كانت تبدو في ذلك اليوم غير طبيعية أبداً.. جاءت بوجه شاحب وصوت مخنوق وهي تخبرنا عن صدمتها بابن إحدى قريباتها المتزوج!!
قالت: أتصدقين أنه أخذني بسيارته إلى إحدى المناطق التي تتواجد فيها الفنادق وقال لي: إذا أردتي سأحجز يوماً لي معك هناك «قال لها وهو يؤشر بيده إلى أحد الفنادق» فقد اعتادت المزاح معه والكلام الذي يحمل شيئاً من اللين وهما بالسيارة مع بعضهما بعضاً بدعوى أنه مثل أخيها ومتزوج!!
كان هذا القريب يوصلها بسيارته من منزل قريبتها إلى منزلها، حيث كانت من عائلة منفتحة «أوبن مايد» بعض الشيء و«عادي» لديهم أن يوصلها ابن العم أو ابن الخال بالسيارة من مكان لآخر و«عادي» جداً أيضاً أن يختلطوا ببعضهم بعضاً على وجبات الغداء والعشاء بحجاب وعباءة أو دونهما!! كما كان من العادي جداً أيضاً أن يمزحوا مع بعضهم بعضاً ويتواصلوا بالهاتف وما إلى ذلك!!
تعترف إحدى الفتيات أن أولى قبلات كانت لها مع رجل قبل زوجها، من ابن خالتها وكان عمراهما لا يتجاوز عشر سنوات، حيث كانت تترك معه في السيارة بالخلف فيما والأمان لا تنتبهان عليهما ومشغولتان بالأحاديث أو تنزلان من السيارة لإنهاء غرض ما فيما تتركانهما لوحدهما ريثما تعودان، حيث كانا يلعبان مع بعضهما بعضاً وتطور اللعب إلى قبلات ولمسات!! كانا يندسان تحت مقاعد السيارة بالخلف ليتبادلا القبلات وأماهما «خبر خير». بعض العائلات في كل مناسبة عائلية تقوم الأمهات بخدش طفولة البنت والولد من الأقارب ببراءتهما بجمعهما مع بعضهما بعضاً والتقاط الصور لهما معاً بدعوى أنهما زوج وزوجة!! هناك عائلات تتمادى أكثر في دفع أبنائها الصغار إلى تقبيل بعضهم بعضاً بحركات وإيماءات للتصوير واستخدامها في تصاميم الحب على الإنترنت!
أحد أبناء العائلات عمره عشر سنوات وكان «قوي عين» لم يترك بنتاً صغيرة لا تتجاوز العاشرة من العمر في عائلته لم ينفرد فيها ويتلمسها حتى كشفت سره إحدى الفتيات وهي تخبر خادمتهم التي أخبرت أمها، حيث كانت غرفة اللعب بالمنزل هي غرفة الانفراد بالبنات!
هناك عائلات تخلط الأطفال الصغار ببعضهم بعضاً بل وتجعلهم ينامون مع بعضهم بعضاً بدعوى أنهم صغار دون الانتباه إلى أننا في زمن الإنترنت والفضائيات التي باتت تأخذ محل الأم والأب في كثير من الأحيان في التربية و»تفتح عيون الصغار» الذين يشاهدون المناظر الخادشة للحياء ثم يقلدونها من وراء الأعين دون وعي!
إحداهن ضبطت أختها الصغيرة على السطح مع ابن عمها وهو يقوم بجعلها تخلع ملابسها للمسها في أماكن محرمه!! وأخرى أحد أقاربها كان يأخذها بسيارته إلى شقة لتكون له ولغيره من أصحابه، أما الفاجعة ففقدان إحدى الفتيات عذريتها بسبب كون أهلها كانوا يجعلونها تنام بكل ثقة في بيت خالتها كل نهاية أسبوع فيما ابنها «ابن خالتها» كان يدخل من نافذة الغرفة التي تنام فيها كل ليلة «ويكند»!! ومتى تم اكتشاف ذلك؟ عندما خطب ابن خالتها هذا فتاة أخرى على علاقة حب معها، حيث اكتشفت هذه الفتاة أن قريبها هذا كان يتسلى معها خلال فترة المراهقة حتى دخل الجامعة ونساها! كل ذلك والأهل في غفلة الثقة ونظام «عادي جداً والأمور سهالات بين عيال الخالات والأعمام» ودون متابعتهم ومراقبتهم!
