انقضى عام 2013، وها نحن على عتبات عام جديد، العام المنصرم كان قد شهد فيه العالم الكثير من المآسي والأحداث الدامية، خصوصاً على عالمنا العربي، بدءاً من العراق وانتهاءً بمصر، حتى أن دول الربيع العربي نراها حتى اليوم في وضع أمني غير مستقر عكس ما كنا نتمناه بعد نجاح الثورات التي أطاحت بأنظمة عفا عليها الدهر وشرب، وكنا نتأمل بأن يكون للشباب العربي دور في نهضة بلدان تلك الدول، إلا أن ثوراتهم سرقت من قبل جماعات سياسية أو دينية اتخذت من أولئك الشباب مطية لتحقيق مآربها السياسية في الوصول إلى السلطة واستغلال الدين ذريعة للأسف الشديد.
خليجياً انتهى العام الماضي دون الإعلان بشكل رسمي عن الاتحاد الخليجي في قمة الكويت لتباين وجهات النظر حيال هذا الاتحاد الذي يعتبر حلماً لشعوب المنطقة، في وقت باتت فيه التكتل والاتحاد ضرورة في ظل التحديات والأطماع التي تحيط بدول مجلس التعاون من قبل إيران وغيرها، بالإضافة إلى التطورات الإقليمية وما يدور في سوريا من حرب يبدو أنها ستطول في ظل نظام إجرامي انعدمت لديه كل معاني الإنسانية حين يقوم بارتكاب مجازر تدمى لها القلوب، هذا النظام الذي دعمته إيران علناً وحزب الله وكذلك مليشيات عراقية شهاراً جهاراً والعرب يتفرجون دون تحريك ساكن.
محلياً ودعنا عام 2013 باكتشاف خلية كانت تعد العدة لعمليات إرهابية لولا ستر الله تعالى ويقظة الأجهزة الأمنية في بلادنا لكانت تلك المضبوطات من أسلحة وأدوات متفجرة أحدثت دماراً في الأرواح والممتلكات من شدة وهول التفجير، نظراً لكمية ما تم ضبطه لدى أولئك الإرهابيين، والذي حاولوا تهريبها عن طريق البحر من إيران والعراق وأسلحة سورية الصنع، حقيقة أن نهاية العام كانت حزينة بالنسبة للبحرينيين الذي صدموا مما شاهدوه عبر التلفزيون، فالبحرين مستهدفة، وهناك من يتربص بها شراً ويسعى لزعزعة الأمن والاستقرار فيها، وبالتالي على الدولة أن تنتبه لمثل هذه المخططات التي تحاك لمملكتنا بليل حالك أسود كسواد قلوب من يضمرون لها الشر، والذي وضعوا أيديهم بأيدي الأجنبي لضرب بلدهم التي ولدوا وعاشوا في كنفها.
الشعب بكل أطيافه مع تأكيدات رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حين أكد أن الحكومة ستتعامل بحزم مع الجماعات الإرهابية وستحبط محاولاتها للإخلال بالأمن والاستقرار، وما توجيهه لوزارة الداخلية بتعقب تلك الجماعات والقبض على أعضائها وتقديمهم للعدالة إلا خير دليل على عزم الدولة الضرب بيد من حديد على الإرهابيين، كما إن للشعب دور في دحر الإرهاب من خلال اليقظة والوعي لما تحيكه الفلول الإرهابية ضد أمن الوطن واستقراره.
إن ما يدعونا للأسف أن هذه المجموعات الإرهابية تتستر خلف شعارات السلمية الزائفة والتي من خلفها قلوب مليئة بالحقد والضغينة على البحرين وتريد بها الشر والدمار بل وتريدها أن تنسلخ من هويتها الإسلامية العربية ولكن بإذن الله لن يتحقق لهم ما يريدون بفضل من الله ثم بحكمة قيادة هذا البلد ممثلة بجلالة الملك ومن خلفه شعب البحرين المخلص الشريف الذي لم ولن يرضى بما يحدث من مؤامرات ضد هذا الوطن العزيز ولن ترتهن لجماعات ارتضت لنفسها أن تكون أداة رخيصة يتم من خلال تنفيذ أهداف وأجندات لدول وجماعات تسعى جاهدة الإضرار بالبحرين.
همسة..
قالها مجد هذا الوطن رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة «لن نسمح أبداً أن تنزلق البحرين إلى ما يريده البعض نحو الفتنة عبر تغذية الطائفية، وواهم من يظن أنه سينجح في ذلك وعليه أن يرجع لتاريخ البحرين ووقفات شعبها ضد كل من يسيء لهذا الوطن».