في صفاقة لا مثيل لها، وبروح فتنة صفوية مكفهرة بالحقد والغطرسة والتخلف، شنت زمر ما يسمى «التيار الصدري» بقيادة مقتدى الصدر، وبتوجيه من مرجعهم الفقهي القمي كاظم الحائري حملات تهديد إعلامية فجة ضد مملكة البحرين «وضد ملك البحرين شخصياً»، بمناسبة ما أسموه الذكرى الثانية لـ «ثورة الشعب البحريني»!
وهي «الثورة» المزعومة التي رفعت فيها رايات وصور قادة النظام الإيراني، وحاولت تخريب وتعكير الأمن والسلام الأهلي، في تلك المملكة العربية الخليجية الصغيرة حجماً والكبيرة تألقاً في مجال الانفتاح والإبداع والرقي الحضاري. وأمر غريب للغاية أن يترك الصدريون كل مصائب العراق وكوارثه جراء السياسات الطائفية الخرقاء والنتنة للجماعات الإيرانية والطائفية الحاكمة في بغداد، ويتفرغوا للنفخ في أبواق الفتنة الإيرانية في البحرين، وإننا إذ نتساءل مخلصين عن الفروق المادية والمجتمعية وظروف المقارنة بين شيعة العراق الذين يعيشون أسوأ الأوضاع الإنسانية وأكثرها تدهوراً على المستوى الأممي، وبين الحالة الطبيعية والمستوى المادي المحترم الذي يعيشه الشيعة في البحرين والذين هم عنصر رئيس من عناصر الشعب العربي البحريني، ولهم دورهم الفاعل في إرساء الأوضاع الاجتماعية وحتى على مستوى ممارسة السلطة والإدارة في ظل الرعاية الملكية المعروفة، التي لا تفرق أبداً بين البحرينيين على أساس الطائفة او العنصر، فآلاف البحرينيين من الشيعة تحديداً يسافرون للعراق وغيره، من أجل ممارسة طقوسهم العبادية والدينية، من دون تدخل أو معارضة من السلطة الحاكمة، و«الثورة» التي يتحدث عنها أهل الحلف الشعوبي الإيراني العنصري الإستعلائي الطائفي، ليس لها وجود إلا في عقليات الجماعات العميلة التابعة لنظام الولي الإيراني الفقيه الذي يمارس نظامه اليوم سياسة خلط الأوراق والملفات وتدعيم المواقع المنهارة في الشرق القديم عبر تصعيد الفوضى والتخريب في البحرين، بدلالة ملفات إصلاح هي حق أريد به باطل. ليس هناك من فواصل أو حدود بين المواطن البحريني وشرعيته الدستورية وأبواب المؤسسة الملكية مفتوحة على الدوام لكل مواطن بحريني عربي حر وشريف، يهدف الى إصلاح المسيرة الوطنية وتطوير الأداء السياسي، وعمليات التحريض الطائفي المريضة التي تقوم بها الجوقة الإيرانية في المنطقة ماهي إلا محاولات فتنة بائسة وسقيمة عقيمة سترتد على صدور مطلقيها من شذاذ الآفاق.
ليس مقتدى الصدر ولا من يقف خلفه في المستوى الذي يتناطح وإياه لتهديد ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فالصدر في التقويم العام هو مجرم وقاتل أشر، كما نعلم جميعاً، ويقود تياراً من الشقاة والمجرمين والقتلة تطور بعضهم ليتحول اليوم لرموز إرهابية شاخصة، مثل تيار «عصائب أهل الباطل» و«المجرم أبو درع» وأخيراً «المجرم الجديد المدعو واثق البطاط» زعيم عصابة «جيش المختار «الوريث الشرعي لعصابات «جيش المهدي» السيئة الصيت والسمعة، مقتدى الصدر الذي يقف اليوم مشدوهاً وحائراً أمام الانتفاضة الشعبية العراقية التي تهدد باجتياح معاقل النفوذ الصفوي الإيراني في بغداد، لا يستطيع ان يرفع إصبعه بوجه رئيس حكومته نوري المالكي، بينما يحاول التمرجل في البحرين، والتدخل فيما لا يعنيه وتصعيد الفتنة التي لعن الله من أيقظها او نفخ في نارها، لا التيار الصدري بكل عصاباته وعمائمه، ولا أي تيار مجرم تخريبي طائفي آخر يستطيع مناطحة العدالة أو ممارسة التخريب في البحرين، التي هي أكبر من كل الإرهابيين وحصونها الوطنية المنيعة كفيلة بإنزال الحسرة والخيبة في نفوس كل العملاء والشعوبيين واتباع التيارات الشيطانية النافخة في أبواق الفتنة، التيار الصدري بخزعبلاته وبهلوانياته وفساده الذي يزكم الأنوف قد أعلن إفلاسه التام في العراق المبتلي بشراذم القتلة والطائفيين، وتهديدات مقتدى وعصابته ضد الشرعية البحرينية لا تعدو إلا أن تكون «عفطة عنز»!
لقد بدأ موسم تساقط الإرهابيين والطائفيين والقتلة وانحسارهم عن واجهة الأحداث، وسينصر الله من ينصره ويخزي وجوه القوم المنافقين والقتلة والعملاء الإيرانيين، ففي البحرين العربية السم الزعاف لكل الحاقدين وأتباع الشيطان الذين سيهلكون ويحترقون بنيران حقدهم وتراكمات نفوسهم الشريرة.
نقلاً عن صحيفة «السياسة» الكويتية