ليست المرة الأولى ولن تكون المرة الأخيرة التي نتطرق فيها إلى أهمية توظيف قدرات الكفاءات الوطنية المؤهلة في مجال الإدارة الرياضية في الاتحادات والأندية الرياضية من أجل الارتقاء بمخرجات العمل الإداري في كلتا الجهتين والذي لايزال يعاني من ترهلات تؤثر سلباً في العملية التطويرية للحركة الرياضية البحرينية.
اليوم سيرعى رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حفل تخريج دفعة جديدة من خريجي دورة الإدارة الرياضية التي تنظمها اللجنة الأولمبية البحرينية ممثلة في قسم التدريب والتطوير الرياضي تحت إشراف الأكاديمية العالمية للرياضة، وهي واحدة من الأكاديميات الرياضية العالمية الرائدة في هذا المجال.
اكثر من خمسين خريجاً وخريجة سيتسلمون هذا المساء شهادات تخرجهم من هذا البرنامج، وبطبيعة الحال جميعهم يطمحون في العمل في الاتحادات والأندية ليترجموا ما تعلموه على أرض الواقع.
ولكن السؤال هنا هل ستتاح لهؤلاء الخريجين فرصة العمل الفعلي، أم أنهم سيكتفون بما تعلموه نظرياً وسيظلون ينتظرون ويتحينون الفرصة للعمل في أحدى الهيئات الرياضية.
كثيراً ما ننادي بضرورة تطوير العمل الإداري في كل من الأندية والاتحادات، وأن تتحول بعض المناصب القيادية في هاتين الهيئتين إلى الاحتراف الكلي أو ما يشبه الاحتراف بعد أن أصبح العمل التطوعي غاية في الصعوبة لشغل هذه المناصب القيادية التي تتطلب تواجداً دائماً ومجهوداً مضاعفاً، وهو ما لا يستطيع العضو المتطوع القيام به في هذه الأيام التي تغيرت فيها الأنماط الحياتية عما كانت علية في القرن الماضي.
كما إنه لابد من الالتفات إلى التوجيهات الملكية التي أطلقها جلالة الملك المفدى في إحدى المناسبات الرياضية، حين أكد على أهمية التركيز على الجوانب العلمية في المنظومة الرياضية تطلعاً لمستقبل رياضي أكثر إشراقاً.
من هنا يستوجب على الجهات الحاضنة للأندية الوطنية والاتحادات الرياضية أن تتحرك بجدية لتفعيل هذا الجانب الإداري وإلزام كلتا الهيئتين بمعايير أكاديمية محددة لشغل تلك المناصب القيادية، دعماً للبرامج العلمية المتخصصة التي تنظمها كل من اللجنة الأولمبية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، ومن أجل تشجيع الكفاءات الوطنية على الانخراط في هذه البرامج التي تعد من أسس التطوير المنشود.
تهانينا لكل المتخرجين، متمنين لهم جميعاً التوفيق في مشوارهم القادم والتسلح بالمزيد من العلم حتى يكونوا قادة ناجحين في المستقبل.