لطالما كان حفل الافتتاح في شتى المسابقات حدثاً مهماً ولوحة رمزية، يستدل من خلالها المشاهد بكل سرعة على خبايا البطولة وما ستظهره في لاحق أيامها.
فهل نحن بحاجة لافتتاح ضخم لدورة الخليج القادمة؟
حفل الافتتاح دائماً ما يكون الحضن الذي يحتوي شكل البطولة ومحتواها، وهو ما يعطي بعض الخيوط للمشاهد لكي يتعرف على أسرارها، من خلال التعويذة وبعض حكايا الحفل الرمزية وغير التقليدية، فكل حفل الآن يضع محتواه من خلال لوحة عرض إلكترونية تقوم بسرد مضمون مادة الحفل، سواء كانت من قصص أو عروض تاريخية لبطولة بدأت من أرض البحرين وها هي الآن تعود تارة أخرى، فيجب اختيار المادة بكل تفانٍ ودراسة، لأنها كما ذكرت هي اللوحة التي سيشاهد عبرها هذا المحفل الكروي الإقليمي المهم.
ولا أعتقد سيكون حفل الافتتاح تقليدياً، بحيث سيكون المشاهد الخليجي في حاجة للتعرف أكثر على البحرين أرض المحبة والخير، ليست أرض الكراهية والطائفية، فالمهمة جاءت في وقتها اللازم للجنة التنظيمية حتى تضع مادة رصينة ودسمة أمام المشاهد الخليجي ليتعرف أكثر على الواقع الطيب لمملكتنا في توجهها وتحديها الرياضي باحتضان أشقائها الخليجيين هنا، ونحن بدورنا سندعم هذا التوجه لمملكتنا منطلقين من الأعمدة والمقالات، وسنبرز السلبيات ونضع النقاط على الحروف حتى تتبين الصورة لدى الجهة المسؤولة، فالوقفة لصالح نجاح الوطن واجب على كل إعلامي بحريني، وعلى كل مواطن يعيش على أطيب الأراضي.
وبنظري نعم نحتاج لحفل جميل يختزل الصورة البحرينية الرياضية والتاريخية بأجود ما يمكن، والرائع المقصود فيه ليس كما فعلت قطر في بطولة خليجي 17، وليس كما فعلت الصين في أولمبيادها عام 2008، ولكننا نحتاج لحفل يُحتذى به مستقبلاً من خلال طرح مادته بكل نفع على من سيشاهده، حفل وإن كان بسيطاً فيجب أن يعطي في بساطته جودة فنية قيّمة، وصورة ثقافية شاملة، ولا تكون هذه المادة مبتذلة وفارغة بضياع المضمون.
نجاح أي بطولة يكون في ثلاث: 35% في حفل افتتاحها، 55% في مشوارها، 10% في ختامها، فمن دون إخلال علينا أن نستغل تلك النسبة بالافتتاح، لنظهر عملاً يستحق الثناء والتقدير بإحساننا في بداية المشوار.
همسة
تقول أغلب الروايات بأن عندما أراد فريدريك نيتشه الزواج، كان أغلب النساء يهربن منه خوفاً وذعراً إلى أن وصل عددهن لعشر نساء!! .. فهل بسبب شاربه الكثيف أم بسبب هذا المدعو الذي يُسمى بـ «الانطباع العام» ؟!