بعد تشكيل مجلس إدارتها الجديد، نشطت «جمعية الصحفيين البحرينية» في عدد من البرامج التدريبية في المجال الإعلامي، فضلاً عن مجالسها الدورية والتي تستضيف فيها نخبة من الكتاب الصحافيين والمفكرين وكبار المسؤولين من داخل البحرين وخارجها؛ لمناقشة القضايا الهامة المطروحة في الساحة، على نحو اللقاء الإعلامي البرلماني الذي أقامته الجمعية تحت رعاية معالي رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني، واستضافة السفير الصيني للحديث حول الزيارة التاريخية لحضرة صاحب الجلالة لجمهورية الصين الشعبية، وحديث آخر حول الإعلام الخارجي؛ التحديات والحلول، استضيف فيه عبدالله السويدي من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وغيرها كثير.
وجاء من بين ما تناولته جمعية الصحفيين البحرينية في مجالسها، القضية الأهم والتي تشغل جميع السياسيين والإعلاميين ورجال الأعمال، فضلاً عن الشعوب الخليجية، وهي قضية الاتحاد الخليجي، والتي مهدت له قبل فترة بندوة «الطريق إلى الاتحاد» تحدث فيها جمال خاشقجي، بحضور وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، لتواصل مجدداً مجابهة التحديات الإعلامية في مجال الاتحاد الخليجي، بلقاء آخر قبل أيام قليلة، تستضيف فيه جميل الذيابي رئيس التحرير المساعد لصحيفة «الحياة» السعودية في ندوة «دور الإعلام في تشكيل الرأي نحو الاتحاد الخليجي».
وقد ألقى الذيابي الضوء على جوانب هامة جداً وضع في مقدمتها مصير الشعوب والأجيال القادمة، والذين من حقهم أن يحييوا في أمن واستقرار، الأمر الذي يبرر التعطش الشعبي الخليجي للاتحاد، والذي تقابله رؤية بيروقراطية متمردة على القرار السياسي، كما أثار مسألة تأهيل اليمن للدخول للاتحاد الخليجي على نحو ما فعل الاتحاد الأوروبي الذي انضمت إليه أرمينيا مؤخراً، وهي الخطى نفسها التي خضعت لها تركيا على مدى سنوات مضت أملاً في الانضمام لذلك الاتحاد، ما يدعو لضرورة الالتفات الخليجي المبكر للدول المرشحة للانضمام للاتحاد لاحقاً، والتي قد تشمل المغرب والأردن وربما مصر.
كما أكد الذيابي أهمية المفوضية الخارجية للاتحاد بما يعبر عن المواقف الخليجية الموحدة، فضلاً عمّا سيتمخض عنه الاتحاد من منح أعضائه قوة اقتصادية كبرى ستكون واحدة من أهم (10) اقتصاديات بالعالم. ولعل الالتفات للاقتصاد الخليجي الموحد سيكون واحدة من مقومات الدولة الكبيرة ما يوفر عليها كثير من عناء الهاجس الأمني وأجنداته المتكررة.
تأتي أهمية الندوة انطلاقاً مما يلقى على عاتق الإعلام من مسؤوليات ضخمة في تشكيل الرأي الخليجي نحو الاتحاد وتوجيهه، وتسليط الضوء على القضايا الهامة الملامسة للاتحاد والتي من شأنها تقريب وجهات نظر دول مجلس التعاون الخليجي أو تذليل العقبات التي تحول دون قيامه، ونظراً لما يشكله الإعلام من أهمية في تقديم الرسائل السياسية والدبلوماسية في الداخل والخارج، كان لزاماً أن يتصدر مواقف الطرح والنقاش والتحليل بما يمكنه من وضع إسهاماته بشكل فاعل ومؤثر.
واستكمالاً للجهود التي تقوم بها جمعية الصحفيين وخصوصاً في دعمها للاتحاد الخليجي، وتطلعاً لأن يكون دورها أكثر فاعلية وواقعية، يا حبذا لو تنظم بصفة عاجلة ندوة تستضيف فيها متحدثين من دول الخليج العربية -وخصوصاً عمان، من قادة الرأي العام في الصحافة الخليجية في المجال السياسي، وربما من الأجمل لو تعمل على عقد مؤتمر استثنائي لتلك القضية، تطرح من خلاله أوراق عمل أكاديمية ومهنية جادة، وتستهدف جمهور خاص من المهتمين والفاعلين يضم نخباً من كافة الأصعدة ذات الارتباط بهذا الشأن، وتخلص لعدد من المرئيات والتوصيات -برؤية إعلامية سياسية-، والتي يمكن رفعها لحكومات الدول الخليجية، وللأمانة العامة لدول مجلس التعاون.