في استطلاع صحافي كشف أن أسهم تلفزيون الواقع «خسرانة في البحرين»، حيث إن مثل هذه البرامج التلفزيونية لا تلقى اهتماماً من قبل المشاهد البحريني وفكرته لا تلقى استحساناً عندهم، يبدو أن من يحسبون أنفسهم معارضة فيما هم بالحقيقة مجرد عابثين إرهابيين وخائنين للوطن أرادوا التضامن مع الأسهم «الخسرانة» هذه والترويج لها وتطبيقها، ولكن بشكل آخر، علها تجد قبولاً ضمن منهج «التقليد الأعمى» لكل ما هو خارجي من خلال عمليات الإرهاب المتصاعدة التي بدأت تقترب من مناطق بعيدة عن نفوذهم وأتباعهم وما يقومون به من إرهاب يومي مستمر لتلامس واقع حياتهم اليومية بل وفي عز أوقات صلاتهم وعباداتهم خلال شهر رمضان الفضيل.
قد يبدو هناك طموح في جعل المواطن البحريني هذه السنة يعيش أحداثاً واقعية درامية «أكشنية» مليئة بالإثارة على رتم سريع لا يمكنه توقع مفاجئاتها وتخمين نهاية حلقاتها بعيداً عن برامج تلفزيون البحرين والمحطات التلفزيونية، خاصة الخليجية منها، بما قدموه من مسلسلات ودراما رمضانية.. من قام بالعمل الجبان في تفجير سيارة مفخخة قرب جامع مسجد الشيخ عيسى بن سلمان بالرفاع ربما لديه طموح بقيادة سيناريو الدراما السياسية بالبحرين والتحكم في مشاهد وأحداث الرأي العام البحريني، وحتى الخارجي، بما يقوم به من تصرفات قبل أن تكون غير مسؤولة وعابثة هي مجردة من الأخلاق الإسلامية وتنتهك حرمة هذا الشهر الفضيل، ولا تراعي أجواءه الروحانية.. يود كسر القاعدة الرمضانية ولفت أنظار جميع المشاهدين والمتابعين والمحللين، حتى غير المسلمين منهم، إلى «الدراما الإرهابية» الخاصة به، والتي يطبقها على أرض الواقع بطريقة تنافس برامج تلفزيون الواقع الأجنبي المنفتح «خبركم دايماً يقلدونهم»، واستقطاب الاهتمام بعد أن احترقت معظم أوراقه السياسية، ولم يبقَ أمامه إلا الهجوم والتغلغل بالإرهاب في مناطق لا تخطر على بال أحد بكل وقاحة يحسبها جرأة لإيصال رسالة مفادها «نستطيع أن نصل بإرهابنا إلى جميع مناطق البحرين حتى تلك القريبة من مقر الديوان الملكي!!».
نعم طفح الكيل.. كما أشار جلالة الملك عندما خرج ببيان يدين فيه هذا العمل الجبان، مذكراً أن أهل البحرين طفح بهم الكيل ونفد صبرهم على تلك الأعمال التي لا تمت لهم ولأخلاقهم بصلة.. طفح الكيل وهذه المرة ليس من المواطن البحريني فحسب؛ بل المراقب لتتبعات ما يستجد، فهناك إدانات إقليمية وعالمية تمت على نطاق رفيع المستوى خرجت، وحتى بعض الجهات التي لم تكن مع مملكة البحرين خلال أزمتها الماضية لا بالبيانات ولا بالتصريحات، حادثة التفجير الأخيرة جعلتها تنطق بالحق أخيراً وكأن «السحر انقلب على الساحر» ليكشف للعالم أجمع حقيقة الأحداث والإرهاب والقمع الجاري ضد أمن البحرين واستقرارها.. لقد بدأ نجم من كذبوا على العالم وأشاعوا فكرة انهم معارضون وطنيون يأفل، لتسطع شمس حقيقتهم بأنهم مجرد زمرة إرهابية وخلايا تنشر العنف وتمارس التطرف والتعصب الديني.. طفح الكيل لأن هناك من يود استفزاز مشاعر المواطنين مرة بالاقتراب منهم في المحرق وافتعال الفتنة بتصريحاته المستفزة، ومرة بالخروج ببيانات متلونة ظاهرها إدانة تفجير موقف مسجد الرفاع وباطنها التشكيك في مدى حقيقتها وادعاء أنها مسرحية حكومية «جماعة الكذب والإرهاب هؤلاء متأكدون أنهم صائمون؟» وهل الصوم بالنسبة لهم يعني الصوم عن الأكل والشراب فقط، فيما الإرهاب وإيذاء الآخرين والكذب مباح حتى في وضح نهار رمضان؟
بالأمس القريب اتهموا النظام البحريني أنه يهدم مساجدهم و»حسينياتهم» ويمارس نوعاً من الاستبداد الديني الطائفي تجاههم، واليوم يظهر الحق ليبين أنهم هم المعتدون، وهم الطائفيون الذين يستهدفون بيوت الله ومساجد أهل السنة وخلال شهر رمضان الذي تصوم فيه النفس عن كل الذنوب والمعاصي.. هم من يبتكر المسرحيات الإرهابية لأجل ضمان نفاد جميع شباك تذاكر أجندتهم السياسية والإرهابية وتحقيق مكاسب العودة إلى دائرة الاهتمام وتسليط الضوء عليهم مجدداً، دليل ذلك خروج بعض الدعوات إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في حادثة تفجير الرفاع إلى جانب التصريحات المكثفة أن ما حدث يعد محاولة لجر البلاد إلى حرب أهلية طائفية بعد حجم الإدانات الدولية التي خرجت ضدهم وتشير بأصابع الاتهام إليهم!!
- إحساس أخير..
«بوطبيع ما يجوز عن طبعه».. هو ما يمكن إطلاقه على تصريحات علي سلمان لإحدى المحطات التلفزيونية الإيرانية الهوى.. أراد أن يتبرأ تماماً من حادثة التفجير، ثم عندما وجد بيان إدانته يتقزم أمام حشود الإدانات العالمية والإقليمية، وأن السحر قد بدأ فعلاً ينقلب عليه، خرج بتصريح يشكك في حقيقة عملية التفجير حتى يشتت الانتباه عنه ويخرج نفسه من مأزق المحاسبة والمحاكمة التي بدأت أطراف عديدة تطالب به، وحتى يستمر في التنويم المغناطيسي ومنهج «عقدة المظلومية» لتياره وشارعه، والترويج لفكرة أن الدولة تحاول لي ذراعه قبل حركة 14 أغسطس -تمرد- طفح الكيل من كذبه ودجله السياسي!!