ليس هذا هو اسمها الكامل، فقد آثرت أن أكتبه ناقصاً لأسباب تتعلق بالذوق العام، ولكي لا يكون العنوان صادماً و»يطز العين» ، فالاسم الكامل لهذه النظرية المعتمدة من قبل ذلك البعض هو «نظرية التبول على الزولية الجديدة»!
أما الزولية فمفرد «زل»، وهو السجاد المخيط الذي نستخدمه في بيوتنا لنفرش به الأرض، وهو أنواع أشهره السجاد العجمي المعروف بجودته، وأما النظرية نفسها فعبارة عن تهديد ملخصه «يا تعطوني اللي أبي.. يا تخلوني أسوي اللي أريد.. أو أوسخ زوليتكم الجديدة»!
أما المؤسف في هذه النظرية فهو أن ذلك البعض المؤمن بها يطبقها على أرض الواقع وبالتالي فإنها تختصر كل ما يجري في البحرين منذ أكثر من سنتين.
أصحاب هذه النظرية يقولون للسلطة عليك أن «تستجيبي لما نريد وتحققي لنا كل مطالبنا سواء كانت حقاً وواقعية أم كانت باطلاً وزوراً، فالمهم أن تستجيبي لما نريد وأن تخضعي، أما إذا لم تفعلي ولم نحصل على ما نريد فليس أمامنا إلا توسيخ «الزولية»..»وأنت كيفك عاد»»!
ما ينبغي توضيحه للعالم أجمع هو أن السلطة في البحرين لا تنكر على المواطنين حقوقهم ولا تقف ضدهم لأنهم يطالبون بها، فما قد لا يعرفه كثيرون ولا يصل إلى منظمات حقوق الإنسان في الخارج هو أن السلطة تعترف بأن للناس حقوقاً وتعترف بوجود أخطاء وتقصير، وهذا صرحت به مرات بطريقة أو بأخرى، لكن السلطة هنا حالها حال أي سلطة في العالم لا تقبل أن يلوى ذراعها، ولا تقبل أن يستغل البعض جوانب القصور أو الأخطاء لتحويل البلاد إلى فوضى والدعوة إلى إسقاط النظام.
في البحرين لم يقل أحد إنه لا يوجد تقصير أو أخطاء أو خلل، بدءاً من القيادة ومروراً بالحكومة، ونزولاً إلى أصغر مسؤول، ولـــولا اعتــرافها هــذا لمــا وجد المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ولما لمس المواطنون والمقيمون بأيديهم وبأعينهم وبكل حواسهم كل هذا التطور الذي شهدته البلاد في السنوات العشر الأخيرة.
لا أحد في السلطة يقول إنه «لا توجد مطالب»، ولا أحد فيها يقول إنه «ليس بين تلك المطالب مطالب حقيقية وعادلة»، ولا أحد في السلطة يقول إن «الناس جميعهم على خطأ وفي ضلال مبين»، لكن في المقابل لا أحد في السلطة يقبل بما يفعله ذلك البعض المنتمي إلى تلك النظرية البعيدة عن الأخلاق والبعيدة عن الدين والوطنية. هذا يعني أن نقطة الخلاف الجوهرية تكمن في طريقة المطالبة وليس في المطالب نفسها خصوصاً وأن جزءاً كبيراً منها متفق عليه من قبل كافة الأطياف.
ليس في البحرين أحد أو جهة لا تريد للمواطنين أن يتطوروا وينالوا كل حقوقهم، ويكون لهم ما يضيف إلى فعل البحرين في الحضارة الإنسانية، وليس في البحرين أحد أو جهة ترفض الاستماع إلى مطالب المواطنين. الحاصل في البحرين هو أن البعض الذي يطالب بحقوقه تم استغلاله من قبل أشخاص وجهات لا تريد الخير للبحرين، ولها أجندتها التي لا يمكن تحقيقها طالما أن السلطة في البحرين متماسكة والنظام قوي.
من يعتقد أن السلطة تنكر على المواطنين والمقيمين حقهم في الحياة مخطئ، ومن يعتقد أن السلطة تعاقب المواطنين على مطالبتهم بحقوقهم متحامل عليها ولا يريد الخير للبحرين، لأن السلطة هنا لا تقف في خانة المعادي للمواطنين ولا تنكر حقوقهم، بل على العكس تدعمها وتسعى إلى تحقيقها بما تستطيع، لكن السلطة لا تقبل أبداً أن ترى من يوسخ «الزولية» وتسكت عنه.. سواء فعل ذلك واقفاً أو جلس القرفصاء!