مازلنا نعيش نحن البحرينيين لحظات الفرح والفخر في العاصمة الماليزية كوالالمبور والمستمرة منذ ظهيرة يوم الخميس، عقب الإعلان التاريخي الذي أدى لأن تكون قيادة الكرة الآسيوية لشخصية بحرينية تمثلت في الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة.
يوم أمس جمعني أول اتصال بالوالدة الغالية «أطال الله في عمرها» بعد فوز الشيخ سلمان بمنصب الرئاسة، فاجأتني والدتي برسالة شفوية أوصتني أن أوصلها للشيخ سلمان بن إبراهيم كان مضمونها باللهجة البحرينية بالحرف الواحد «قوله أم مازن تبارك لك وفرحنا له وايد وسهرنا لي الصبح عشان انجوف من بيغلب والله استانسنا!!»، هذه كانت كلمات الوالدة العفوية والتي لم تخرج إلا لسبب واحد وهو حب البحرين.
هكذا هي البحرين المفترض بأنها تحرك مشاعر الصغير قبل الكبير، المرأة والرجل.. وهكذا هي الرياضة وُلدت لكي تجمع لا تفرق ولكي توحد لا تشتت، وهنا سأقفز من رسالة «أم مازن» لأتوقف عند الرياضة بأنها مجال لتوحيد الأمم، وكم كان موفقاً قائد الكرة الآسيوية الشيخ سلمان عندما جعل من الاتحاد شعاراً لحملته الانتخابية ولرؤيته المستقبلية لعمله في الاتحاد القاري.
توحيد آسيا وجعل مشاعر الآسيويين تتحرك تجاه قارتهم كما شعورنا تجاه بحريننا، ويتطلب من الشيخ سلمان تقريب المسافات والأفكار بين الدول الآسيوية ولا أعتقد بأن مسؤولية سلمان بن إبراهيم ستقتصر على الجانب الرياضي فقط بل ستتعداها إلى جوانب أخرى، وهذه هي كرة القدم تنعش مختلف المجالات وتثريها إذا ما طوِعت بالشكل المطلوب والمثالي.
أعتقد بأن الشيخ سلمان بن إبراهيم يمتلك «كاريزما» متعددة الخواص، وعدد الأصوات التي جناها في الانتخابات دليل على ما أقول، وإذا ما استطاع الشيخ سلمان المواصلة على نهجه ولغته التي انطلق منها وهو الحديث بلسان آسيا من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، فإن النجاح سيكون حليفه بإذن الله.
وشخصياً لا أود أن أتغنى بالمثل الذي يقول «برز الدواء قبل الفلعة» ولكنني أتمنى أن يمنح الشيخ سلمان الفرصة من قبل الآسيويين كما منح الثقة عبر إعطائه مساحة أكبر للعمل حتى لو كان ذلك بتزكيته في انتخابات 2015.