في منطقة البر والتخييم يحدث أن تجتمع العائلات وينشغل الآباء مع بعضهم بعضاً في إحدى الخيام عن أبنائهم من شباب وبنات والذين عادة ما يجلسون ويخصصون لسهرتهم ومبيتهم في البر خيمة أخرى، وكم من جلسات وسهرات وقع فيها المحظور بعيداً عن الأعين وتحت ستار الليل والأهل «نايمين» في الغفلة!! وكم من فاجعة اكتشفت فيها بعض هذه العائلات أن عبارة «هم مثل الإخوان ورابيين مع بعض» كانت الباب الذي جعل ابنتهم أو ابنهم يقع في المحظور في لحظة ضعف وإغواء من الشيطان!
بعض العائلات والبنات للأسف يجدون أن الاختلاط العائلي مع غير المحارم والخروج أمامهم بملابس خادشة للحياء نوع من التمدن والتطور والرقي، وعندما تتم مناقشتهم تكون الكلمة المعتادة «وي عادي إلا ذي مثل أخوها شهالتخلف.. أنا وهو مثل الإخوان!! نحن عائلة غير متشددة.. إحنا ربيناهم مع بعض.. إحنا مذهبنا وسيع.. لا تبالغون ما بيصير شي لأنهم ينظرون لبعض نظرة إخوان «متجاهلين عبارات من نوع «الشيطان ما مات.. مهما يكن هو لا يحل لك شرعاً أو يعتبر من محارمك.. بالنهاية يبقى رجلاً وتبقى ابنتكم بنتاً ولا يمكن لها أن تتواجد أمامه وتجلس بجانبه وبملابس غير ساترة دون أن يكون هناك تأثير!!.. كيف تضعون الحطب قرب النار ثم تقولون «عادي ما بيصير شي؟» ولا ندري كيف بتنا في زمن يعتبر منع ترك البنت بمفردها مع أبناء عمومتها أو أخوالها نوعاً من أنواع التشدد والانغلاق؟؟
التخلف الحقيقي بحق هو محاولة إلغاء فكرة أن الرجل بالنهاية ذكر تبقى له غرائزه وفطرته وكذلك الفتاة، وتجاهل هذه الحقيقة التي أكدها العلم كما ذكرها الإسلام الذي أكرمنا بتعاليم تنظيم حياتنا وعلاقاتنا البشرية رغم أننا في عام 2014 لا في القرون الوسطى وحياة الغاب!
قصص كثيرة وحوادث مأساوية متكررة على تلك العائلات النائمة في غفلة الثقة والتي أعمتها الحياة العصرية وأشغلتها عن الاهتمام بتربية أبنائها ومتابعتهم، تعمل على تفكك المجتمع لا يتسع المقال لذكر جميعها وتتسبب بدماره دون التفكر والوقوف على حديث رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع»، حيث أمر بتفريق الأخ عن أخته والابن عن أمه رغم أنه من محارمها عندما يبلغ الرشد فكيف بأبناء العم أو الخال رغم أنهم في عقيدتنا الإسلامية لا يعدون من المحارم؟
الكثير من العائلات في وقتنا الحالي للأسف تتهاون في هذه المسألة ولا تجتهد لتعليم أبنائها أن البنت لا تجالس إلا البنت في المناسبات العائلية، وأن هناك حدوداً وضوابط للتعامل مع غير المحارم كما جاء في ديننا الحنيف، وأنه مهما ذابت الحدود بين العائلات تبقى لابن العم أو ابن الخال أو غيرهما من الأهل من غير المحارم معاملة تقوم على الاحترام والضوابط الإسلامية، فهذا هو الرقي والتحضر بحق.