عنوان المقال أعلاه بات شعاراً متداولاً لدى الرأي العام البحريني على أدوات التواصل الاجتماعي منذ شهور، وهو مؤشر يعكس مدى الاستياء والسخط الذي بدأت دائرته تتسع في البحرين على الإدارة الأمريكية وسفيرها في المنامة، وهو سخط شعبي يمهد لتوتر تاريخي كبير بين الشعب البحريني والإدارة الأمريكية، ونحن نحاول سكبه على صفحات الجرائد عل من يقرأه وهو مهتم بعدم ظهور هذا التوتر يتدارك الموقف ويفعل!!
السفير الأمريكي بالبحرين مطالب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بتوضيح كثير من الأمور بشأن تصريحاته وتحركاته، وحتى ما يحدث في أروقة السفارة الأمريكية من إجراءات وأمور تشكل علامات استفهام كبيرة لدى الرأي العام البحريني، والذي بدأت تتشكل فيه عدة اتجاهات، ازدادت بعد خطاب أوباما، تتراوح ما بين تناقض موقف الإدارة الأمريكية مع تصريح السفير الأخير عن جمع وضع سوريا بالبحرين، وما بين إيقاف تدخلات السفير في الشأن المحلي الداخلي إلى تغييره وترحيله، وصولاً إلى مواقف متشددة ترى أهمية قطع العلاقات الأمريكية البحرينية وإغلاق السفارة، حيث هناك من بات تتشكل لديه قناعة تامة أن أمريكا دولة الإرهاب الأولى في العالم والداعمة للجماعات الإرهابية في المنطقة العربية!!
من ضمن المهام التي ينبغي على السفير الأمريكي الاجتهاد في إيضاحها للرأي العام وإزالة اللبس الحاصل فيها؛ الإشاعات المنتشرة بكثافة حول توقيت تعيينه، والذي جاء في 2011، أي خلال أزمة البحرين المؤسفة، يأتي لأجل تسليم البحرين لأمريكا كما فعل عندما قام بتسليم العراق، ومن ثم المعارضة العراقية الشيعية، وأن الإدارة الأمريكية تراه الأبرع في هذه المهمة إلى جانب مهمة التآمر مع عمليات الجماعات الإرهابية لدينا لتنظيم اعتصامات حاشدة تهدف إلى التصادم مع الطائفة السنية بالذات وإيقاع قتيل سني حتى تدب فتنة الصراع الطائفي، وقد كان مزعم قيادته لتنظيم الفوضى الأمنية فبراير 2012 إلا أن الخطة تأجلت!!
الكثير لم يصدق مثل هذه الإشاعات الترويجية أيامها والتي وجدوها غير منطقية، بيد أن هناك كثيراً من علامات الاستفهام التي كانت تحوم حوله، خصوصاً وأن بعض تحركاته واجتماعاته مع جماعات الوفاق كانت تعطي مؤشراً لتأكيد شيئاً مما يروج ويشاع، وبالتالي دفعت كثيراً من المهتمين إلى مطالعة سيرته الذاتية، حيث صدموا وهم يتابعونها، فمن شرع في البحث والتفتيش صفع بحقيقة مدى انغماسه في الأزمات والتوترات الطائفية التي وقعت في بعض الدول العربية التي جاءت بقيادته كالعراق واليمن، كما تبين مدى التشابه الكبير بين اجتماعاته المتكررة التي يعقدها مع من يصنفون على أنهم معارضة بحرينية، فيما الحقيقة هم مجموعة إرهابية، ومع اجتماعاته التي كان يعقدها في لندن مع المعارضة العراقية الشيعية قبل إسقاط حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ومساعيه الى جانب كونه المستشار السياسي لبول بريمر الحاكم الامريكي للعراق في سلطة التحالف المؤقتة يوليو – أكتوبر 2003، ومستشار في السفارة الأمريكية في بغداد بين عامي 2008 و2009 «مستشار ثقافي ولا طائفي بالأصل لا نعلم»، وللقارئ حرية إكمال استنتاجاته وتخميناته بشأن ماذا يفعل هذا السفير بعد كل هذا السجل غير المشرف للأمة العربية ومن يعز عليها في البحرين ولما جعل كسفير أمريكي بيننا، ولذا على هذا السفير الاجتهاد لتأكيد أنه لا يحاول تكرار السيناريو الذي قام به بالعراق في البحرين، والاجتهاد أكثر في عدم دعم الفكرة التي بدأت تحركاته ومؤامرته تشكلها لدى الرأي العام البحريني بأن أمريكا الدولة الداعمة للإرهاب حيث بات سفيراً لتشويه صورة الإدارة الأمريكية عند البحرينيين!
