تطرقنا سابقاً لموضوع التقية السياسية المقلوبة التي اكتشفنا أن هناك جماعات من الطائفة الشيعية الصامتة قد أخذت تسير على نهجها سنين طويلة مع من يدعون أنفسهم بالمعارضة ويحاولون اختطاف صوتها كفئة معتدلة ليس لها في «غنم ومغانم الوفاق الإرهابية تيس!! حيث توقعنا خروجها كفئة مستقبلاً من الممكن وصفها بــ «أحرار الوفاق!!».
في الفترة الماضية الزميل عادل محسن اجتهد مشكوراً بنشر مواضيع خاصة في جريدة الوطن تكشف أحاديث هذه الفئة المغلوب على أمرها والتي لزمت الصمت والكتمان طيلة السنوات الماضية كثيراً مما يشير إلى أن هناك فكراً شيعياً من القرى قد بدأ يكسر حاجز الصمت ويتمرد على الخوف والتردد بعدما وصل الحال في هذه القرى لتحولها إلى ساحة اضطراب أمني مستمر تعاني من عمليات الإرهاب والحرق حتى باتت في وضعها المتأزم منعزلة عن بقية مناطق الوطن المستقرة وكأنها تعيش لوحدها في عالم منفصل من المعاناة اليومية التي تأكل الأخضر واليابس من حياتهم وحياة أطفالهم.
لذا نقول إن كان هناك من يرى من جانب الوفاق المتعنت المغرور أن سياسة النفس الطويل في الاستمرار بالحرق والإرهاب قد تأتي بمغانم سياسية لهم وتلوي ذراع الدولة اقتصادياً وتنموياً فإننا نذكر بأن هذه السياسة أيضاً بالمقابل ستفتح مغارة علي بابا «علي سلمان الإرهابية» وتأتي بالمقابل بغنائم شعبية للدولة وشرفائها من المواطنين الذين يقفون صفاً واحداً ضد العبث والإرهاب الجاري عاجلاً أم آجلاً ونقصد هنا بالغنائم الشعبية ليست فئة الكتلة الصامتة فحسب بل حتى تلك التي هي مخدوعة و»مغشوشة» بعشم إبليس الوفاق في جنة البحرين الخليجية!!
من تابع الساحة المحلية والسياسية بشكل متعمق سيجد أن أحد أسباب فشل حركة تمرد 14 أغسطس هو الفشل الذي حصده الشارع المنجر وراء الوفاق في أزمة فبراير 2011 والذي اضطره مؤخراً إلى السفر والتهرب من الخروج بالشوارع بأي أعذار انسحابية.. ألم تخرج جموع للتظاهر مطالبة بإسقاط النظام وادعاء أنه فقد شرعيته والاعتصام عن العمل وتشويه سمعة الحكومة وإسقاط منجزاتها في فبراير 2011؟
الحكومة نفسها التي بعد الأزمة قد أخذوا يتوسلونها لإعادتهم إلى أعمالهم لاستلام رواتبهم الشهرية منها ليس في الوظائف الحكومية فحسب بل حتى تلك بالقطاع الخاص!! اعترفت إحدى من تم فصلهم من إحدى جهات القطاع الخاص بعد تغيبها عن العمل طيلة فترة الأزمة أنها قد خدعت بالشعارات الرنانة الزائفة لثورتهم وتعاني من عدم قدرتها على سداد قروضها حيث اضطرت لإجراء العديد من الاتصالات بمن تعرفهم من المسؤولين على أمل توظيفها في أي مكان لسدادها و إعالة أسرتها بعد أن مرت شهور طويلة وهي قابعة في المنزل بلا عمل !!، أين الوفاق ولما لم تجعل أحد المسؤولين الواصلين بالدولة من جانبها يقوم بتوظيفها؟.
