السادة الأفاضل المعنيين بالأمر في مملكة البحرين..
ماذا بعد؟!!
وقد كشفت لنا الأجهزة الأمنية في بلادنا إحباطها لعمليات تهريب إرهابية كانت كفيلة بأن تودي بنصف المملكة وما عليها، وتلقي بها في جب التهالك والضياع..
ماذا بعد؟!!
وقد فقدت فئة لا يستهان بها من المواطنين المخلصين صبرها في تحمل مسلسلات الإرهاب المتكررة وبمستويات متفاوتة في كل وقت، في المناسبات والإجازات بل وحتى في أوقات الذهاب من وإلى العمل، حتى بدأ البعض بالتساؤل إن كانت البحرين بيئة مناسبة للعيش الآمن، بل على أقل تقدير للعيش المستقر، رغم كل ما نحاول أن نعكسه خلاف ذلك من استقرار واتزان.
ماذا بعد؟!!
وقد ثبت تورط الحكومة العراقية في عمليات التهريب الأخيرة، والتي اتخذتها إيران بوابة أخرى للدخول إلى الخليج وتهديد استقراره وأمنه، بصفتها أحد أذرع الإرهاب القابعة تحت الهيمنة الإيرانية بشكل أو بآخر، وضلع من أضلاع ولاية الفقيه في العالم الإسلامي الآخذ في الامتداد يوماً بعد يوم. فضلاً عن الدور السوري باعتبار سوريا إحدى محافظات إيران السياسية.
ماذا بعد؟!!
وقد قررت عمان الانسحاب من الاتحاد الخليجي، وكثير من العراقيل التي لم تذلل بعد، تحول دون قيامه على عجالة، وليس ثمة مواقف خليجية إيجابية تشهدها الساحة تخطب ود عمان مجدداً؛ ما ينآى بنا عن خطر شبه حتمي في التعاون مع إيران وانقلاب الشراكة العمانية مع الخليج على عقبيها.
ماذا بعد؟!!
إن لم تلتفت دول الخليج العربية لاحتواء المقاومة والانتفاضة العراقية ودعمها، لما يترتب عليه من حماية لأمن الخليج، واستعادة واحدة من أهم الدول التي أسهمت لفترة من تاريخها في صنع الاستقرار العربي، والثقل العربي، والمجد العربي، والشرف العربي، والمكانة العربية التي ذهبت أدراج الرياح بذهابها وغيرها من الأخوات العربيات من الدول.
ماذا بعد؟!!
إن اكتفت البحرين بالاستنكار والاستشجاب والإعراب عن الاستياء، فيما يصدر العدو ثورته يومياً بشتى الوسائل والطرق، تعدياً على كل الحدود، وخرقاً لكل القوانين والأنظمة والأعراف المعمول بها دولياً، والساحة الدولية في حالة من صمت الشماتة، أو جعجعة التقية التي امتهنها الساسة في المجتمع الدولي. فلا حقوق إنسان ولا غيرها.!!
ماذا بعد؟!!
إن لم تتخذ البحرين عقوبات صارمة تصل «على أقل تقدير» إلى الإعدام، تجاه المقبوض عليهم في عمليات التهريب الإرهابية، بل وإجراءات حازمة بحق المتورطين في هذا الإرهاب النتن، كالحكومة العراقية والإيرانية وأطراف الدعم السوري، وقطع العلاقات معها، بدلاً من التكهنات بعلاقة شبه إيجابية مع إيران، التي تأتي مواقفها كل مرة بما يؤكد من تحذيراتنا التي لا تلقى لها الجهات المسؤولة بالاً تحت آلاف الحجج التي تجعل منا جميعاً؛ كتاب وإعلاميين ومحللين ونشطاء سياسيين وغيرهم، من ناقصي العقل والدين.!! مع العذر لهؤلاء على تلك الاستعارة.
ماذا بعد؟!!
ودور الدبلوماسية البحرينية، وسياستها الخارجية لا يتعدى المثل القائل: «أسمع جعجعة ولا أرى طحناً».
أما بعد..
تتلخص رسالتي للجهات المسؤولة في الاعتذار عن جعجعات تمتلئ بها صحفنا المحلية وقنواتنا الإعلامية –رسمية وغير رسمية- تلك الجعجعات التي ضجت بها رؤوسكم في سبيل ممارستنا لأدنى حقوقنا في حرية التعبير، التعبير عن الرأي الذي لم يعد ذا قيمة تذكر. فلو كان من يتعظ لوجد في كثير مما نكتب مواعظ كانت كفيلة بأن تجنب البلاد والعباد ما نحن فيه.
تتلخص رسالتي في الاعتذار عن صيغة اليأس والإحباط، فإني لا أحسب نفسي من أولئك الانفعاليين في كتاباتهم، ولكن الغيرة على الوطن تبرر كل الانفعالات، وتفسر الغضب، كل الغضب الذي يحتويني وأمثالي؛ فالبحرين لا تستحق ما تمر فيه.. وكفاها ما قاست من الويلات.
مع خالص الحب والألم