في جنيف تطرقت جلسة مجلس حقوق الإنسان التي جرت الأسبوع الماضي عن الوضع في المملكة وأبدت «نافي بيلاي» قلقها من الوضع الحقوقي وحثت البحرين على تنفيذ التزاماتها.
ورغم وجود شبهات عديدة بتسييس الملف البحريني على صعيد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فإن جميع ما يتم طرحه حالياً عبارة عن متابعات لما كان من مواقف، ولا يوجد شيء جديد سوى قرار وزير العدل بشأن اتصال الجمعيات السياسية بالخارج الذي مثل صيداً جيداً لإضافته ضمن بيان بيلاي الحقوقي.
لكـــن وبما لا يدع مجالاً للشك، أن الأطراف المعاديـــة للمملكة -سواء المحلية أو الدولية- واقعة في غيظ كبير بعد تمكن المملكة من السيطرة على ملف حقوق الإنسان وقدرتها على بسط الأمن، واتخاذها خطوات جادة لتلافي الأخطاء التي وقعت فيها سابقاً، وهذا بحد ذاته يعد إنجازاً يوقف المتصيدين عند حدهم.
إن البيان الذي ألقته بيلاي كان يشمل دولاً عديدة، ولكن من غير المعقول ولا المقبول أن تتحدث بيلاي عن سوريا على سبيل المثال ثم تتنقل إلى مصر، ثم إلى البحرين، أعتقد أن هذا الإجراء بحاجة إلى مراجعة إجرائية حول طريقة أو هيكلة البيانات التي تصدرها بيلاي، خاصة وأنها أصبحت مؤخراً تتدخل بشكل كبير وتأخذ مناحٍ سياسية بعيداً عن مجال حقوق الإنسان.
بعض المنظمات الحقوقية حين تجتمع معها تتبنى وجهة نظر الوفاق وعندما تتحاور معها تسمع منها ما لا تسمعه من علي سلمان أو خليل المرزوق، ولكن عندما تقول له -على سبيل المثال- إنه في عام 2013 قتل شرطيان وجرح 600 بقنابل محلية الصنع ومولوتوفات ولم يقتل أي متظاهر، يتصامخ هذا الحقوقي ويرتبك ويسجل كلامك ثم يقول لك حسناً فرصة سعيدة أراك لاحقاً، وكأنك عندما تتكلم له عن رجال الأمن تتكلم له عن كائنات أخرى!
من يراقب الوضع عن كثب، يعلم جيداً أن سماسرة حقوق الإنسان الدوليين لا يريدون معرفة الحقيقة، بل إن المنهجية التي يتبعونها أنهم ضد الحكومات دائماً، حتى ولو جئت بأعتى وأوضح الأدلة على حرصك على حقوق الإنسان في المملكة وشرحك لحقيقة هؤلاء الإرهابيين، فإن أقنعته بنسبة 5% فذلك يعد إنجازاً، والتعامل مع هؤلاء بحاجة إلى نفس طويل، فهي حرب باردة تشن بأدوات جديدة على المملكة.
ورغم ذلك، إلا أنه من المهم الاستمرار -على الصعيد الرسمي والأهلي والبرلماني- بالمشاركة بقوة في تلك الفعاليات الحقوقية والتواصل مع المنظمات الفاعلة، حيث إن التغيير يمكن أن يحدث ولكنه بحاجة إلى نفس طويل ومعرفة مفاتيح اللعبة جيداً.
شكراً لسفيرنا في جنيف
عقدنا اجتماعاً مطولاً مع السيد يوسف بوجيري سفير البحرين الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف وتعرفنا عن قرب على هذا الرجل، وفي الحقيقة إنه رجل متمكن ويعرف أين يضع رجله ومع من يتعامل هناك إلا أنه يواجه تحدياً كبيراً بحاجة إلى دعم كبير بعيداً عن التثبيط، ونسأل الله له التوفيق والسداد في عمله.