متدح البوق الصفوي في البحرين حاكم ميانمار ويقول «إن وصول أحد العسكريين المستنيرين «ثين سين» إلى الرئاسة كان مفاجئاً للجميع، فقد أطلق سراح زعيمة المعارضة أونغ سان سوكي والتقى بها في القصر وعقد صفقة معها، ودخلت المعارضة بصورة جزئية في البرلمان عبر انتخابات تكميلية، وفتح الأبواب للصحافة والمجتمع المدني».
الآن عرفتم لماذا يمتدح البوق الصفوي حاكم ميانمار؛ يمتدحه فقط لأنه أطلق سراح زعيمة المعارضة والتقى بها في القصر وعقد صفة معها، وهو ما يريد أن تقوم به الدولة البحرينية ألا وهو إطلاق سراح الانقلابيين واستدعاؤهم للقصر وعقد صفقة معهم ومشاركتهم في حكم البلاد، وإلا لماذا يمتدح رئيس حكومة دموية قتلت حكومته أكثر 70 ألفاً من المسلمين؟ لماذا يمتدح رئيس دولة سلب من المسلمين حقهم في العيش في بلادهم وجردهم من وطنيتهم؟ لماذا يمتدح رئيس دولة يحرق فيها المسلمون أحياء وتنتهك أعراضهم وتعقم نساؤهم؟ لماذا يمتدح رئيس دولة صرح علانية حال توليه السلطة أنه «ليس ممكناً قبول الروهنجيا فهم ليسوا من إثنيتنا، والحل الوحيد هو إرسالهم إلى المفوضية العليا ووضعهم في معسكرات تحت مسؤوليتها، أو سنبعث بهم إلى أي بلد آخر يقبلهم وهذا ما نعتقد أنه الحل للمشكلة، حيث سيتم طردهم في خلال عام واحد فقط، لأنهم يشكلون خطراً على الأمن القومي»، هذا الحاكم يصفه البوق الصفوي بـ»المستنير»، لأنه فقط عقد صفقة مع المعارضة.
وها هي شهادة الروهنجيين كما جاءت في بيان المركز الروهنجي العالمي حول مرور عام على النكسة الأخيرة لمسلمي الروهنجيا في 10 يونيو 2013، والذي يفضح البوق الصفوي «إن التطهير العرقي والإبادة الجماعية والتهجير القسري الذي تجدد على شعب الروهنجيا المسلم في إقليم أراكان قد راح ضحية هذه المجازر عشرات الآلاف من المسلمين ومئات الحالات لاغتصاب المسلمات ومئات الآلاف من المشردين الذين أحرقت قراهم وصودرت ممتلكاتهم، إننا نطالب العالم بحقوقنا وعلى رأسها حق المواطنة الذي سلب من الروهنجيين عام 1982، ورفع الظلم البوذي عنهم، ونحن إذ نعبر في هذه اللحظة الأليمة من تاريخ مأساتنا عن واقع مرير لايزال قائماً حتى هذه الساعة»، هذه هي شهادة الروهنجيين بأنهم مازالوا يعيشون واقعاً مريراً حتى الساعة تحت حكم «ثين سين» الذي يمتدحه البوق الإعلامي الصفوي ويصفه بالمستنير.
إن القصد معروف من هذا المقال، خصوصاً عندما وصف الحاكم البورمي بـ»المستنير»، وهي صفة قد تكررت في تصريحات الأبواق الإيرانية حين يشيرون بالمستنيرين إلى بعض المسؤولين في البحرين. نعم؛ فالقصد من وراء هذا المقال أن يطلق سراح الانقلابيين الصفويين ويعقد معهم اجتماع في القصور إذا ما أرادوا البحرين أن يتسابق إليها السياسيون والاقتصاديون، كما ذكر في نهاية مقاله «وأصبحت ميانمار الآن محط أنظار الجميع، ويتسابق إليها السياسيون والاقتصاديون من كل أنحاء العالم.. هذا كله والإصلاحات للتو قد بدأت».
ولابد هنا أن نشير أيضاً إلى بعض ما ورد في مقال البوق الإعلامي الصفوي بقوله «ميانمار لها نصيب من الأخبار السيئة قبل فترة تمثل في اضطهاد وقتل مورس ضد الأقلية المسلمة، وكانت أحد المبررات هي الصراعات العرقية»، يقول عن إبادة أكثر من 70 ألف مسلم وتهجير أكثر من 800 ألف إنها فقط أخبار سيئة، ثم يقول مورست قبل فترة.. والروهنجيون يقولون إن الواقع المرير لايزال قائماً حتى هذه الساعة. ورئيسها المستنير يعلن اليوم طرد جميع المسلمين وسلبهم حقوقهم وأملاكهم وإرسالهم إلى مخيمات اللاجئين. نعم؛ بالنسبة له مستنير لأن كل ما يريده هو إطلاق سراح الإرهابيين والاجتماع معهم في القصور وعقد صفقة شراكة معهم في الحكم.
إنه لا يستحي، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذين لا يستحون «إن لم تستح فاصنع ما شئت»، فلو كان يستحي لما ضرب هذا المثال وأثنى على رئيس دولة تقتل المسلمين وتستبيح أعراضهم وأموالهم، فهذا صاحب النفس المريضة الحاقدة الذي يدعي المظلومية، فإذا به يستخف بأرواح مليون مسلم ويناشد الدولة أن تقتدي برئيسها.. نعم فلتقتدِ به الدولة وتبعث بالعملاء وأعداء الأمة الذين يفرحون ويستبشرون بقتل المسلمين في سوريا والعراق وميانمار، يبعثونهم ليس لأي دولة وإنما يرجعونهم إلى أصولهم وإلى المكان الذي يدينون بالانتماء إليه عقائدياً وسياسياً، وهناك فرق بين روهنجي يريد أن يعيش بأمان وبين عميل يريد أن تسلم بلاده إلى طهران.
ما لم يذكر في مقال البوق الصفوي أن الحاكم المستنير «ثين سين» خصص 25% من مقاعد البرلمان لضباط الجيش، ودافع «ثين سين» عن هذا الإجراء بقوله «الجيش قوة دفاعية، ولا يمكننا نكران دوره في العملية السياسية»، إنه إجراء نتمنى من الدولة أن تقتدي به، فهو حاكم مستنير يحث البوق الصفوي على الاحتذاء به.