هناك إصرار على اعتبار «مجموعة 21»- الذين أيدت محكمة التمييز الأحكام الصادرة بحقهم ـ ضحايا تعبير لا أكثر و لا أقل!!.
وكان الجماعة في ندوة بقاعة وقفوا على المنصة وأعلنوا قيام الجمهورية الإسلامية، وحين انتهت الندوة عاد كل الحضور لبيتهم وأُطفئت الأنوار وأُغلق باب القاعة بسلام، وذهب الناس لأعمالهم والبقية لمنازلهم ومن له زيارة في مستشفى أنهاها ومن أراد الذهاب للسينما قطع التذكرة وشاهد الفيلم، وكان مجرد رأي عبروا عنه وخلصت القصة، وعاد كل منهم لمنزله وفجأة بلا مبرر داهمت طيور الظلام منزلهم وقبضت عليهم لا لشيء إلا لأنهم (قالوا) و(تكلموا) و(تحدثوا) بقيام جمهورية، وهذا فعل تعبيري فقط، فكيف يحكم عليهم بتلك الأحكام القاسية؟! هذا حكم سياسي، التفسير الذي قدموه لأن «الحكم» في البلاد يكره الجماعة وتضايق منهم ولا يرغب في «سماع» كلمة يسقط النظام، فأمر القضاء فحكم عليهم بتلك الأحكام!.
نذكر السفراء الذين استنكروا الحكم أو أسفوا أو قلقوا حتى وإن لم يكونوا معنا فبراير ومارس 2011 بالسياق الذي تحركت فيه مجموعة 21، ويكفي أن ننقل لهم عبارة السيدة «ستيفني» القائم بأعمال السفارة الأمريكية حين ذاك فقد وصفته بأنه كان «مرعباً ومخيفاً».
تذكروا ذلك جيداً ولا تخرجوا عن سياق الأحداث.
محاولة تغيير دستور من دساتيركم بتحويل البلد إلى وضع «مرعب ومخيف» جريمة يعاقب عليها بذات الدرجة في القانون البريطاني والأمريكي والفرنسي.
فإذا كان الوضع مرعباً ومخيفاً بالنسبة لدبلوماسية تتمتع بحراسة دائمة وطائرة جاهزة لنقلها خلال دقائق معدودة، فما بالكم وحال الشعب البحريني الذي كان بلا حول ولا قوة له ومنع جيشه ومنع أمنه من التدخل لمدة شهر كامل، كيف انعكس الرعب والخوف عليه حين احتل فيه الإرهاب مستشفى وهاجم جامعة وقطع طريقاً وقتل أجانب واختطف رجال أمن وفي اليوم الأخير تم اقتحام مبانٍ ووزارة الدولة في المنطقة الدبلوماسية واحتلالها وأخرج الموظفين.... باختصار كانت البلد (رايحة)، ضمن هذا السياق أعلنت مجموعة 21 سقوط النظام وإعلان الجمهورية الإسلامية، فلا تنسوا هذا السياق وتذكروه جيداً.
أعلنوا سقوط النظام وقيام الجمهورية ضمن سياق بكاء النساء وعويلهم وخوف الأطفال ورعبهم وإرهاب الشوارع وقطعها وعلامات حمراء وضعت على أبواب المواطنين استعداداً لاستهدافهم، وكلها وقائع جاءت في تقرير تقصي الحقائق، أعلــن عن سقـــوط النظام والجمهورية ضمن سيـاق تعليق المشانق وقوائم سوداء تم تعليقها في الدوار، ضمن هذا السياق قادت مجموعة 21 الحراك، فلم يكن أبداً أبداً أبداً مجرد تعبير عن رأي.
حين وصـــفت السيـــدة «ستيفنــي» الوضع في البحرين أنه مرعب ومخيـف كانت محقة تماماً، ولو أن جماعة قامت بجزء مما قام به هؤلاء (الرموز) بهدف تغيير دستوركم لكان حكمكم أقصى من أحكامنا ألف مرة.
فتغيـير الدستـــور بالقـــوة مــن قبل جماعة راديكالـــية قامــت بما قامــت به في فـــبراير ومـــارس 2011 هو إعلان حرب أهلية، هو إعلان اقتتال بين فئات المجتمع البحريني، تغيير الدستـور بالقوة وبالإرهاب وبالاستعانة بكم يا مــن تبدون قلقكم عليهم اليوم، هو اختطاف وطن ووضعه رهينة وضع سيف على رقبة كل شرائح المجتمع البحريني، هو استيـــلاء ونهب للوطــــن من قبل مجموعة بالقوة وبالإرهاب والابتزاز والتهديد.
ضمن هذا السياق كان حراك 21 ولم يكن مجرد رأي تم التعبير عنه، والحمدلله أن لدينا قضاء وثلاث درجات تقاضي وكافة ضمانات التقاضي وفرت للجماعة ومحامون وجلسات علنية واستماع لشهود وبحضــوركم وحضور منظمات حقوقية اهتمت بحقوقهم ونسيت حقوق من روعوهم وأخافوهم وأرهبوهم، الحمدلله أن لدينا قضاء عادلاً نحترم ونطالب باستقلاليته وعدم التدخل فيه!!.