قال حين تم إحباط تهريب 400 كيلوغرام من المخدرات كانت ستدخل مملكة البحرين بين عامي 2009 و2010 على يد عصابة «إيرانية» مسلحة مجازفاً بنفسه وبفريق إدارته الذي تصدى لهذه العملية وسط البحر بكل جرأة وشجاعة، قال: «ألحين ردت الروح فينا!!».
البحرين كانت «روح» المقدم مبارك بن حويل، لذلك كان يكرر هذه الكلمة بالذات دائماً على مسامع فريق إدارته «البحرين فوق كل اعتبار ترخص لها أرواحنا»، لذا قد لا يتفاجأ كثير لمن يتابع أبعاد قضيته عندما ترد إليه معلومة مفادها أنه مطلوب أمنياً لدى إيران! وهو أمر نرد به على من يزعمون المناضلة لأجل الشعب وخرافة الشعب الأصلي وممثلي الغالبية العظمى منه، فيما يدهم ملوثة بمصافحة المخططات الخارجية والمتآمرة على أمن البحرين ويستهدفونه بالقضايا الكيدية؛ لماذا إيران بنفس الوقت تستهدفه إذاً؟ وما دخلها في قضايا محلية؟ وهل الاستهداف يأتي بسبب براعته في إلقاء القبض على عدد كبير من تجار المخدرات الإيرانيين التابعين للحرس الثوري خلال سنوات بسيطة فقط من قيادته لجهود مكافحة المخدرات على مستوى تجاوز المستوى المحلي؟
للمتأمل أيضاً ندعوه للربط بين اكتشاف مبارك وزملائه خطوطاً جديدة لتجارة المخدرات القادمة من أفغانستان وشمال شرق إيران وبين أكبر عملية تهريب للمخدرات تتم في تاريخ البحرين بين عامي 2009 و2010، أي قبل سنة واحدة فقط من تنفيذ محاولة قلب نظام الحكم عام 2011، والتي جاءت تماشياً مع ثورات الربيع العربي وتم استعجال قطف ثمارها.
يوم الاثنين الأسود، حيث قطعت الكهرباء عن جميع مناطق البحرين عام 2004، توارد بعدها كلام كثير -لا نعلم عن مدى صحته للأمانة- بأن ما حصل كان مؤامرة تم خلالها إدخال أكبر كمية أسلحة إلى البحرين عن طريق البحر، يبدو أن هناك من أراد ذلك، لكن على نطاق أوسع بإطفاء كهرباء البحرين المستقبلية «الشباب» بإدخال 400 كيلوغرام من المخدرات عن طريق البحر أيضاً لاستهدافهم وتفكيك المجتمع قبل عام واحد فقط من تنفيذ مخطط إرهابي يضيع الشباب والمجتمع أمنياً، وكل هذه العمليات تمت على أيدي إما عصابات إيرانية خالصة أو عصابات بحرينية إيرانية الهوى!!
صحفية «هارتس» الإسرائيلية الإلكترونية كشفت وفق تقرير صادر لها لأحد البنوك اللبنانية أن سر تمويل حزب الله يأتي ضمن علاقته بالمخدرات وتبييض الأموال، وهي تهم سبق لإدارة الرئيس أوباما توجيهها للحزب، كما أعلنت السلطات الأمريكية في أغسطس من عام 2012 الماضي تجميد 150 مليون دولار تعود للحزب ومصادرة الأموال، حسب تصريح مديرة الإدارة الأمريكية لمكافحة المخدرات ميشال ليونهارت.
رفض المقدم مبارك عندما تولى عمله كمدير إدارة مكافحة المخدرات رشوة قيمتها 300 ألف دينار من أجل تسهيل مرور المخدرات، ومنذ تعيينه استطاعت البحرين تحقيق إنجازات كبيرة وأن تكون أقل دول العالم في تعاطي المخدرات والحفاظ على هذا المستوى حتى الآن، وفي تصريح له، على تلفزيون البحرين مؤخراً، ذكر أن مملكة البحرين ليست دولة منتجة أو مستهلكة للمخدرات؛ بل دولة ترانزيت، وأن قضايا المخدرات تقلصت كثيراً من 800 إلى 500 قضية بعد توفير أجهزة كشف بالمطارات والمنافذ، حيث بات هناك خوف من تجار المخدرات أكثر!!
الاتحاد الخليجي الذي يشكل أكبر ضربة قاضية في وجه المخططات الإيرانية على مختلف الأصعدة كالأمنية والمجتمعية كان لها نصيب من جهود مبارك وتحركاته، حيث تحرك على إنشاء مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات التابع لدول مجلس التعاون بقطر منذ خمس سنوات، ومؤخراً كان يرأس دورة ضباط مكافحة المخدرات الخليجية، وهي الدورة الثانية التي تتم لأجل رفع مستوى الوعي عند ضباط دول مجلس التعاون، وهي الدورة التي ظل يتحرك عليها رغم جرحه الوطني في محاكمته خلال فترتها والتي أكد أنه يهدف فيها إلى توحيد الجهود الخليجية!!
لذا نشدد أنها لم تكن مجرد قضية، ولذلك رفضت شريحة كبيرة من جموع الشرفاء مبدأ القبول بقضايا كيدية ضده ومحاكمته، وكانت رسالتهم؛ مبارك أنهى وجود كثير من خدم إيران والمخدرات بالبحرين فلا تكونوا بقبول القضايا الكفلاء لهم!!
- إحساس أخير..
كل عام وانتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان، شهر الخير والبركة.. وفي مقال الجمعة القادم نكشف المزيد بإذن الله.