولة في العالم تتعرض لمؤامرة انقلابية تطالب بإلحاقها بدولة أخرى وتحرق شوارعها ويقتل رجال أمنها ويدمر اقتصادها، ثم تصمت؟ فأي دولة هذه التي تقبل أن تهددها جمعية سياسية أو ميلشيات إرهابية تعبث في أرضها مثل ما تعبث ميلشيات الوفاق في أرض البحرين فساداً وخراباً ومنذ 3 سنوات، ثم تأتي الدولة تطبطب عليها وتدعوها في قصورها وتجلس معها، ألم تسحب أمريكا أساطيلها وطائراتها إلى أفغانستان لأن عملية إرهابية استهدفت لها برجاً، فاحتلت بعدها بلد بدعوى مكافحة الإرهاب، فكيف إذا كانت هذه الخلايا الإرهابية تحمل الجنسية الأمريكية وتعلم بمساكنها وأماكنها، فهل سترسل لها المراسيل بالورود والرياحين كما فعلت الدولة مع الخلايا الإرهابية.
هذه هي الوفاق التي تدعي بأنها تطالب بالديمقراطية والحرية اليوم تهاجم نبيل الحمر وتوصفه بأخبث الأوصاف فتقول عنه «يعكس إفلاساً سياسياً وانعدام الحس الوطني ويكشف خللاً مهنياً وأخلاقياً كبيراً يعيشه الحمر ومن يقف خلفه وتمارس عبر أبواقها الرخيصة كل أشكال التفسخ الإعلامي عبر نشر الأكاذيب والتلفيقات واستهداف العقائد الدينية والقيم الأخلاقية والنسيج الاجتماعي».
ونرد هنا على الوفاق؛ هل التآمر على البحرين مع إيران وأمريكا هو مقياسكم الوطني؟ هل الزيارات التي قام بها أعضاء الوفاق بعد جلوسهم مع ولي العهد هي من سمو الأخلاق وكمال الوطنية؟ وهل في نظركم الخروج على القنوات الإيرانية والأجنبية والفبركات الإعلامية التي تمارسها أبواق الوفاق هي المهنية والأخلاقية، وليت السب والشتم توقف عند هذا الحد، بل واصلت الوفاق شتمها فقالت «إن نبيل الحمر له دور بارز في الإثارات الطائفية ويهاجم بشكل سافر التنظيمات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية بأسلوب سوقي رخيص ويقوم بالتهريج».
ونحن هنا لا بد أن نرد على الوفاق هل أصبحت المبادىء لديكم هي شتم الحكام والاستهزاء بالدولة والطعن في شرعيتها، أم أن تنظيماتكم السياسية هي الدولة وشخصياتكم هم الحكام، وذلك عندما تحللون شتم الدولة ورموزها، وتطعنون في شرعيتها، فها أنتم تخاطبون الدولة وتقولون لها «اخرسي»، وتصفون حكامهم بالدكتاتوريين، كما تهينون مؤسساتها الأمنية والعسكرية وتسمون رجالها بالمرتزقة، وتسمون شعبها الأصيل بالبلطجية، ثم نبيل الحمر لم يحمل لافتات كتب عليها «يا للثارات»، ولم يفتِ بـ «اسحقوهم» كما أفتى عيسى قاسم، وذلك كي تدعون بأنه يثير الطائفية ويفتت نسيج المجتمع، الذي فتته إعلامكم وسيوفكم وإرهابكم، وذلك عندما خرجتم تطالبون حكام البحرين وشعبهم بالرحيل.
لكن لا نلومكم، فقد كانت الصدمة قوية لأنكم تعودتم على الطبطبة والصمت من الجانب الرسمي منذ 3 سنوات، ولا زال يدغدغكم ويأخذ بخاطركم حتى قام بإنتاج أغانٍ وإخراج مسرحيات يستجدي فيها رضاكم ويسأل حنينكم، وهاهو علي سلمان في خطبة الجمعة في 27 ديسمبر 2013، يوصف الإعلام الرسمي فيقول «نحن الآن كمرحلة ثورة، ليست لدينا مشكلة مع الاعلام الرسمي، نحن مرتاحون من أدائه، لأنه إعلام لا يضيف ولا يستطيع أن يغير شيئاً»، فلذلك كانت صدمة قوية لم يتوقعها قادة المؤامرة، عندما تحدث مسؤول بمستوى نبيل الحمر وقال بكل جرأة «ما حصل في البحرين لم يكن مسألة مطالب شعبية.. ماذا يمكن أن نسمي من بدأ بالحراك في 14 فبراير 2011 عندما وقف أحد القياديين وهتف بالقول «نعلن قيام الجمهورية الإسلامية».
فهذه هي نوعية البشر الذين تتعامل معهم الدولة، وهاهم يخرجون ما في بواطنهم وما تخفي صدورهم، وها هي شتائم يكيلونها لمجرد أن مسؤولاً في الدولة تحدث بجرأة عما يحدث في البحرين، فهذه هي ديمقراطيتهم التي لا تؤمن بوجود الآخر، إنها الديمقراطية المقتبسة من ثورة الخميني، والتي أكد عليها أحد قادة الانقلاب، جعفر العلوي، في حديثه لوكالة أنباء فارس «إن الثورة الإيرانية التي قادها الخميني في تحديه وتصديه لشاه إيران، هي نبراس لهم لإسقاط النظام في المملكة الخليجية».
إذاً مستشار جلالة الملك للشؤون الإعلامية لم يلفق ولم يكذب، وإنما قال الحق الذي يجب أن يصدح به كل مسؤول في الدولة، لأن الدغدغة والطبطبة هي التي جعلت هؤلاء الأقزام تسول لهم شياطينهم بالاستيلاء على الحكم.. فشكراً لمستشار جلالة الملك.. نعم ستبقى البحرين عربية خليفية ولن تكون يوماً فارسية، فقد قلت الحقيقة التي كان ينتظرها شعب البحرين الأصيل منذ 14 فبراير 2011.
- في الجرأة..
هذا عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أحد علماء الصحابة يتحدى زعماء قريش وهم في عزهم ودولتهم، وهو الضعيف من ناحية العشيرة، فيجهر بالقرآن أمامهم في المسجد الحرام، ولم يكن يستطيع الجهر به آنذاك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلة عدد المسلمين وشدة الضغط عليهم من الكفار.