بعد أقل من 48 ساعة من وقوع حادثة تفجير سيارة مفخخة بموقف أحد مساجد الرفاع، وقبل أن تصدر الإدانات الإقليمية والدولية، وفيما الوضع كان في تصاعد مستمر وتوتر من كل الأطراف. من تابع كيفية معالجة وتداول الطرف الآخر -ممن يحسبون أنفسهم معارضين وهم بالأصل مجرد عابثين- كان سيلاحظ حتماً أن بعض الأصوات المحسوبة على نفس تيارهم وشارعهم كانت تدفع باتجاه جديد، وقد بدأ يظهر بجرأة أكثر من السابق ونهج تركز عليه بدأ مع حادثة تفجير العكر وسترة، حيث تشير ببعض التلميحات ثم تصمت، وكأنه مجرد إشارة تنبيهية تومض وتطفأ!
من تابع كيفية تداولهم وكتاباتهم وما تم نشره وتعميمه على صفوفهم حتى يسيروا كالمنومين مغناطيسياً يرددون ما وصلهم كما الببغاء، دون تفكير ومنطق بعد كل تفجير إرهابي، سيجد أن هناك تلميحات دائماً ما تظهر وتختفي؛ المراد منها دائماً اتباع منهج التشكيك والتضليل، والدفع الذي دائماً ما يظهر ويختفي بعد أي حادث تفجير يتجه نحو شخصيات ورموز أمنية معينة؛ كالمطالبة باستقالة وزير الداخلية ورئيس الأمن العام، وإشاعة فكرة أنه من المفترض عليهم تقديم استقالتهم بعد كل ما يحدث، على أمل أن تلتقطها بعض الجهات غير المحسوبة عليهم وتدفع باتجاهها مستقبلاً، والتشكيك في مدى كفاءة رجال الأمن الذين عجزوا عن ضبط وقوع التفجير وتداركه ثم باتوا عاجزين عن تحديد من قاموا به وكشف تفاصيله، ثم محاولة الترويج على أن وزارة الداخلية بكافة أجهزتها الأمنية متخبطة وغير قادرة على ضبط بوصلة الأمن والاستقرار في الوطن، أسند ذلك بعدها بفترة تقارير خرجت من عدد من المواقع الإلكترونية المشبوهة، التي دائماً ما تحاول ممارسة منهج تضليل الرأي العام وتحريكه في هذا الاتجاه والاصطياد في الماء العكر، ووضع أدلة وإثباتات لا تغني ولا تسمن من جوع، ولا تطرب إلا من يلقي لها بالاً وسمعاً، وهذه المرة طالت الاتهامات المفبركة أيضاً عقيداً أمنياً ساباً من المعروف أن مجرد ذكر اسمه يتسبب بحساسية شديدة عندهم!!
منهج التشكيك والتلميح الدائم أن الأعمال الإجرامية الإرهابية تأتي كمسرحية حكومية بدأ يرافقها -مع حوادث التفجير التي تهز الرأي العام، وتكون على مستوى بالغ الخطورة- ضرب شخصيات في الجهاز الأمني في الدولة والمطالبة بإقالتهم بسبب عدم قدرتهم على ضبط الأمن أو محاكمة بعض الرموز الأمنية القديمة، وكأن هناك محاولة للتصفية تتم مع هذه الشخصيات الأمنية التي يستهدفونها منذ الأزمة الماضية، والترويج لفكرة أهمية إقالتها أو استبدالها أو محاسبتها، حيث يتم إخفاء هذه الأهداف بحجة أن المطالبة تأتي مع جملة تصاعد وتيرة الممارسات الإرهابية.
من يجمع بين الخيوط الكثيرة والمجريات التي حصلت قبل وأثناء الأزمة؛ أولها رمي الزجاجات الحارقة على سيارات الشرطة مما أسفر عن مقتل شهيد الواجب ماجد أصغر علي محترقاً، ثم الادعاء أنه كان قد توفي قبل الحادث بسنة أصلاً والتشكيك في حادثة مقتله، وأن الجهات الأمنية خذلت القائمين على المسرحيات الحكومية ووضعتهم في مأزق لعدم إتقانها دورها في المسرحية. ثم اختطاف رجال الأمن ودهسهم بوحشية وقتلهم وتكذيب كل ما حصل والادعاء بأنهم مجرد دمى، وأيضاً مشاهد الترويج للإرهاب وتجميله بالورود أمام الرأي العالمي عن طريق إرسال الفتيات والأطفال والشباب وهم يتجهون «بصدورهم العارية يزعم» إلى سيارات وتجمعات رجال الأمن لتقديم ورود السلام فيما اليد الأخرى تخبئ السكاكين والأسلحة، وادعاء أن رجال الأمن هم البلطجية.. وأخيراً رفع القضايا الكيدية ضد رجال الأمن بالمحاكم وتجنيد عدد من المحامين، فقط لأجل إدانتهم بشتى الطرق، على أمل إزاحتهم من مناصبهم المهمة والحساسة، إلى جانب ما تقدم به أعضاء الكتلة من مطالبات مستمرة بتوظيف أبناء الطائفة الشيعية في قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية، والادعاء أن وزارة الداخلية لا تضعهم في مراكز متقدمة عند توظيفهم بالوزارة!!
كل هذه الأوهام التي تجسد عشم إبليس في الجنة، وبعض ما قيل وتمت المطالبة به مجرد هرطقات تعكس أن هناك من يدرك في لعبته السياسية أن الجهاز الأمني في الدولة هو مفتاح الكنز الذي سيفتح لهم مغارة تحقق مخططات مغارة «علي سلمان بابا»، وأن رجال الأمن الأكفاء، بمن فيهم بعض الشخصيات الأمنية، يشكلون الحصن المنيع الذي يعيق تنفيذ مخططاتهم الخارجية، وأن إزاحتهم أو تعزيز فكرة تقديم استقالتهم وعدم فعاليتهم وإشاعتها، حتى عند شارع الشرفاء، الذي قد يمل يوماً من العبث الجاري ويدفع في ذات الاتجاه، تأتي ضمن محاولات هز الثقة في جهود وتضحيات الخط الأول من رجال الأمن والتشكيك في مدى كفاءتهم وجهودهم الأمنية، وإيجاد لبس ما في حقيقة الإرهاب الجاري، وهو أمر يعكس ويؤكد أن عمليات التفجير المفخخة تأتي ضمن أهداف عديدة منها تفجير هذه الفكرة وجعلها مطلباً من المطالب التي يعتاد الناس على سماعها وتقبلها ومن يدري قد يدفع باتجاهها!!
- إحساس عابر..
فهمنا اليوم مقصد علي سلمان عندما هنأ برمضان قائلاً «لربعه»؛ تواصلوا مع أهل السنة، يبدو أن التواصل مقصده تفجير مساجدهم بالرفاع!!
- إحساس أخير..
يظن الإرهابيون أنهم بتفجير سيارة مفخخفة استطاعوا تفخيخ الناس بالرعب، وبهذه الأفكار التي تخفي نيات عديدة منها نية التصفية الشخصية دون أن يدركوا أنهم فخخوا أنفسهم في ورطة أمام العالم فضحت إرهابهم، لسان حال علي سلمان اليوم «بغيناها طرب صارت نشب!».