كثير ممن انجروا وراء موجة الثورة التي كانت بالأصل موجة حماقة «وثوارة» إرهابية اكتشفوا بأن النتائج التي حصدوها مما فعلوه جميعها كانت ضدهم وان دعوات الوفاق الإرهابية «ما توكلهم عيش» وأنها سرعان ما أدارت ظهرها لهم بعد فشل مخططها وبعد أن تسلقت على أكتافهم وسلبتهم حقوقهم فيما هم كانوا الضحية التي يسددون فواتيرها الإرهابية إلى اليوم من جيوب حياتهم اليومية ومناطقهم وراحتهم وحتى أعمالهم وصحتهم ومستقبلهم بالوطن.. الوفاق وضعتهم في مأزق لم تتعب نفسها بإخراجهم منه بعدها بل تركت حبل الأيام على غارب حياتهم يلتف حول أعناقهم ويخنقهم بصعوبة المعيشة والحياة اليومية في ظل الأوضاع المتأزمة أمنياً واقتصادياً!! أدركوا أن خروجهم للاعتصام والتمرد قد يجرهم إما إلى السقوط كقتلى ضحايا لإرهاب وعبث بالأمن أو بقائهم فترة طويلة بلا عمل وراتب إلى حين إعادتهم إلى أعمالهم وهذا ما لن يحصل بسبب توصيات المجلس الوطني الأخيرة أو أن يجروا إلى ساحات المحاكم والسجن وعقوبات قانون الإرهاب فيضيع مستقبلهم ويخسرون حريتهم!!
شاهدوا كيف تساقط أبناؤهم موتى وفقدوهم من هذه الحياة كضحايا لعمليات إرهابية تستفز رجال الأمن وتهاجمهم فيما عندما يتم الدفاع وصد الهجوم الإرهابي لا يتواجد بالساحة أبناء علي سلمان أو عيسى قاسم بل أبناء هؤلاء «المغشوشين» بالوفاق ليدفعوا ثمن هذا التعنت الإرهابي من جيوب دمائهم وحياتهم «هل سمعتم يوماً أن أحد أبناء علي سلمان أو خليل المرزوق أو عيسى قاسم استشهد أو حتى أصيب وقبض عليه؟» كما شاهدوا كيف تلوثت القرى ومناطقهم ومنازلهم بأدخنة المولوتوف والإطارات التي تستدعي ومسيلات الدموع وكيف بات ذلك يؤثر على صحتهم ويعتبر تهديداً يقلق راحتهم وكيف اغتصبت طفولة أبنائهم وتم تحويلهم إلى عبيد للدنانير والأموال وتحول الإرهاب إلى سوق سوداء كل عمل إرهابي له تسعيرته الخاصة «حرق الإطارات بعشرة دينار و50 ديناراً للمولوتوف!!» فيما أجسادهم البريئة تستخدم كدروع بشرية مقابل رشوتهم بالحلويات والأموال وكيف وصلت يد الإرهاب إلى متنزهاتهم وحدائقهم بسترة.. كيف هؤلاء الأطفال معرضون للإصابة بأمراض التنفس وسرطانات الرئة لما يستنشقونه من تلوث يومي من المولوتوفات وغازات مسيلة للدموع وأمراض أخرى عديدة ستظهر آثارها بعد سنوات على أجسادهم البريئة!! شاهدوا الوفاق كيف تنعم بمكتسبات البروز وتلميع اسمها كمعارضة وسط المحافل الدولية والإيرانية فيما من يسدد فاتورة كل هذا هم هؤلاء المغشوشون بها وأبناؤهم.. أدركوا متأخرين جداً أن كل ما سيحصدونه هو فقط الألم والعذاب اليومي والمعاناة والبطالة والضياع لهم ولأبنائهم!!
- إحساس أخير: من حقنا أن تكون لنا تواريخنا الوطنية المتمردة.. 14 أغسطس يجب أن يدخل في سجل التاريخ البحريني بأنه يوم وقف فيه البحرينيون أجمع متحدين للتمرد ضد الإرهاب ويحول لذكرى سنوية تحتفي فيه مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والجمعيات والفعاليات الناشطة فإن كانت الوفاق ترى فيه ذكرى الاستقلال فنحن نرى فيه ذكرى الاستقلال عنها.. عن زمرة الإرهاب الإيرانية!!