التحفظ على السفير الأمريكي عند جموع المواطنين، وحتى أهل الخليج الذين يقفون مع سيادة مملكة البحرين وأمنها ضد الجماعات الإرهابية، تقابله اليوم عدة أسئلة مطروحة بدأت تثار ويسلط الضوء عليها، ولابد للسفير أو من يتبعه تقديم إجابات وتوضيح عليها، وأهمها أن معظم الموظفين البحرينيين بالسفارة الأمريكية من الطائفة الشيعية؛ فهل تلك مصادفة أو تنظيم سري يدار؟ وهي علامة استفهام تطرح إن كان هناك تمييز طائفي وظيفي يجري في هذا الشأن، كما إن هناك تساؤلاً عن نسبة تواصل واجتماعات السفير مع الجمعيات السياسية التي تمثل الأطياف المختلفة من المجتمع البحريني مقارنة باجتماعاته المتكررة مع الوفاق العلنية وغير العلنية؟
أيضاً هناك تساؤل حول برامج السفارة لتدريب الشباب والإعلاميين وتنظيم رحلات لهم، كما تفعل دائماً مع المحسوبين على توجه الوفاق، كما لا تتوافر معلومات بشأن مدى البرامج التي تنظمها السفارة للتواصل مع الشباب والتفاعل مع القضايا التي يطرحونها، وهل السفارة مهتمة بتطوير اللغة الإنجليزية لدى عموم الشعب وبالأخص الإعلاميين من ذوي التوجهات الفكرية المتنوعة كما تفعل مع اتباع الوفاق الذين تبتعثهم للخارج باستمرار وتعمل على إدخالهم بشكل متوالي في البرامج الأمريكية، حيث بعض الإعلاميين ذوي الوجوه المتكررة والمحسوبين على هذه البرامج باتت معروفة أسماؤها لكثرة تكرارها، فهل السفارة تعتمد في انتقاء المشاركين لبرامجها على اتجاه ولون سياسي معين وتركز عليه؟
وهناك علامة استفهام أخرى بعد ظهور نتائج الحاصلين على نظام البعثات الدراسية الأخيرة بالسفارة، حيث لم يتم اختيار مبتعثين من الطائفة السنية، شخصياً أعرف زميلة صحافية من الطائفة السنية لديها خبرة طويلة وحاصلة على درجة الماجستير قدمت مراراً ولم تقبل بادعاء أن مؤهلاتها لا ترتقي للمستوى المنشود، مقابل قبول طالب أنهى للتو دراسته الثانوية من الطائفة الشيعية، وليعذرنا القارئ إن لاحظ تكرار كلمتي «سنة» و»شيعة»؛ لكنها تأتي كعلامة استفهام بريئة طلباً للإيضاح وإزالة اللغط الحاصل ومدنا بمعلومات أو ما شابه تنفي وتستبعد الفكرة التي بدأت تتأكد لدى الرأي العام البحريني، والذي يحمل سخطاً واستياءً، ليس على السفير فحسب، بل حتى سفارته بعد أن لوحظ تكرار مثل هذه المواقف منذ أعوام، حيث السؤال المطروح؛ هل هناك تمييز طائفي يجري بحق في أروقة السفارة ونحن لا ندري؛ أم كلها مجرد حكايات وإشاعات؟
جل ما نود قوله أخيراً أن الرأي العام البحريني ساخط جداً، وسيستمر في سخطه وتحفظه حتى تتم إعادة صياغة خطاب الإدارة الأمريكية عن وضع البحرين والاعتراف بأنه وضع إرهابي من قبل جماعة شاذة عن المجتمع البحريني، وهو الدور الذي يجب أن يهتم السفير الأمريكي بمعالجته في الوقت الحالي بدلاً من استمرار تدخلاته وتورطه في نقل المعلومات الخاطئة!
- سؤال..
من يحتل الصدارة في شخصية «بوشلاخ» على المستوى البحريني؟ الجواب السفير الأمريكي الذي سحب البساط من علي سلمان وجماعاته!!
- سؤال آخر..
إن كان السفير الأمريكي إيراني الهوى بالفعل ومهتم دائماً بالاجتماع مع الجماعات الإرهابية الإيرانية التمويل؛ فلماذا لا يتم تعيينه كسفير أمريكي لدى إيران ليحظى بقرب أحبائه ويرتاح ويريحنا معه؟
- إحساس وطن..
قال وزير الخارجية البحريني رداً على ما جاء في خطاب أوباما؛ نحن بالبحرين طائفياً قصة نجاح، ونزيد على قوله؛ نعم قصة نجاح تاريخية أكبر من قصة النجاح العرقي الأمريكي، لأن المجتمع البحريني بطوائفه المتعددة متعايش منذ البداية ولم يتجه إلى منحنى الحرب العرقية كأمريكا!