منذ 14 فبراير 2011 وحتى 14 أغسطس 2013 تغيرت أمور كثيرة في خطط واستراتيجيات عمل المعارضة المدعومة أمريكياً، وإيرانياً.
فبعد فشل الخطة «أ» بسبب انكشاف الغطاء الطائفي وانتفاض شعب البحرين على الانقلاب في فبراير، توصل صناع القرار وواضعو الخطط أن خيار السلمية فشل فشلاً ذريعاً بسبب «سوء التنفيذ» من قبل المعارضة الطائفية، وأدى هذا الفشل إلى كشف القناع عن الوجه القبيح لعملاء إيران في البحرين، وساعد على ذلك مع مرور الوقت الفرز الطائفي الذي حصل بسبب مشاركة حزب الله في قتل السوريين.
لذلك؛ اتخذ صناع القرار الأمريكي خياراً بدعم الحرب الطائفية علناً؛ بكل ما تحمله من قباحة وانحطاط على المستوى الأخلاقي الدولي.
فمن شعار إخوان سنة وشيعة.. أدت الخيارات الأخيرة للمعارضة لخروج «سرايا الأشتر»، وهي إحدى الفرق التي تم تدريبها على عمليات التفجير والقنص والاغتيال.
وبحسب المعلومات الواردة فقد أسفرت عمليات الكشف عن مخازن الأسلحة -إضافة إلى ما أعلنت عنه وزارة الداخلية- إلى وجود كواتم صوت؛ وذلك لا يستخدم إلى في حالتين، الأولى والأقرب اغتيال شخصيات مستهدفة.. والثانية اقتحامات وسطو مسلح.
إن المؤشرات والمعلومات الواردة مؤخراً، ترجح لجوء الوفاق إلى خيار العنف المسلح والقيام بعمليات نوعية، الأمر الذي يستدعي لوضع خطة متكاملة للتصدي لمثل هذا النوع من العنف الذي سيكون مشابهاً لأحداث التسعينات ولكن بشكل مطور.
إن واجب الجهات الأمنية التصدي لمثل هذه الخطط عبر ضربات استباقية تؤدي إلى خلخلة صفوف الإرهابيين، وأن تضع في الحسبان أن خيار فرض حالة السلامة الوطنية خيار مطروح.
إن فرض حالة السلامة الوطنية خطوة أمنية قد تضطر الدولة لاتخاذها، ولكنها بحاجة إلى خطة عسكرية وسياسية في آن واحد تعالج بعض الأخطاء والثغرات التي استفاد منها الانقلابيون.
النقطة الأهم من ذلك -ومن الدروس المستفادة من التجربة- أنه لو كان هناك تأييد دولي أو غطاء أمريكي لبسط الأمن في المملكة فلا يجب أن نثق به، فمحاربة الإرهاب تنقلب بين ليلة وضحاها عندهم إلى محاربة حقوق الإنسان.